عندما ألقينا إلى النيل قارب النجاة!
كانت المخلفات الصلبة للمصانع وهي سامة وضارة.. تنتهي إلي النيل العظيم! وهي جريمة لا تحدث إلا في بلد ينتحر جماعيا! كان التعدي علي أراضي الدولة طال ليس فقط شواطئ النيل من الجيزة إلى أسوان فقط، إنما امتد أيضا إلى عدد من جزر النيل الساحرة وعليها ردمت مساحات كبيرة لتتحول إلى كازينوهات ومقاهي ومطاعم وصالات أفراح وعمارات شاهقة وقصور كبيرة بحدائق فسيحة!
كان أصحاب النفوذ في الحزب الوطني المنحل في قيادة هؤلاء ولأن الخير وفير شاركهم أقاربهم وحلفاؤهم وأنصارهم.. فنهب مصر لم يقتصر علي التجارة في أي شيء وكل شيء.. ولا على الاستيلاء على أراضي شعبنا بعيدا عن النيل أيضا.. ولا في التعامل الخبيث مع الجمارك والضرائب وكل ما فيه حق الناس.. إنما لم يتركوا أيضا تراخيص محطات الوقود والمخابز.. ثم مخخصات المخابز.. وحققوا ثروات هائلة.. فما بالكم بأجمل وأخصب أرض؟!
في يناير ٢٠١٥ كانت ضربة البداية.. آن الأوان لينتهي كل ذلك.. المهمة بإشراف الرئيس السيسي نفسه والتنفيذ على الأرض للمهندس حسام المغازي وزير الري وقتها.. إزالات للمخالفات وإزالة لأطماع المخالفين.. بلغت - في إحدى الحملات بالقرب من القاهرة- استرداد ٢.٦ مليون مترا مربعا! بينما بلغ مجموعها حتى يوليو الماضي ٨.٦ مليون متر مربع!! بينما المستهدف ٢٤.٨ مليون مترا مربعا!
النيل الآن يتنفس. يمرح في مجراه كما كان.. بعد أن ألقينا له طوق النجاة.. رغم تحقيق ثلث المستهدف تحريره فقط.. هذه الإجراءات مستمرة رغم تغيير وزيرين للري.. هذه الإجراءات تضايق الكثيرين وهذا طبيعي.. لكن الحملة تستمر.. وستستمر !
يا سادة: مبكرا جدا تعاملنا مع قضايا متشابكة ومعقدة وخطيرة.. لكنها كلها مهمة.. صحة المصريين.. المناخ.. البيئة.. هيبة الدولة.. بل وجود الدولة ذاته!