أين كُنتُم ؟!
حزمة الإجراءات التى أعلنها الرئيس السيسي لتخفيف حدة الغلاء الذى عانى منه العاملون بالحكومة والجهاز الإدارى والشركات العامة وأصحاب المعاشات قوبلت بترحيب كبير وواسع وحار.. وجاءت في وقتها ولذلك استحقت إشادة واسعة من قبل إعلامنا.. ولكن ثمة سؤال مُلفت للانتباه وهو: لماذا لم يطرح إعلامنا طلبا بأى من هذه الاجراءات قبل أن يبادر الرئيس السيسي بها؟
فإن إعلامنا كان يركز جل جهده قبل أن يعلن الرئيس على التأكيد على أن الغلاء الذى نتعرض له مستورد من الخارج. نتيجة تداعيات جائحة كورونا والحرب الاوكرانية.. ولذلك إهتم اعلامنا بتناول مظاهر الأزمة الاقتصادية في العديد من دول العالم المتقدمة اقتصاديا..
ولم يقدم لنا اعلامنا إلا النذر اليسير جدا من المقترحات ما يفيد في تخفيف حدة الغلاء على المواطنين في البلاد، بل كان على العكس يطالب فقط الناس بالتحمل ويطالب التجار بالرأفة مع المستهلكين..
ولم يطرح اعلاميا ولو على استحياء أى اجراء من الاجراءات التى تضمنتها حزمة الاجراءات التى أعلنها الرئيس لتخفيف عبء الغلاء على المواطنين، رغم الاهتمام الذى احتلته الأزمة الاقتصادية من منابرنا الاقتصادية.
نعم من واجب الإعلام توفير المعلومات الصحيحة للناس، ولكنه عليه دور يجب أن يقوم به وهو الإسهام في تقديم المقترحات والأفكار والحلول للمشاكل والازمات، وذلك بشكل مدروس بالطبع.. وهذا ليس ببدعة لآن اعلامنا سبق أن مارسه وقام به وأحيانا برع فيه من قبل، ويتعين عليه أن يستأنف القيام به ليفيد الجميع حكاما ومحكومين.