رئيس التحرير
عصام كامل

68 عاما على رحيله، أنور وجدي الفتى الأول الذي فقد البصر والذاكرة، وعاد في صندوق خشبي

الفنان أنور وجدى،
الفنان أنور وجدى، فيتو

 أنور وجدي.. أحد أهم وأبرز صناع السينما المصرية، الذي ظل متربعا لسنوات طويلة على عرش الفن، فتصدر أفيشات الأفلام لأعوام كفتى أول ودونجوان، وفي المقابل كان أحد أعمدة الإنتاج والإخراج، ومكتشف عدد من النجوم من أبرزهم الطفلة المعجزة فيروز.

ولد أنور وجدي في حي الظاهر بالقاهرة عام 1904، حيث هاجر والده يحيى وجدي الفتال من سوريا إلى مصر لأسباب اقتصادية وتزوج من سيدة مصرية أنجب منها ابنه محمد أنور يحيى الفتال الشهير بـ أنور وجدي، وإنه اختار لقب وجدي لكي يقترب من قاسم وجدي المسؤول على الممثلين الكومبارس حينما كان يعمل بالمسرح، عمل والده بتجارة الأقمشة في سوريا، وانتقل مع أسرته إلى مصر بعد أن بارت تجارته مما جعل أسرته تتعرض للإفلاس. 

 

 تعلم في الفرير، وعمل في العديد من المهن

تعلم في المدرسة الفرنسية الفرير، غير أنه لم يستمر طالبا، فقد ترك أنور وجدى الدراسة بعد أن أخذ قسطًا معقولًا من التعليم لكي يتفرغ للفن وأيضا لأن ظروف أسرته لم تكن تساعد على الاستمرار في الدراسة، وعمل في العديد من المهن، ولم يكن منتظمًا في العمل بسبب عمله هاويًا في العديد من الفرق الفنية الصغيرة.

أنور وجدى مع المعجزة الصغيرة فيروز فى فيلم دهب، فيتو 

اتجه أنور وجدي إلى شارع عماد الدين ليتمكّن من رؤية فناني العصر لعله يحصل على الفرصة، ومع ميلاد فرقة رمسيس قرر أن ينضم إليها، وتصادف أثناء تسكّعه أمام كواليس المسرح الخلفية، أن قابل قاسم وجدي الريجسير، وتوسل إليه أن يقدمه إلى يوسف وهبي.

وبالفعل حدث أن عمل في مسرح رمسيس وكان أجره ثلاثة جنيهات في الشهر، وأصبح يسلم الأوردرات للفنانين وسكرتيرا خاصا ليوسف وهبي.

 

مرحلة الأدوار الرئيسية سينما ومسرح 

كان أول ظهور له حينما قام بدور ضابط روماني صامت في مسرحية "يوليوس قيصر"، وكان أجر أنور وجدى حينذاك 4 جنيهات شهريا؛ ما مكّنه من الاشتراك في أجرة غرفة فوق السطح مع زميل كفاحه الفنان عبد السلام النابلسي. 

وأثناء ذلك كتب بعض المسرحيات، ذات الفصل الواحد لفرقة بديعة مصابنى مقابل 2 أو 3 جنيهات للمسرحية، وعمل في الإذاعة مؤلفا ومخرجا وقدم بعد ذلك مواقف خفيفة مسرحية من إخراجه وكتب نصوصا وقصصا نشر بعضها في المجلات الصادرة في تلك الفترة. وبدأ أنور تمثيل أدوار رئيسية.

واشتهر أنور وجدي في دور عباس في مسرحية "الدفاع" مع يوسف وهبي 1931، حتى وجد فرصة أفضل في نفس العام مع فرقة عبد الرحمن رشدي، فانتقل إليها وانتهى به المطاف في الفرقة القومية نظير أجر شهري قدره 6 جنيهات، وأصبح يقوم بأعمال البطولة، واشتهر بدوره في مسرحية "البندقية.

 

“غزل البنات” أشهر أفلامه 

وعندما لمع في فيلم "العزيمة"، اعتبر أنور وجدي الفتى الأول في السينما، فبعد أن أدى البطولة مع عقيلة راتب في فيلم "قضية اليوم" أطلقت عليه الصحافة لقب الفتى الأول، وارتفع أجره إلى ثلاثة آلاف جنيه في الفيلم، وأصبح قاسما مشتركا في معظم الأفلام المصرية، كما تفوق أنور وجدي على نفسه كمنتج ومخرج وممثل في فيلم «غزل البنات» ليكون أشهر أفلام السينما المصرية الذي جمع أشهر النجوم مثل نجيب الريحاني وليلى مراد ومحمد عبد الوهاب ويوسف وهبي.

