رئيس التحرير
عصام كامل

سواق الأتوبيس.. المحترم!

صباح اليوم.. في  طريق العودة من مدينة الإنتاج الإعلامي وقد أنهيت الفقرة الإسبوعية على قناة  dmc إذ وصلت رسالة تحمل تأثرا كبيرا من مرسلتها.. قالت: 


زميلي العزيز.. أنا في أتوبيس مواصلات مصر الآن المتوجه من أكتوبر.. الدولة تبذل جهدا كبيرا لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع المصري بكافة الوسائل بما فيها أماكن لهم في وسائل المواصلات العامة لكن تحتاج بعض وسائل الانتقال إىي الاهتمام في نواحٍ محددة.. ومنها دعم المكفوفين وتخصيص أماكن خاصة بهم وبحركتهم..

 

لكن ومع ذلك لا يخلو الأمر من مظاهر للإنسانية والأخلاق الطيبة والشهامة التي نجدها عند المصريين وقت الضرورة.. ثم أضافت: قبل قليل لمح سائق الأتوبيس أحدهم على جانب الطريق دون مرافق.. بذل جهدا للتوقف وسؤاله عن وجهته واتضح فعلا أنه كان ينتظر هذا المسار.. 

 

اصطحبه السائق دون استعجاله تقديرا لظروفه وعاد به إلى السيارة متخطيا جزيرة في الطريق وحواجز أخرى ووفر له مقعد وأنهى إجراءات التذكرة.. ثم عرف محطة وصوله ووعده بالتوقف في محطته وفوجئنا أنه يتذكرها  دون تنبيه ثم فعل الأمر نفسه عكسيا واصطحبه حتي الرصيف!


قلت: كما نكتب عن النماذج السيئة لنحاصرها ونكشفها يجب أن نكتب عن هذه النماذج المحترمة لنحييها أولا كما ليتعلم منها غيرها ويقلدونها ثانيا! ثم قلت: من فضلك بيانات الرحلة واسم الرجل وأي تفصيلات تضفي مصداقية على الموضوع.. 

 

وبالفعل أخذت  الموضوع بجدية وسألت واستفسرت وبما أثار قلق السائق ولكنها طمأنته أنها ستبرز سلوكه الطيب مع الكفيف ليس أكثر وهنا قال أحد الركاب يبدو أنه من المنتظمين على الخط: يا أستاذة.. قبل أيام توقف هذا الرجل لإنقاذ قطة صغيرة حاولت تناول طعام في كيس بلاستيك ولم تستطع إخراج رأسها منه وكادت أن تدهسها السيارات العابرة فساعدها وأطلقها! 

 
كم من مواقف أخرى إذًا فعلها السائق ولم نعرفها؟ وكم زميل له لديهم ذات الأخلاق ويفعلون السلوك نفسه ؟! 

 

 

السائق المحترم اسمه وليد عبد اللطيف أحمد يعمل علي  خط mi1.. رقم الرحلة حرف 14 يوم الاثنين13 مارس الساعة 9,30 صباحا والرسالة بمعناها المهم كانت من الزميلة  المحترمة عبير المرسي الكاتبة الصحفية بالأهرام..
كلاهما.. يستحق التحية!

الجريدة الرسمية