رئيس التحرير
عصام كامل

الصحة تاج على رؤوس الأصحاء.. ولكن!

ما أحوجنا لكل فكر مبتكر وكل منجز علمي مثمر وكل عقل قادر على وضع حلول ناجحة لأزمات طال بقاؤها ولا يصح أن تستمر كما هي في الجمهورية الجديدة. وحسنًا فعل الرئيس السيسي حين كلف أثناء أحد احتفالات عيد العلم بإنشاء مراكز رعاية الموهوبين والمبدعين، مهمته البحث عنهم لتأهيلهم ورعايتهم وإتاحة الفرصة لهم للإفادة من أفكارهم ورؤاهم وابتكاراتهم لبناء طفرة علمية في المجالات كافة.


مثل هذا المسعى يجسد إدراك الرئيس السيسي لدور هؤلاء المبدعين من الشباب والأطفال بحسبانهم أساس أي تقدم وعمود الجمهورية الجديدة التي هي غنية بكثير منهم في القرى والنجوع والمدن والمراكز والمدارس والجامعات.

 زيادة مخصصات التعليم والصحة


ولا يزال الرئيس السيسي يؤكد مرارًا وتكرارًا أن التعليم والصحة هما جناحا أي تنمية منشودة، وهو ما تحركت على ضوئه الحكومة مسترشدة بالإرادة السياسية لرأس الدولة وإيمانه بأن الإصلاح بات ضرورة وفريضة لا يصح تأجيلها أو التفريط فيها ومن ثم بادرت الحكومة إلى زيادة مخصصات التعليم والصحة في الميزانية العامة.. وهذه الإجراءات على أهميتها لا تزال في حاجة لمزيد من الخطوات والإجراءات.


وإذا كانت الأرقام تقول إن سوق الرعاية الصحية فى مصر تشمل 2120 مستشفى ومركزًا علاجيًّا، تضم 133 ألف سرير، وتُقدر نسبة عدد الأَسِرّة العلاجية بنحو 1.3 سرير لكل ألف مواطن.. فهل هذه النسبة تلبي الاحتياجات الحقيقية، وإذا كان القطاع الخاص يستأثر بنحو 1484 مستشفى، بطاقة 35 ألف سرير (26.3% من كل الأَسِرّة العلاجية).

 

ما يعني أن القطاع الخاص يتحمل العبء الأكبر فى تمويل الإنفاق على الصحة، والذى يمثل نحو 71% من إجمالى الإنفاق، فى حين أنه لا يتجاوز نسبة 41% على مستوى العالم.. وهنا نسأل كم تبلغ نسبة المواطنين القادرين على تلقي الخدمة في تلك المستشفيات. وما درجة التزامها بالمعايير وما درجة إحكام الرقابة عليها؟!

 


الصحة تاج على رؤوس الأصحاء حقيقة لا ريب فيها، وهي أهم مقومات الحياة، فالحياة مع المرض شيء لا يحتمل، بل هو موت بطيء.. لا يستشعر آلامه إلا من عاش التجربة بنفسه.. وهي أشد اللحظات ضعفًا وأكثرها احتياجًا للدعم والمساندة ومن يمكنه أن يدعم المواطن في محنته إلا الدولة التي لا تدخر جهدًا عن رعاية مواطنيها صحيا بحسبان الصحة أهم الحقوق التي يكفلها الدستور.. اللهم اشف كل مريض.

الجريدة الرسمية