رئيس التحرير
عصام كامل

"الحــبــل الـســــري" بين الشعب وقياداته


هالني مشهد من يولولون من أذناب الإخوان وعملائهم سواء في الإعلام العميل المأجور أمثال قنوات الجزيرة والقدس واليرموك والمستقلة والحوار، وقنوات أجنبية أخري تابعة لشركات دعاية تسعي للترويج للإخوان، هذا بخلاف أقلام محلية باعت نفسها للشيطان باسم الدين، وكذا شيوخ يتكلمون باسم الله في تلك القنوات فهو أمر مفزع للغاية؛ حملة التضليل التي تمارس على عقول أتباع هذه الجماعات وغسل الأدمغة الذي يتعرضون له.


ففضلًا عن زعمهم أن ما حدث في 3 يوليو هو انقلاب على الشرعية على خلاف الحقيقة التي تفضح كذبهم وعمالتهم لجهات خارجية تسعي إلى تقسيم الجائزة الكبري "مصر"، لأن ما حدث هو الدعم لشرعية الشعب الذي يخلق كل شرعية، شرعنوا استصراخ قوي أجنبية للتدخل من أجل إعادة الجماعة إلى الحكم، واستحضروا الآيات والأحاديث والأحداث المبنية على أضغاث أحلام التي تسند ترهاتهم وهرتلتهم.

هم يدركون أن ما يفعلونه الخيانة بعينها ولا مانع لديهم من وازع أو ضمير في اقتراف الخيانة من أجل الكرسي.. سعوا إلى إحداث الوقيعة بين الشعب وجيشه باستيراد الأسلحة وتصنيع الزي العسكري، وبين الجيش وأسلحته، والجيش وقياداته،  الأمر ليس هكذا يا من عميت أبصارههم وبصائرهم عن معني الوطنية والوطن.

إنهم لا يدركون وجود حبل سري يربط بين الشعب وقادته، هذا الحبل هو الذي يمد الشعب وقادته بأسباب الحياة، أدركها السيسي ووعاها وعمل بمقتضاها عندما تحرك بإرادة الشعب لحماية اختيار الشعب، فسموه ما شئتم وانظروا لما تتوهمون بما أردتم، فالجيش قد التحم بشعبه التحامًا يجعل أحدهما قادرًا على قراءة ما يريد الآخر دون أن يتكلم أو ينطق ببنت شفه.

تجلي وجود هذا الحبل السري بين عبد الناصر وجابر في زيارة عبد الناصر للصعيد عندما ألقي جابر "بصرته" على الرئيس في القطار وهو يقول: أنا جابر يا ريس، وعندما فتحوها وجدوها منديلا محلاويا بداخله لقمة خبز "بتاو" وقطعة من الجبن.. فرد الرئيس: رسالتك وصلت يا عم جابر. وعندما وصل أسوان خطب في الجماهير وتحدث عن جابر ورفع أجر عمال التراحيل بناءً على رسالة جابر.

أما رئيسكم مرسي فقد طلب من زوجات الضباط المختطفين في سيناء طلب الزواج من غيرهم، ذات الرسالة تجلت في التفويضات التي قام بها أبناء الشعب للفريق السيسي عندما شعروا أن الإخوان يخوضون في دماء الشهداء وهم يسعون للتمكين، ويفككون مفاصل الدولة ويخترقون مؤسساتها لصالح التنظيم، ويبيعون مصر قطاعيا لصالح مشروعات صهيو أمريكية، وعندما أعلن عن حملة تمرد صمت آذاننا صرخات السحق والمحق وتطاير الرقاب التي أينعت وبحور الدماء وبرك الأشلاء والرش بالدم مقابل الرش بالماء.. ودون إزاحة مرسي تطير الرقاب.

فطلب الشعب من الجيش أن يحافظ على الدولة من التحلل والتمزيق وتقسيمها غنائم بين مصاصي الدماء فاستجاب الجيش لنداء شعبه بلا خيانة ولا نذالة ولا خسة، استجاب عندما صم النظام آذانه وأغمض عينيه واستغشي ثيابه وولي مستكبرًا ولم يعقب.. بل ذهب مهددًا متوعدًا بالأنفاق المظلمة والسراديب التي ستدخل فيها مصر حال خلعه، فانحاز السيسي إلى الشعب وخياراته.

وعندما تحول الاعتصام إلى بؤرة سرطانية لدولة مصغرة يترأسها البلتاجي ويترأس وزارتها صفوت حجازي، وينعقد في خيمة فيها مجلس الشورى المنحل، بؤرة تصدر العنف والإرهاب إلى ربوع مصر، حينئذ طلب السيسي تجديد تفويض الشعب له لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل، طلب النزول إلى الشارع حتي يري العالم ويتذكر أن الشعب هو صاحب الإرادة، وأن الجيش رهن إشارته، هكذا يتصرف القادة، وهكذا تتصرف الشعوب الحية، والشعب بحسه المرهف الواثق فوض قيادته.
الجريدة الرسمية