رئيس التحرير
عصام كامل

حبة خردل.. بابا حنين (8)

لما بتتعامل مع الدنيا بثقة مش في نفسك لكن في الله اللي بيدعمك ويسندك، هتلاقي الدنيا بتتفتح قدامك، مش شرط زي ما أنت بتتمنى أو بتحلم، لكن الأكيد أنها حسب مشيئة الله لحياتك، المشيئة الصالحة واللي أكيد مفيهاش غير الخيرات، لأن الله مهما قلقنا أو مفهمناش مشيئته في أول الأمر لكن في النهاية بندرك أن إرادته كانت للخير.


لكن الثقة علشان تكون موجودة لازم أساسها يكون الإيمان، الإيمان اللي يبقى مصدق أن الله موجود في وسط التجارب الصعبة والمهلكة، وسط الآتون كان مع الفتية، في جب الأسود بعت السلام لقلب دانيال وبعت ملاكه وسد أفواهم، في البرية مع موسى النبي وشعبه كان بيبعتلهم الأكل من السماء، وآيليا النبي كان بيبعتله أكله مع الطير.


في كل مرة هتشوف فيها الضيقة والضيقة تعدي، هتقول بعدها أنك شوفت إيد ربنا مش أنك شوفت الضيقة، لكن هتشوفها ازاي وأنت أحيانًا بتعيش قلقان، وتعيش ملقلق في إيمانك باللي حماك في تجارب كتير قبل كده وبيحميك وهيحميك كمان!


أفتكر مرة لما حبيت أدور على صورة حبة الخردل اللي المسيح -له كل المجد- كان قال عنها: "لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ"، لقيت إنها جايز متتشافش لو نظرك ضعيف، وقلت ازاي يعني الإنسان مش هيبقى عنده إيمان أكبر من الحبة الصغيرة أوي دي!


لكن الحقيقة، أن آه، أوقات كتير بيغلبنا الخوف ويخلينا نشك، نشك في إنه موجود أو بيتصرف أو بيحمينا، شك جايز يبقى زي شك المجدلية إن المسيح قام، لما قالت للتلاميذ أنهم أخذوا الجسد، أو زي شك توما اللي متطمنش غير لما حط ايده في جنب المسيح علشان يتأكد أنه قام.

 


قبل ما تخاف من الدنيا، صدق أن إلهك حي وجنبك، قبل ما تشيل هم بكرا، افتكر أنك أنت وبكرا في إيده، قبل ما تسيب روحك للخوف، سيب روحك في إيده وهو هيسيب سلامه في حياتك، حب الله من قلبك، لإن الإيمان المعمول بمحبة يقدر فعلًا ينقل جبال.
Iinstagram: @PaulaWagih

الجريدة الرسمية