رئيس التحرير
عصام كامل

رفعت السعيد.. 100 عام على ميلاد مؤرخ اليسار المصري

الدكتور رفعت السعيد
الدكتور رفعت السعيد

أثار ضده موجات من الانتقادات استمرت سنوات، وأحد رموز اليسار المصرى، ومن الأسماء البارزة في الحركة الشيوعية منذ خمسينات القرن الماضى وحتى نهاية السبعينات.. اشتهر الدكتور رفعت السعيد بكتاباته الفكرية التقدمية وهو السياسى الشهير الرئيس السابق لحزب التجمع.  

ولد في مثل هذا اليوم عام 1922 السياسي اليساري الدكتور رفعت السعيد في المنصورة، حصل على شهادة الدكتوراة في تاريخ الحركة الشيوعية من ألمانيا، ومارس العمل السري في الحركة اليسارية المصرية قبل وبعد ثورة يوليو 1952 وعرف بمعارضته لجميع الرؤساء الذين حكموا مصر إلا أنه كان أقواها معارضته للسادات حيث قاوم التعددية والانفتاح والعلاقات مع أمريكا وأخيرا الصلح مع إسرائيل، واعتقل عدة مرات حتى أنه كان أصغر  معتقل سياسى في عهد عبد الناصر حيث تم اعتقاله بالشورت. 

اعتقل في عهد السادات بعد كتابته مقالا موجها إلى جيهان السادات، كما تم اعتباره المتهم الأول في انتفاضة يناير 1977 بمستند حصل عليه الأمن عبارة عن برقية منه الى كوادر حزب التجمع في  المحافظات تدعوهم للثورة ضد السادات.

خطر الإرهاب 

للدكتور رفعت السعيد قدرة كبيرة على ترتيب الأولويات، فعندما تفكك الاتحاد السوفييتى الكتلة الشرقية الداعمة للأحزاب السياسية رأى الدكتور رفعت السعيد أن الظرف الدولى والظروف الداخلية غير مناسبة فحدث تراجع في سياسة الحزب الذى تولى أمره بعد اعتزال خالد محيى الدين خاصة في وجود خطر الإرهاب والتطرف فكان لابد من تأجيل الصراع مع  السلطة لحساب الصراع ضد الإرهاب والتطرف، واعتبر السياسيون المتحالفون مع الإخوان ذلك انتهازية من السعيد وقبولا بإغراءات السلطة، إلا أنه استمر في دعمه لمؤسسات الدولة بعد ثورة 25 يناير وفى مقدمتها الجيش.

عداؤه للإخوان 

عداؤه الشديد كان لجماعة الإخوان المسلمين الذى استمر حتى آخر يوم في حياته فقد كان من أشد المعارضين للجماعة فاتهمهم بالعمل على خيانة الوطن منددا بالمنهج التكفيرى الذى تنتهجه الجماعة والسعى لتأسيس ما وصفه بأنه "إمارة حماس الكبرى" والجيش الإسلامى الذى تقوم عليه دعائم الخلافة بالاتفاق الذى تم بين مرسى والأمريكان بالتنازل عن أراض مصرية تضاف إلى منطقة غزة لحل القضية الفلسطينية.


وكنتيجة لهجومه على الإخوان والعمل على كشف نواياهم بالعمل على خلط الدين بالسياسة وصفوه برئيس الحزب الفاشل واعتبرته خصمها اللدود، فقدم مؤلفات عديدة ترد على هذا الهجوم منها: تاريخ الفكر الاشتراكى في مصر، تاريخ الحركة الاشتراكية من عام 1900 ولمدة ربع قرن، حسن البنا متى ؟ وكيف ؟، ضد التأسلم، الصحافة اليسارية في مصر، هكذا تكلم الشيوعيون الذى كان بمثابة توثيقا للمنظمات اليسارية في مصر.

والذى لا يعرفه الكثيرون أن الدكتور رفعت السعيد هو كاتب روائي إلى جانب كتاباته السياسية حيث قدم في حياته أربعة أعمال روائية هي: السكن في الأدوار العليا، البصقة، رمال، حكايات الحكايات، وقبل رحيله عام 2017 وضع كتابا بعنوان "مجرد ذكريات" الذى يعد من أحسن كتب السيرة الذاتية . 
 

الجريدة الرسمية