رئيس التحرير
عصام كامل

المصداقية.. المصداقية!

فى تصريحاته التى أدلى بها أمس وزير المالية ذكر أن مواردنا من النقد الأجنبي انخفضت بسبب جائحة كورونا واضطراب سلاسل الإنتاج وحرب أوكرانيا، وقال إن الانخفاض شمل موارد السياحة والنقل الجوى وعائدات قناة السويس.. ولا خلاف على انخفاض موارد السياحة التى توقفت تقريبا خلال السنة الأولى للجائحة، لكن موارد قناة السويس ورغم اضطراب حركة التجارة العالمية لم تنخفض، وإنما العكس زادت حتى تجاوزت الآن الثمانية مليار دولار.. وهذا أمر يعرفه بالتأكيد معالى وزير المالية لأن هيئة قناة السويس تسلم كل عائداتها لوزارة المالية.

 
أما عندما يقول وزير المالية معلومة غير صحيحة فإنه بذلك يطعن في مصداقية كل كلامه ومجمل تصريحاته ويثير الشكوك في بقية المعلومات التى تضمنتها تصريحات وإن كانت صحيحة.. وتلك مشكلة كبيرة لو يعلمون.. لأن المسئول، أى مسئول في أى مكان وموقع، رأسماله الأساسى هو مصداقيته لدى الناس والرأى العام.. 

 

وتزيد أهمية المصداقية أكثر لدى المسئولين عن إدارة الاقتصاد.. لقد كان محافظ للبنك المركزى عرفناه فى العصر الحديث وهو الدكتور فاروق العقدة يكرر القول دوما أهمية الحرص على الثقة في الحياة الاقتصادية بشكل عام والمصرفية بشكل خاص، وهذه الثقة تتحقق عبر الحرص على المصداقية.

 
ونحن الآن نعيش أزمة اقتصادية تحتاج حرصا أكبر من قبل من يديرون اقتصادنا على المصداقية من خلال التحدث مع الناس بالمعلومات الصحيحة والابتعاد عن المعلومات المغلوطة وغير الصحيحة، لآنهم يحتاجون أن يصدقهم الناس فيما يقولون ويطمئن لما يعملون ويقومون به لتجاوز تلك الازمة. فإذا كان مسئولونا يحتاجون المصداقية قيراطا في الظروف العادية فإنهم يحتاجونها خلال الأزمات فدانا!    

الجريدة الرسمية