رئيس التحرير
عصام كامل

مافيا البطاطس

بحثت عن حجم واردات مصر من تقاوي البطاطس، والمساحة المخصصة لزراعتها، لكني كالعادة.. دخلت في متاهة تضارب الأرقام والجهات التي تصدرها، فلا رقم ثابت، ولا جهة وحيدة تستطيع أن تأخذ عنها وأنت مطمئن..


لذلك مضطر أن أنقل عن الإدارة المركزية للحجر الزراعي التابعة لوزارة الزراعة، والتي أكدت أن حجم الإستيراد لعروات البطاطس الثلاث في العام الحالي يزيد على ١٣٥ ألف طن، قيمتها أكثر من مليار جنيه..

تأتينا تقاوى البطاطس من ثمانية دول أبرزها هولندا وفرنسا وألمانيا واسكتلندا والدانمارك. تزرع هذه الكميات في ٤٥٠ ألف فدان، أما عائد تصدير المحصول فيقترب من ٢٠٠ مليون دولار.. ولو حسبنا تكلفة إستيراد تقاوي البطاطس وما أنفق على زراعتها وتعبئتها لوصلنا إلى الرقم الحقيقي لحجم التصدير.

مشروع تقاوي البطاطس


ولأن مافيا الإستيراد لا تلتفت إلى أزمة مصر الإقتصادية ولا إلى شح الدولار الذي أصبح بمثابة إبرة في كوم قش.. كان طبيعيًا أن تدير كل الجهات المعنية ظهرها لمشروع متفرد نفذه رجل مصري وطني في بضعة أفدنة.. 

المهندس محمد سالم، عاش سنوات في فرنسا، وعاد إلى مصر بمشروع تقاوي البطاطس بعد أن زار العديد من الدول ليصل إلى أحدث وسائل الزراعة للوصول إلى منتج متميز، ليس هذا فقط.. الرجل عاد بمهندسين متخصصين في هذا النوع من الزراعة وخصص لهم مكانًا للإقامة في مصر.


وزير الزراعة السيد القصير مشكورًا زار المشروع وأثنى عليه، وتوقعت بعدها أن يتحول مشروع المهندس محمد سالم إلى ثكنة لمركز البحوث الزراعية الذي لا أعرف شيئًا عن إنجازاته، لكن هذا لم يحدث.

زرت المشروع، وأدهشتني دقة تفاصيله، وغدًا أزوره للمرة الثانية مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية التابعة لجامعة الدول العربية، وتمنيت لو زاره مسئولًا مصريًا فاعلًا قادرًا على إتخاذ القرار، فربما تنتقل خبرة الرجل إلى آخرين.. 

 

 

وربما نحقق الإكتفاء الذاتي من محصول إستراتيجي، لنكفي أنفسنا شر الإستيراد وتبعاته في ظل هذا الشح الدولاري، لكنها المافيا التي تقتات على دماء المصريين، وموظفين يقتاتون على فتات هذه المافيا.
مطلوب مسئول وطني، لديه ضمير يزور مشروع المهندس محمد سالم غدًا مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية.

besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية