رئيس التحرير
عصام كامل

مونديال قطر بعد 15 سنة

من جديد.. أعود اليوم للكتابة عن قطر هذه المرة بمناسبة انطلاق مونديال 2022.. وقطر التي أعرفها وعشت فيها 13 سنة (من 2007 حتى 2020 )  ويقام فيها المونديال بعد 15 سنة، أكتب عنها حاليا وشهادتي فيها ليست مجروحة بحكم أنني عندما كنت أكتب عنها كثيرا وقت وجودي فيها كان البعض يرى بأن شهادتي وقتها مجروحة.

 

وقبل الحديث عن افتتاح المونديال وجب التأكيد بأنني من عشاق قطر وشعبها وازداد عشقي بها خلال فترة الأزمة السياسية التي كانت مع مصر حيث كنا وقتها نعيش بين الشعب القطري ولا نشعر بوجود الأزمة رغم كل التفاصيل السيئة وقتها، أيضا كنت أنا وكثيرين من المصريين يكتبون كل ما في قلوبهم في كل الاتجاهات خلال ثورتي 2011 و2013 وما بعدهما دون أن مضايقات أو حتى استفسارات، وأخيرا لا يمكن نسيان الكثير من المواقف الطيبة لأشخاص من أهل قطر كانوا ومازالوا في القلوب.

مونديال العرب

أما بخصوص المونديال، فمن المؤكد أنني كنت أشاهد حفل الافتتاح بعين مختلفة، عين الشخص الذي شاهد على أرض الواقع كيف سارت النهضة المعمارية في قطر طوال السنوات الماضية استعدادا لهذا الحدث العالمي، بل ويمكن القول بأنني شاركت في هذه النهضة ولو بشكل غير مباشر من خلال الصحيفة التي كنت أعمل فيها، ولذلك كانت سعادتي تفوق الوصف وأنا أشاهد هذا الابهار في حفل الافتتاح، لقناعتي التامة بأن اسم دولة قطر يستحق أن يغزو العالم من خلال هذا المونديال، ولثقتي التامة بأنها قادرة على إخراج هذه النسخة من كأس العالم بشكل استثنائي في كل شيء وأيضا لأمنياتي الداخلية بنجاح البطولة.

 

وبصراحة شديدة.. ساهم المشهد السياسي الذي شاهدناه في حفل الافتتاح في اثلاج صدور الأمة العربية وذلك بعدما تصدر رؤساء وزعماء الدول العربية الصفوف الأولى وكأن قطر أرادت أن تثبت بالدليل القاطع على أرض الواقع بأن هذا المونديال بالفعل هو مونديال العرب رغم كل ما تعرضت وتتعرض له من حروب أوروبية ممنهجة.

 

هنيئا لدولة قطر شعبا وحكومة وهنيئا لجميع المقيمين في قطر من جميع الجنسيات وهنيئا للدول العربية بهذا المونديال التاريخي، فما تقدمه قطر في هذا الحدث يجعل أي مواطن عربي طبيعي يشعر بالفخر لأننا في النهاية نتعامل مع حدث تاريخي يقام لأول مرة في منطقتنا.

 


وأخيرا.. كلي إعجاب وتقدير وفخر بالقرارات التي تمسكت بها قطر خلال هذا المونديال للتأكيد على أنه لا يمكن لبطولة تقام على مدار 28 يوم فقط أن تجبرنا على تغيير العادات والتقاليد الإسلامية والعربية والشرقية من أجل إرضاء من هم في الأصل يرفضون تغيير عاداتهم وتقاليدهم في بلدانهم لإرضائنا.. وكما قال لهم انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي:"لن تموتوا إذا عشتم بدون خمور لمدة 28 يومًا".

وللحديث بقية طالما في العمر بقية

الجريدة الرسمية