رئيس التحرير
عصام كامل

شملت رصيد مبارك، تقرير فرنسي يكشف ثروات أنظمة نهبت بلادها

رصيد مبارك في سويسرا،
رصيد مبارك في سويسرا، فيتو

انتقدت مجلة فرنسية أنظمة حكم أفريقية وعربية سابقة وصفتها بـ"مجموعة مافيا" نهبت ثروات بلادها وعجزت هذه البلدان عن استرداد تلك الأموال المنهوية.

 

مجلة فرنسية ترصد أموال الدولة المنهوبة

وحسب  مجلة لوبوان الفرنسية، التي تطرقت إلى مافيا الزعماء، إن جهود العدالة لاسترداد سرقات رؤساء مثل زين العابدين بن علي في تونس، وموبوتو سيسي سيكو في زائير، وفرديناند ماركوس في الفلبين، كانت مخيبة للآمال، وأن المبالغ المستردة كانت هزيلة.

 

وأوضحت لوبوان، أن سفيرًا أمريكيًّا في تونس أيام الرئيس بن علي، وصف السلطات التونسية وقتها بأنها "مجموعة مافيا"، وقد ساء الوضع بشكل خاص مع عائلة زوجة الرئيس الثانية ليلى الطرابلسي وعائلته، حين استولت عائلة الطرابلسي على أكثر من 550 عقارًا و400 شركة واختلست ما بين 5 و9 مليارات دولار.

 

تونس عجزت عن استرداد أموال بن علي

وتابعت المجلة الفرنسية، بعد مغادرة الرئيس زين العابدين بن على السلطة، تبين أن العمل على استعادة أمواله كان أكثر من مخيب للآمال، وتساءلت: هل نقل بن علي وزوجته أموالهما إلى دول عربية؟ مشيرة إلى أن تونس لم تستعد من نحو 60 مليون يورو في سويسرا سوى 4.2 ملايين، إضافة إلى 28 مليون دولار من لبنان ويختًا من إسبانيا، رغم أنها أرسلت أكثر من 100 إنابة قضائية دولية إلى حوالي 50 دولة.

 

وانتقلت إلى الحديث عن الجنرال ساني أباشا، رئيس نيجيريا (1993-1998)، فوصفته المجلة بأنه أكثر الطغاة ثراء، مشيرة إلى أنه اختلس أكثر من 5 مليارات دولار في أقل من 5 سنوات، قبل أن يموت تحت تأثير جرعة زائدة من المنشطات الجنسية، لكنه لم يكن حذرًا ولم يتخذ الاحتياطات اللازمة لإخفاء آثار سرقاته.

 

واستطردت، كان التعاون الدولي لاستعادة مسروقاته نموذجيًّا، إذ تعاونت العديد من الدول مع العدالة النيجيرية، فأعادت سويسرا 979 مليون دولار، وليختنشتاين 227 مليونًا، وجزيرة جيرسي 160 مليونًا، وبريطانيا 148 مليونًا، وأعلنت الولايات المتحدة أنها تمكنت من الحصول على 23 مليون دولار، في حين تباطأت فرنسا مفوتة استعادة 80 مليون دولار.

 

عوار قانون دوفالييه السويسري

ورغم قانون دوفالييه (باسم الرئيس الهايتي جان كلود دوفالييه) الذي أصدرته سويسرا لإلزام الطغاة المخلوعين على إثبات أن أموالهم قد تم الحصول عليها بشكل قانوني، فإن 7.6 ملايين فرنك سويسري لا تزال محفوظة هناك، إضافة إلى أموال أخرى طائلة باسم شخصيات هايتية أخرى.

وتابعت لوبونان، عندما تم إعلان وفاة موبوتو سيسي سيكو عام 1997، بعث الرئيس الجديد لجمهورية الكونغو الديمقراطية لوران ديزيريه كابيلا خطابًا إلى الحكومة السويسرية، يطلب منها إعادة 11 مليار يورو باسم الدكتاتور المخلوع، لكن النتيجة كانت مخيبة للآمال، إذ لم تعد اللجنة المصرفية الفيدرالية سوى 6 ملايين فرنك سويسري.

 

أما الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس المتهم باختلاس 10 مليارات دولار، فلم تستعد الفلبين من ممتلكاته سوى 4 مليارات دولار، منها 684 مليونًا من سويسرا.

 

وتطرقت المجلة الفرنسية لسقوط الرئيس الأسبق الراحل حسني مبارك، مشيرة إلى أنه وقتها تم الحديث عن ثروة تتراوح بين 40 و90 مليار دولار، إلا أن نتائج التحقيقات كانت مخيبة للآمال ونفيت جهات معنية تلك الأرقام، ولم تعد سويسرا سوى 32 مليون يورو إلى مصر، رغم أنها جمَّدت 700 مليون يورو عام 2011.

الجريدة الرسمية