رئيس التحرير
عصام كامل

الإسلام والمؤامرة

من المؤكد اليقيني الذي لا شك فيه أن الحرب ضد ديننا الحنيف والتي بدأت منذ اللحظة الأولى التي أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله أهل قريش بأنه رسول الله، وأنه مكلف بإبلاغ رسالة الإسلام ونعلم جميعا مدى تعنت مشركي قريش ومدى عدائهم للإسلام وإيذائهم للمسلمين. وهذا العداء لم ينتهي بنصر الله تعالى لرسوله وفتح مكة والفتوحات الإسلامية في صدر الإسلام فمازال العداء للإسلام والمسلمين وسيظل قائم ما دامت الحياة قائمة على الأرض. 

ولقد تنوعت وتعددت صور العداء واشتد العداء والكيد للمسلمين والإسلام في عصرنا هذا وتعددت صوره، تارة بشن حملات تسيئ إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله، وتارة أخرى تشن حملات ضد الإسلام لتشويه صورته الحقيقية التي يعلوها الرحمة والاعتدال والعدل والوسطية.

وتارة بصناعة جماعات مأجورة تنتسب للإسلام شكلا لمحاربة المسلمين بإسم الإسلام والإسلام منهم براء كتنظيم القاعدة وجماعة داعش الدموية سافكة الدماء الطهارة البريئة والمفسدة في الأرض وغيرهم الكثير.. 

وتارة بالتشكيك في الأئمة وخاصة رواة الأحاديث النبوية الشريفة أمثال الإمام البخاري والإمام مسلم رضي الله عنهما وغيرهم. وأعتقد أن كتبهم تم العبث بها وأدخل عليها مما لم يقول به رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله، وتارة ببث أفكار متشددة لتشويه صورة الإسلام وتقديمه للناس على أنه دين دموي يدعوا إلى العنف وسفك الدماء. 

دور الإعلام الصهيوني

وتارة بإنكار ثوابت الدين والتشكيك في صحيح الدين، وتارة في التقليل من شأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله ومن شأن أهل البيت الأطهار عليهم السلام والخلفاء الراشدين والصحابة وأئمة المسلمين.. 

هذا وتحت الشعار الكاذب المسمى بحرية الرأي والفكر المصدر إلينا والمدعوم من الغرب طلع علينا مرضى القلوب والنفوس من أصحاب التيارات الفكرية المعطوبة بأقوال ورؤى علمانية كلها كذب وافتراء ومغالطة.. هدفها التشكيك في ثوابت الدين والهجوم على رموز الدين للتقليل من شأنهم ومكانتهم في نفوس المسلمين، وكذا التقليل من شأن الصحابة والأئمة وقادة المسلمين وتشويه صورهم..

 يا سادة: انتبهوا جيدا لما يحاك بنا وبديننا وبمجتمعنا العربي. المؤامرة خطيرة وهي أكبر بكثير  مما نتخيل ومما نتصور وهي مستمرة بأشكال وصور وسيناريوهات متعددة ومختلفة، وأعتقد أنها لا ولن تنتهي والحرب قائمة على أشدها، ولا ولن تنتهي فهي حرب عقائدية في المقام الأول.. 

ومن المعلوم أن الإعلام الصهيوني الغربي المسيطر على الإعلام العالمي بأدواته الحديثة ومنابره المأجورة هو من يقود هذه الحرب ويتزعمها. ومعلوم أن سلاح الإعلام ومدى تأثيره لمن أخطر وسائل محاربة الإسلام والمسلمين في هذا العصر، وخاصة بعد أن أصبحت السموات الفضائية مفتوحة. 

ولقد أتاحت الفضائيات الفرصة للملحدين والعلمانيين ولأصحاب الفكر المغلوط المغرض الهدامة الظهور لنشر ثقافتهم المضلة المارقة، بل فتحت لهم أبواب العديد من القنوات المأجورة على مصارعها. 

هذا بالإضافة إلى إستغلال الساحة الإعلامية بكل وسائلها في بث العري والمجون والخلاعة والحث على الرزيلة بمخاطبة الغرائز والأهواء والشهوات لدى الأنفس للقضاء على قيم وأخلاقيات الدين، والقضاء على هويتنا وتقاليدنا الشرقية في نفوس النشأ والشباب، بالإضافة إلى تنشئة أجيال على العنف والكراهية وحب الانتقام من خلال ما يبث على وسائل الإعلام الحديثة من برامج كلها عنف وقتل ودماء.. 

هذا وبرغم مكرهم الذي تكاد أن تزول منه الجبال إلا أن الله تعالى متم نوره ولو كره الكافرون. وهو القائل سبحانه "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ". اللهم أجعل كيدهم في نحورهم وقنا شر ما يمكرون وأجعل كيدهم في تضليل.. حفظ الله الإسلام والمسلمين..

الجريدة الرسمية