رئيس التحرير
عصام كامل

غراب البين يكتب: يا ريت البياعين يراعوا ظروف الناس

غراب البين، فيتو
غراب البين، فيتو

من صباحية ربنا وأنا بلف وأدور وأرازى فى خلق الله، ع الضهرية كدا قلت أريح جتتى ساعتين فوقفت أعلى جذع الشجرة اللى قدام “فتحى الجزار”.. انكمشت بين أجنحتى وقبل أن أغمض عيناى سمعت صوت واحد واقف تحت الشجرة وبيتكلم فى التليفون وواضح إنه بيكلم المدام.


الراجل بيقول كان معايا 150 جنيه واشتريت بيهم نصف كيلو لحمة، وممعاييش فلوس أجيب اللى انت بتقولى عليه.. اعمليلنا فتة وخلاص.. الجزار أحرجنى وبقيت فى نص هدومى قدام الناس.. بقوله اوزن لى بـ100 جنيه لحمة وزى ما تطلع.. فقالى طب خليهم نص كيلو.. فاتكسفت من الناس.. هعمل إيه يعنى.. حطى نفسك مكانى!


وهنا لم أستطع أن أكمل باقى الحوار، فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى “قاق قاق” فراح الرجل ومعه زبائن الجزار يهشوننى ويقولون لى غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.. فهربت مسرعا قبل أن يحدفوننى بالطوب ولسان حالى يقول:


بقى أنا اللى جبتلكم النكد والفقر أم أنكم من تنكدون على بعضكم البعض؟! بقى يعنى واحد بيطلب بـ100 جنيه لحمة تقوم انت كجزار تحرجه وتقول له خليهم 150 وخد نص كيلو؟! أنت بأى حق تحرجه قدام الناس.. وكمان الموضوع دا بيتكرر مع الفكهانية وبتوع الخضار.. تكون عايز كيلو موز بـ12 جنيه ونص حسب إمكانياتك وظروفك تلاقى البياع يقولك خليهم عشرين وأوزنلك كيلو ونص.. وهكذا فى الطماطم والبطاطس وغيره وغيره.


المفروض البياع يلبى طلب الزبون وللا يقترح عليه حلول قد تعرضه للإحراج أمام الناس؟ خصوصا فى الظروف اللى البلد بتمر بيها دى.. دا أنا كغراب بتكسف بالنيابة عن الزبون الغلبان.


ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين زيكم مش بيراعوا ظروف بعض

الجريدة الرسمية