رئيس التحرير
عصام كامل

زوجة مطيعة وأول محامية مصرية.. قصة حياة مفيدة عبد الرحمن رسالة للداعيات بثورة ضد الرجال

المحامية مفيدة عبد
المحامية مفيدة عبد الرحمن

كانت من أوائل من فتحن أبواب الجامعة للمرأة، وأول محامية بالنقض، عملت نائبة بالبرلمان لمدة 17 عاما، حصلت على ليسانس الحقوق وتزوجت من رجل لم يحصل إلا على الابتدائية، أنجبت مفيدة عبد الرحمن تسعة أبناء، هي مؤمنة بشعار تحرير المرأة وليس تحررها ورحلت في مثل هذا اليوم عام 2012.


ولدت مفيدة عبد الرحمن عام 1914 بالدرب الأحمر، حصلت على ليسانس الحقوق لتكون أول فتاة تلتحق بكلية الحقوق 1935 وكانت وقتئذ أما لأربعة أبناء، اتجهت كذلك إلى الاقتصاد فكانت أول سيدة تشغل منصب عضو بمجلس إدارة بنك وكان ذلك عام 1962، وترافعت أمام المحاكم العسكرية، شغلت عضوية مجلس نقابة المحامين، استمرت في العمل العام تتصدى لمشاكل الأسرة لمدة تزيد عن ستين عاما حتى بلغت الثامنة والثمانين من عمرها.

المحامية مفيد عبد الرحمن وزوجها 

قيدت مفيدة عبد الرحمن أمام محكمة النقض كأول سيدة في هذا المجال، ثم اقتحمت مجلس الأمة لتستمر عضويتها 17 عاما عن قسم الأزبكية والظاهر، وفى نفس الوقت كانت واحدة من رائدات الحركة النسائية في مصر.


تزوجت الكاتب الإسلامي محمد عبد اللطيف الذى كان يمتلك مطبعة ويخط المصحف بيديه، وأنجبت 9 أبناء قامت على تربيتهم مع 5 أبناء للزوج من قبل ليصبح عدد الأبناء 14، ودام زواجها ما يقرب من نصف قرن قدمت فيها نموذجا للحياة الزوجية القائمة على الاحترام المتبادل والتضحية.

أول قضية 

وكانت أول قضية ترافعت فيها قضية نجار اعتدى على سيدة بالضرب وسط حى الصاغة وكانت الاتعاب عشرة بيضات، أما أول أجر نقدى فكان أربعين قرشا في نزاع على مسكن، ثم كانت أول قضية مخدرات أخذت فيها البراءة لموكلها مقابل عشرة جنيهات أتعاب.


وعن سر اتجاهها إلى العمل بالمحاماة  قالت مفيدة عبد الرحمن: "أردت أن أكون طبيبة مثل أختى توحيدة عبد الرحمن التي كانت أول طالبة تدرس الطب، وتصبح أول طبيبة في مصر لكن رسبت في مادة وأنا في الثانوية وتقدم زوجى لى عريسا وتزوجت وأنجبت، ودخلت امتحان الملحق وأنا في شهر العسل ولم تنفع دراسة الطب العملية فالتحقت بكلية الحقوق وعشت أسعد زوجة في العالم، وعرفت السعادة الحقيقية مع زوجى، فلا أذكر أنه وبخني يوما، ولا أغضبته يوما فقد كنت زوجة مطيعة، حاصلة على الليسانس في الحقوق، وزوجي لم يحصل على الابتدائية لكنه كان حافظًا للقرآن الكريم، وكان أديبا وشاعرا، وفى نفس الوقت افتتحت مكتبا للمحاماة بجوار مطبعة زوجي.

زوج متحضر 

وأضافت مفيدة عبد الرحمن: أسعد أوقاتى كانت هي التي أقضيها يوم الجمعة بين أولادي وأحفادي وأحس بالعرفان لزوجي الذى منحنى الفرصة ومهد لى الطريق لكى أثبت ذاتى وأحقق طموحاتى، وأتذكر جيدًا مواقفه معي ولذلك فإننى أؤمن أن وراء كل امرأة ناجحة زوجًا متحضرا.
 

الجريدة الرسمية