رئيس التحرير
عصام كامل

نتنياهو أو يائير لابيد وجهان للص واحد!

عاد بنيامين نتنياهو مرة أخرى إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية، بعد فوز حزبه الليكود، متحالفا مع الصهيونية الدينية للمتطرف إيتمار بن غفير، وحصولهما على أغلبية المقاعد بالكنيست، ٦٥مقعدا من أصل١٢٠. قضيتان رئيسيتان كان السباق يدور حولهما بين الليكود ومعسكر التغيير يقوده يائير لابيد رئيس الوزراء الحالي هما الدم الفلسطيني والقنبلة الذرية الإيرانية.

 

كان الدم الفلسطيني على تذكرة اختيار الأكثر تطرفا، وهكذا فإن ما أسفرت عنه نتائج الفرز شبه النهائية يعكس نزوع الشارع الاسرائيلي إلى العنف، والتطرف إلى أقصى درجة، والمعروف مثلا أن حزب الصهيونية الدينية يستهدف ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل مرة أخرى، وطرد عرب فلسطين داخل إسرائيل وتوزيعهم على الدول العربية المجاورة. 

 

وصول الليكود والصهيونية الدينية في خامس انتخابات إسرائيلية خلال ٣٦ شهرا، أزعج البيت الأبيض بقدر ما يزعج الفلسطينيين والعرب، وذلك لعدة أسباب، أبرزها أن العداء مستحكم بين الإدارات الديمقراطية ونتنياهو، الذي يعتبرونه شخصا مقيتا بغيضا مراوغا، وكان النفور بالغا في علاقة أوباما به، وكذلك الأمر مع جو بايدن..

صعود المتطرفين

أما الفلسطينيون فيرون أن مجيء كتلة حكم متطرفة ستجلب بدورها ردود فعل متطرفة تعادلها. وعلمت إدارة بايدن أن المتطرف إيتمار بن غفير سيحصل على وزارة سيادية فبادرت بتصريح تعلن فيه أنه سيكون من الصعب أن تتعامل مع هذا الشخص العنصرى إن شغل منصبا وزاريا. ويعلم نتنياهو أنه لولا هذا المتطرف ما حقق مقاعد الفوز، لذلك رفض إملاءات واشنطن، قبيل التصويت، أما بعد التصويت فصرح بأنه لن يدخل فى مجازفات لا تحقق نتائج، كأنما يطمئن البيت الأبيض.


والحق أن صعود المتطرفين إلى حكم إسرائيل، يزايدون جميعا على الدم الفلسطيني، من يقتل أكثر، وعلى الأرض الفلسطينية من يسرق أكثر، يمثل تحديا خطيرا لدول التطبيع العربية كافة، لأن حكومة تقتل وتحتل، ستضع أعضاء نادى الاتفاق الابراهيمي موضع الحرج أمام شعوبهم، ولابد أن بيانات الإدانة والشجب التى ستصدر حينها لن تكفى لإسكات السخط على ما سترتكبه الجماعات المتشددة من مجازر، متمتعة بحماية حكومة متطرفة.


أيًا كان من حكم وسيحكم، فإن الإرهاب الرسمى الإسرائيلي، وممارسة سياسات الفصل العنصري، وقمع الشعب الفلسطيني، لأكبر برهان على أن كل حكام إسرائيل قتلة بامتياز، وأياديهم مخضبة بدماء الشعب الفلسطيني، فكلهم متطرفون مهما تباينت الشعارات والأقنعة.

 


ومن المفارقات حقا أن تتوافق القمة العربية الواحدة والثلاثون مع نتائج صندوق الاقتراع الاسرائيلي، وأن يتحدى هذا الصندوق، بما أفرزه من تطرف، البيان الرسمى للقمة الذي يعلن مركزية القضية الفلسطينية، ورد الحقوق للشعب المظلوم. يجئ نتنياهو إلى السلطة في إسرائيل ليمارس براعته التاريخية في الكذب والمراوغة، والإنقلاب على إتفاق الغاز مع لبنان كما وعد في حملته الانتخابية، وليضع بيان القمة العربية على المحك!
لن يتغير الوضع الفلسطيني ما لم يغير الفلسطينيون ما بأنفسهم، وكلما طال انقسامهم، تقلصت الأرض من تحت أقدامهم، واللص واقف مدجج بالسلاح يقتل، بينما واشنطن تحميه!

الجريدة الرسمية