رئيس التحرير
عصام كامل

الخير الخفي

منذ أمس وأنا أرى منشورا يتداول بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، المنشور باختصار هو دعوة لحضور أحد اجتماعات الشباب بإحدى الكنائس، ودعوة الحضور تشمل تفاصيل اجتماع الشباب من الموعد الذي ينعقد فيه، أو المتكلم في هذا اليوم، أو الشخص الذي يقود التسبيح في ذلك اليوم، وحتى الآن يبدوا الموضوع كأنه شيء عادي ليس به أي مشكلة. 

 

ولكن المشكلة والتي جعلت تلك الدعوة حديث وسائل التواصل الاجتماعي أنه كتب فيها بأنه سيجرى سحب على فرخة، نعم عزيزي كما قرأت فرخة، مما أثار سخرية البعض وبدأت الناس تنشر تلك الدعوة مصحوبة بالعديد من الأفيهات والسخرية، بل إن البعض رأى أن ما يحدث كأنه إنذار لحالة اقتصادية صعبة تمر بها بلادنا الحبيبة مصر.

 

ولكن نسى البعض شيئا مهما جدا.. فأنا من اللحظة الأولى التي رأيت فيها تلك الدعوة وأنا بداخلي دافع كبير بأن أشكر هؤلاء القائمين على الاجتماع وأشكر آباء الكنيسة الإجلاء في تلك الكنيسة والذين فكروا كيف يمكن أن يحمسوا بعض شباب العائلات المستترة والمتعففة للحضور إلى الكنيسة والمشاركة في الاجتماعات المختلفة بجانب توصيل رسالة لهؤلاء الأسر مفادها أن الكنيسة لا تهتم فقط بالأمور الدينية أو الروحية للإنسان بل أيضا تساعده على تحمل تكاليف الحياة وبصورة لا تجعله يشعر بأنه أقل مِمَنْ حوله. 

 

فالكتاب المقدس والمسيح أيضا حينما وصف الأسر المستترة أو الأسر المتعففة عن السؤال وصفهم بأنهم إخوته الأصاغر، أي أنهم أخوة الرب، فكيف لأي إنسان عاقل حينما يقدم خدمة لآخاه الله أن يقدمها بصورة تجرحهم أو تؤذي مشاعرهم..

 

الإنسان السوي والذي يعرف الله حقا، يحاول أن يعرف كيف يقدم تلك المساعدة بصورة لا تجرح غيره وبصورة تشمل المساعدة المتقدمة في الخفاء وتكون بلا مرائية ولا رياء، فنحن فقط نأخذ من يد الله ونعطي أيضا ليد الله، ولذلك يبقى السؤال هل حينما تقدم خيرا لأحد، هل ستقدمه بصورة لا تؤذيه، أم لن تهتم بمشاعره؟
Instagram: @PaulaWagih

الجريدة الرسمية