أنور وجدى وليلى مراد، فيتو 

عُرف الفنان أنور وجدي بقدرته على استغلال الفرص لتحقيق نجاحات فنية، وهو ما انعكس على حياته الشخصية، فتعددت زيجاته والتي وصلت لـ 4 زيجات جميعها من داخل الوسط الفني.. الزيجة الأولى في حياة الراحل أنور وجدي كانت في بداياته الفنية هي الراقصة قدرية حلمى التي كانت تعمل بفرقة بديعة مصابني، ولكن تلك الزيجة لم تستمر طويلًا، ليتزوج بعدها من الممثلة إلهام حسين التي دفعها وجدى للتمثيل، وتوقع لها مستقبلا باهرا في عالم الفن، فقدمها للمخرج محمد كريم لتظهر في أول أفلامها أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم "يوم سعيد"، لكن دبت الخلافات بينهما انتهى إلى الانفصال.

وكانت الزيجة الأشهر في حياة فتى الشاشة كانت من المطربة ليلى مراد، والتي قدمت معه واحدة من أنجح الثنائيات السينمائية التي ظهرت في الأربعينيات عندما تعاونت معه في عدد من الأفلام طيلة الأربعينيات وأوائل الخمسينيات، تزوجت الفنانة والمطربة الراحلة ليلى مراد من أنور وجدي عام 1945، وترجع قصة ارتباطهما أثناء قيامهما ببطولة فيلم ليلى بنت الفقراء عام 1945، واستمر زواجهما قرابة 7 سنوات حتى انفصلا فنيًا وواقعيا.

 

فيلم ليلى بنت الفقراء 

وكما يحكي الكاتب صالح مرسي فى كتابه عن ليلى مراد، يقول: نظرا إلى شهرة ليلى مراد الكبيرة رغب الفنان أنور وجدي في استثمار هذه الشهرة في تصوير عدة أفلام من إنتاجه تجمعه بها، فأثناء تصويرها أحد أفلامها مع المطرب إبراهيم حمودة حضر أنور إلى استديو مصر، وعرض عليها بطولة أول فيلم من إنتاجه وبطولته وإخراج كمال سليم، وهو “ليلى بنت الفقراء”. 

 

زواج أثناء تصوير الفيلم 

وعند بدء التصوير مرض كمال سليم فاستكمل أنور وجدى إخراجه، واشتعل الحب بين ليلى وأنور، وفي آخر يوم تصوير للفيلم، وكان مشهدا للزواج، وهي ترتدي فستان الزفاف حسب قصة الفيلم، تم الزواج وعقد القران بالفعل داخل البلاتوه في يوليو 1945، فكان أكبر دعاية للفيلم الذي نجح نجاحا كبيرا، ونشر الخبر في صدر الصفحات الأولى في صحف اليوم التالي يقول: "من بين شهود حفل الزواج اللواء مختار باشا سليمان وصاحب السعادة درويش باشا الصدفجي وسليمان بك نجيب وبشارة وأكيم وفؤاد شفيق وحسن كامل والسيدتين ماري منيب وزوزو حمدي الحكيم".

 

زواج ليلى فوزي بعد بعد فيلم خطف مراتي 

أما الزيجة الرابعة والأخيرة في حياة أنور وجدى كانت من أشهر فنانات جيلها الفنانة الراحلة ليلى فوزى، التي تقابل معها أنور وجدي لأول مرة في فيلم مصنع الزوجات 1941، وبعد ذلك في تحيا الستات 1944، وتقدم لخطبتها ورفض والدها وزوجها إلى عزيز عثمان. 

انور وجدى مع زوجته الأخيرة ليلى فوزى، فيتو 

وبعد انفصال ليلى فوزى عن عزيز عثمان وطلاق أنور وجدى وليلى مراد، التقى أنور وجدي ليلى فوزي مرة أخرى عام 1954 لتصوير فيلم "خطف مراتي" مع صباح وفريد شوقي.

 ورغم مرض أنور وجدي الذي ظهر في بداية عام 1954، طلب أنور من ليلى أن تسافر معه في رحلة علاجه إلى فرنسا، وهو ما حدث بالفعل وبمجرد وصولهما إلى باريس فاجأها أنور باصطحابها إلى القنصلية المصرية حيث تم زواجهما هناك، إلا أنه بعد شهور قليلة عاوده المرض وفقد البصر والذاكرة، ثم رحل في 14 مايو 1955، وعاد إلى مصر في صندوق خشبي.


 ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية