رئيس التحرير
عصام كامل

وقف‭ ‬تحليل‭ ‬الجينات‭ ‬الشامل‭ ‬بالمركز‭ ‬القومي‭ ‬للبحوث‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الكيماويات.. ومرضى ضمور العضلات أبرز الضحايا

المركز‭ ‬القومي،
المركز‭ ‬القومي، فيتو

طاقة‭ ‬من‭ ‬النور‭ ‬وشعاع‭ ‬من‭ ‬الأمل‭ ‬حاوطا‭ ‬قلب‭ ‬أم‭ ‬الطفلة‭ ‬‮«‬ج‭.‬أ‮»‬‭ ‬التى‭ ‬تبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬‮٦‬‭ ‬سنوات‭ ‬وتعانى‭ ‬من‭ ‬ضمور‭ ‬بالعضلات‭ ‬عندما‭ ‬أبلغتها‭ ‬الطبيبة‭ ‬المتابعة‭ ‬لحالة‭ ‬ابنتها‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬خطوة‭ ‬فى‭ ‬علاج‭ ‬ابنتها‭ ‬هى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬عينة‭ ‬جينية‭ ‬شاملة‭ ‬لها‭ ‬لمعرفة‭ ‬التشخيص‭ ‬السليم،‭ ‬ونوع‭ ‬الضمور‭ ‬الذى‭ ‬تعانى‭ ‬منه،‭ ‬وإلى‭ ‬أى‭ ‬درجة‭ ‬وصل‭ ‬،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬نتيجة‭ ‬التحليل‭ ‬يتم‭ ‬تحديد‭ ‬العلاج‭ ‬المناسب‭ ‬لحالة‭ ‬الطفلة،‭ ‬ونصحت‭ ‬الطبيبة‭ ‬المعالجة‭ ‬بعمل‭ ‬التحليل‭ ‬الجينى‭ ‬الشامل‭ ‬WES‭ ‬بالمركز‭ ‬القومى‭ ‬للبحوث‭ ‬بأقصى‭ ‬سرعة،‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬دقيقة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬لها‭ ‬قيمتها‭ ‬وتأثيرها‭ ‬فى‭ ‬نجاح‭ ‬العلاج‭.‬


هرولت‭ ‬الأم‭ ‬إلى‭ ‬المركز‭ ‬القومى‭ ‬للبحوث‭ ‬لإجراء‭ ‬التحليل‭ ‬المطلوب‭ ‬لعلاج‭ ‬ابنتها،‭ ‬لكنهم‭ ‬أخبروها‭ ‬أن‭ ‬تحليل‭ ‬الجينات‭ ‬الشامل‭ ‬متوقف‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬وغير‭ ‬معلوم‭ ‬متى‭ ‬سيتم‭ ‬استئنافه‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

 

تحليل الجينات الشامل

وأكد‭ ‬الدكتور‭ ‬محمود‭ ‬حسام‭ ‬الدين‭ ‬زعتر‭ ‬نائب‭ ‬المدير‭ ‬الطبى‭ ‬بمركز‭ ‬التميز‭ ‬للبحوث‭ ‬الطبية‭ ‬بالمركز‭ ‬القومى‭ ‬للبحوث‭ ‬لفيتو‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬بعض‭ ‬الكيماويات‭ ‬المستخدمة‭ ‬فى‭ ‬اجراء‭ ‬التحاليل‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الأنواع‭ ‬من‭ ‬التحاليل‭ ‬والفحوصات‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬إجراؤها‭ ‬بالمركز‭ ‬القومى‭ ‬للبحوث،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التأثير‭ ‬طال‭ ‬تحليل‭ ‬الجينات‭ ‬الشامل‭ ‬الذى‭ ‬تم‭ ‬إيقاف‭ ‬إجرائه‭ ‬لحين‭ ‬حل‭ ‬الأزمة‭ ‬واستحضار‭ ‬الكيماويات‭.‬


وأشارت‭ ‬الدكتورة‭ ‬سها‭ ‬عبد‭ ‬الدايم‭ ‬عميد‭ ‬معهد‭ ‬البحوث‭ ‬الطبية‭ ‬والدراسات‭ ‬الإكلينيكية‭ ‬بالمركز‭ ‬القومى‭ ‬للبحوث‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬لفيتو‭ ‬أن‭ ‬توقف‭ ‬التحليل‭ ‬جاء‭ ‬لأمر‭ ‬خارج‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬المركز‭ ‬القومى‭ ‬للبحوث‭ ‬وهو‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬الجمركى‭.‬


ولفتت‭ ‬عميد‭ ‬معهد‭ ‬البحوث‭ ‬الطبية‭ ‬والدراسات‭ ‬الإكلينكية‭ ‬بالمركز‭ ‬القومى‭ ‬للبحوث‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬وقف‭ ‬أى‭ ‬تحاليل‭ ‬بالمركز‭ ‬القومى‭ ‬للبحوث‭ ‬بصورة‭ ‬دائمة‭ ‬ولكن‭ ‬التوقف‭ ‬جاء‭ ‬بصورة‭ ‬مؤقتة‭ ‬لحين‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬آليات‭ ‬الإفراج‭ ‬الجمركى‭ ‬وبعدها‭ ‬سيتم‭ ‬استئناف‭ ‬عمل‭ ‬التحليل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬


وعلى‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬أكدت‭ ‬الدكتورة‭ ‬ناجية‭ ‬فهمى‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬أمراض‭ ‬الأعصاب‭ ‬والعضلات‭ ‬بكلية‭ ‬الطب‭ ‬جامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس‭ ‬أن‭ ‬تحليل‭ ‬الجينات‭ ‬الشامل‭ ‬هو‭ ‬تحليل‭ ‬أساسى‭ ‬فى‭ ‬تشخيص‭ ‬أمراض‭ ‬الأعصاب‭ ‬والعضلات‭ ‬خاصة‭ ‬الوراثية‭ ‬منها،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التحليل‭ ‬في ‬‮07 ‬أو‭ ‬‮ 08% ‬من‭ ‬حالات‭ ‬ضمور‭ ‬العضلات‭ ‬لتشخيص‭ ‬نوع‭ ‬المرض‭ ‬وكيفية‭ ‬علاجه‭.‬


وأضافت‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬أمراض‭ ‬الأعصاب‭ ‬والعضلات‭ ‬بكلية‭ ‬الطب‭ ‬جامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس‭ ‬فى‭ ‬تصريحاتها‭ ‬لفيتو‭ ‬أن‭ ‬تحليل‭ ‬الجينات‭ ‬الشامل‭ ‬من‭ ‬التحاليل‭ ‬المرتفعة‭ ‬فى‭ ‬سعرها‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يصل‭ ‬سعره‭ ‬مسبقا‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬فى‭ ‬المركز‭ ‬القومى‭ ‬للبحوث‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الكيماويات‭ ‬وصل‭ ‬سعر‭ ‬التحليل‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬‮ 007 ‬أو 800 ‬يورو‭ ‬أى‭ ‬نحو‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬مصري‭.‬

 

غلاء الأسعار

وأشارت‭ ‬الدكتورة‭ ‬ناجية‭ ‬فهمى‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬نظرا‭ ‬لغلاء‭ ‬أسعار‭ ‬الكيماويات‭ ‬وفرق‭ ‬سعر‭ ‬العملة‭ ‬بين‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى‭ ‬والدولار‭ ‬الأمريكى‭ ‬أو‭ ‬اليورو‭ ‬الأوروبى‭ ‬توقف‭ ‬المركز‭ ‬القومى‭ ‬للبحوث‭ ‬عن‭ ‬إجراء‭ ‬التحليل‭ ‬لفترة‭ ‬غير‭ ‬معلوم‭ ‬متى‭ ‬ستنتهي،‭ ‬والبديل‭ ‬هو‭ ‬إرسال‭ ‬العينة‭ ‬خارج‭ ‬مصر‭ ‬لإجراء‭ ‬التحليل‭ ‬فى‭ ‬الخارج‭ ‬وهذا‭ ‬بالطبع‭ ‬سيكون‭ ‬تكلفته‭ ‬باهظة‭ ‬جدا‭ ‬لا‭ ‬تتحملها‭ ‬معظم‭ ‬الأسر‭.‬


ولفتت‭ ‬أستاذ‭ ‬أمراض‭ ‬الأعصاب‭ ‬والعضلات‭ ‬بمستشفيات‭ ‬جامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحالات‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬عمل‭ ‬تحليل‭ ‬الجينات‭ ‬الشامل‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الحالى‭ ‬يتم‭ ‬اتباع‭ ‬نظام‭ ‬مختلف‭ ‬لهم‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعى‭ ‬والمكملات‭ ‬الغذائية‭ ‬والدوائية‭ ‬لحين‭ ‬حل‭ ‬أزمة‭ ‬المسح‭ ‬الجينى‭ ‬الكامل‭.‬


ومن‭ ‬جانبها‭ ‬أكدت‭ ‬الدكتورة‭ ‬وسام‭ ‬السعيد‭ ‬مدرس‭ ‬الوراثة‭ ‬الجزيئية‭ ‬الطبية‭ ‬بالمركز‭ ‬القومى‭ ‬للبحوث،‭ ‬أن‭ ‬المسح‭ ‬الجينى‭ ‬الشامل‭ ‬يتم‭ ‬الاستعانة‭ ‬به‭ ‬بعد‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬تشخيص‭ ‬حالة‭ ‬مصابة‭ ‬بالفعل‭ ‬بمرض‭ ‬وراثي،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الشخص‭ ‬المصاب‭ ‬يكون‭ ‬لديه‭ ‬فى‭ ‬المتوسط‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬اختلاف‭ ‬جيني،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬الأعراض‭ ‬الموجودة‭ ‬يتم‭ ‬عمل‭ ‬تحليل‭ ‬الجينات‭ ‬لمعرفة‭ ‬الطفرات‭ ‬الموجودة‭ ‬التى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالمرض‭.‬


وأوضحت‭ ‬السعيد‭ ‬أن‭ ‬تحليل‭ ‬الجينات‭ ‬الشامل‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬عمله‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬عرض‭ ‬المريض‭ ‬على‭ ‬طبيب‭ ‬كلينيكال‭ ‬وهو‭ ‬الذى‭ ‬يوصى‭ ‬بعمل‭ ‬التحليل‭ ‬لوجود‭ ‬طفرة‭ ‬فى‭ ‬جين‭ ‬معين‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬تحديده‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬الأمراض‭ ‬التى‭ ‬تسببها‭ ‬طفرات‭ ‬فى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جين‭ ‬واحد‭ ‬فبدلا‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬تحاليل‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬‮٢٠‬‭ ‬جينا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬فينصح‭ ‬الطبيب‭ ‬بعمل‭ ‬مسح‭ ‬جينى‭ ‬لتحديد‭ ‬الطفرات‭ ‬الموجودة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الجينات‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬لتوفير‭ ‬الوقت‭ ‬والتكلفة‭ ‬أيضا‭.‬

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية