رئيس التحرير
عصام كامل

التحذير لا يعنى إثارة الفزع !

مقبول أن يحذرنا البعض من عملية استثمار الإخوان الأزمة الاقتصادية الحالية التى نعيشها الآن لكى يحققوا هدفهم الذى لم يتخلّوا عنه منذ سنوات، وهو استعادة حكم البلاد قبل أكثر من تسعة أعوام مضت.. لكن ليس مقبولا أبدا أن يثير البعض فزعنا سواء من تلك الأزمة الاقتصادية ونتائجها أو من استثمار الإخوان لها سياسيا، لأن البلاد في أوقات الأزمات تحتاج أن نحتفظ بمعنوياتنا عالية وبقناعتها على تجاوز الأزمة والتغلب عليها، بينما إثارة فزع الناس يفقد البلاد تلك المعنويات وهذه القناعة.

 
وقد ابتلينا للأسف الشديد، سواء عن قصد أو عن جهل بمن تفرغوا لإثارة فزع الناس اقتصاديا وسياسيا.. وذلك بتكرار القول بأن الأيام الأصعب لم تأت بعد، وأننا مقبلون خلال الشهور المقبلة على شُح كبير وغلاء فظيع سينال منا كثيرا، وبالترشيح بأن الإخوان ينفذون خطة لإحداث تغيير سياسى يتيح  لهم استعادة حكم البلاد مجددا، وأنهم يلقون دعما من دوائر أمريكية وأوربية، وأننا إذا لم نتدبر أمورنا ونغير من أحوالنا سوف تكون فرص نجاح هذه الخطة كبيرة.

 


وهؤلاء يتجاهلون أن الأزمة الاقتصادية التى نمر بها رغم شدتها لم تجعلنا ننهار اقتصاديا أو تدفعنا للإفلاس كما روج  ومازال يروج كثيرون.. كما أن تغيير الحكم في مصر هو هدف إخواني منذ الثالث من يوليو عام ٢٠١٣ وحتى الآن، بل إن استهداف الرئيس السيسي شخصيا هو الشغل الشاغل للإخوان حتى قبل أن يتولى رئاسة الجمهورية، لأنهم يعتبرونه المسئول الأول عن الإطاحة بهم من الحكم ، حينما قرر أن تنحاز القوات المسلحة لجماهير الشعب التى خرجت في طوفان هادر إجتاح الشوارع والميادين للتخلص من حكم المرشد.
على كل حال..  المصريون يتمتعون والحمد لله بذكاء فطري يجعلهم يميزون بين من يحذروننا ومن يثيرون فزعنا.

الجريدة الرسمية