رئيس التحرير
عصام كامل

صفقة مشبوهة


لم يكن حديث الدكتور عصام العريان عن دعوته اليهود للعودة إلى مصر عبثا، ولم يكن الاحتفاء بالعريفى مجرد صدفة، بل هى صفقة مشبوهة يحاول "الإخوان" تمريرها لإصدار حكم ببراءة الرئيس السابق حسنى مبارك.

كشف هذه الصفقة ما كتبه العقيد عمر عفيفى على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" من أن مبارك وولديه (جمال وعلاء) قد دفعوا ستة عشر مليار دولار لمرشد الإخوان الدكتور محمد بديع للإفراج عن مبارك وولديه، بالاستعانة بالمملكة العربية السعودية، وقد جاء الشيخ العريفى إلى مصر واعتلى المنبر وخطب فى المصلين، داعيا إلى مد يد العون لمصر فى أزمتها المالية الطاحنة التى تمر بها؛ لإظهار مصر أمام شعبها كمتسولة لا تجد قوت يومها، وتحاصرها الديون الداخلية والخارجية، وأنها على وشك الإفلاس، كتمهيد ضرورى لتمرير صفقة الإخوان, وتهيئة الرأى العام المصرى لقبول المال مقابل الإفراج عن مبارك وعلاء وجمال، وهو ما سعت إليه السعودية منذ صدور الحكم بحبسهم، وللإيحاء بأن السعودية هى الشقيقة الكبرى لمصر القادرة على حل مشاكلها المستعصية.
كل هذا يتم بمباركة صهيونية وأمريكية، فلم يكن حديث "العريان" عبثا، بل بالاتفاق مع المرشد ومرسى، لاستمرار الإخوان فى حكم مصر، وتمكينهم من مفاصل الدولة المصرية.
ولمن لا يعلم، ففى المملكة السعودية فقراء معدمون، وهم سعوديون، يتلقون تبرعات الأجانب الأثرياء المقيمين هناك، ولكى لا تندهش فالحكومة السعودية تمنح معاشًا سنويًّا للأسر السعودية الأشد فقرًا، وهو ما يسمى "الضمان الاجتماعى"، هذا المعاش لا يكفى الأسرة السعودية سوى أربعة أشهر، بالكاد عيشة متوسطة الحال، بينما الأسرة السعودية الحاكمة "آل سعود" يتجاوز عددهم خمسة آلاف، أمراء وأميرات، جميعهم ينفقون الملايين شهريا، فى داخل المملكة وخارجها.
أولى بـ"العريفى" الشحاذة على فقراء بنى وطنه، وليس على أم الدنيا التى عانت كثيرا من المحن، لكنها – بحكم التاريخ- تقوم من كبوتها، لتقف صامدة، شامخة، كعادتها، كإرث حضارى من مكونات جينات المصريين، وليذهب العريفى والمرشد ومرسى والعريان إلى حيث تعلمون.





الجريدة الرسمية