رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات فض اعتصامى "رابعة" و"النهضة".. البداية "خنق الميدان" وتحديد أماكن قيادات الجماعة.. خطة لضبط "حجازى" و"البلتاجى".. والغازات القوية لتسهيل دخول العمليات الخاصة


أثار قرار الحكومة بفض اعتصامى "رابعة العدوية والنهضة"، العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول كيفية تنفيذ هذا القرار وسط حالة الشد والجذب السياسي التي يشهدها الشارع المصرى حاليًا.

خبراء الأمن أجمعوا على أنه لا يمكن الدخول في صدام مباشر مع كل هذه الأعداد من المعتصمين، خاصة أنهم يمتلكون ترسانة ضخمة من بينها أسلحة ثقيلة مثل "الآر بى جى"، وتحدث البعض عن وجود قذائف صاروخية، وأكدوا أن هذه المواجهة غير مضمونة العواقب وربما تسقط الآلاف من القتلى والمصابين.

أكدت مصادر أن هناك خطة تم وضعها بالتعاون بين جميع مؤسسات الدولة سواء الأمنية أو الخدمية لفض الاعتصام بطريقة سلمية بعيدًا عن سفك الدماء، من أجل الحفاظ على أرواح المعتصمين التي تحتمى بهم قيادات الإخوان المسلمين.

الخطة الأمنية تركز -بحسب المصادر- على كيفية اختراق الاعتصام وإلقاء القبض على بعض القيادات المطلوبة بقرار من النيابة العامة؛ أمثال الدكتور محمد بديع، المرشد العام للجماعة، ومحمد البلتاجى، القيادى بالجماعة، بالإضافة إلى صفوت حجازى، وعملية القبض هذه تكون مسئولية وحدات من العمليات الخاصة.

وأضافت المصادر أن الخطة التي تحمل عنوان "خنق ميدان رابعة العدوية" تعتمد على محاصرة المعتصمين بكردونات أمنية على جميع مداخل ومخارج الميدان ابتداءً من جامعة الأزهر وأول شارع عباس، ثم تطويق شارع الطيران من ناحية صلاح سالم وطريق الأوتوستراد، على أن تبعد الأكمنة عن المعتصمين تجنبًا لأى صدام، ولأنه مع مرور الأيام تقل أعداد المعتصمين وانسحابها بطبيعة الحال إلى قلب الميدان ستكون الكردونات الأمنية على أهبة الاستعداد للسيطرة على المساحات المتروكة لتضييق الخناق على المعتصمين حتى يتم تطويقهم في منطقة محددة يسهل بعدها التعامل معهم.

سيناريو التعامل مع المعتصمين بعد تطويقهم في أقرب نقطة والذي سيبدأ سلميًا بدعوتهم عن طريق الميكروفونات إلى مغادرة الميدان، مكون من 3 مراحل - وفقًا للمصادر - تبدأ باستخدام خراطيم المياه لإغراق المكان إذا لم يستجبوا لنداء الرحيل، ثم استخدام العصي في التفريق، على أن يتم التصعيد في المرحلة الأخيرة عن طريق استخدام الغاز المسيل للدموع وطلقات الصوت ثم الخرطوش وربما تلجأ للطلقات المطاطية، وأثناء ذلك تقوم قوات الأمن بإخراج أكبر عدد ممكن من المعتصمين بالقوة.

المصادر كشفت أيضًا عن احتمالية استخدام أنواع معينة من الغازات القوية التي لا يتحملها المعتصمون، تجنبًا لإراقة الدماء من الجانبين في حالة زيادة عدد المعتصمين، لتسهيل دخول القوات الخاصة بعدما تقوم قوات فض الشغب بفتح طريق لها وسط صفوف المعتصمين لتتوجه مباشرة إلى أماكن وجود القيادات التي تم تحديدها بناءً على تقارير أمنية سابقة.

تنفيذ خطة فض اعتصامى "رابعة العدوية والنهضة" لم يغفل ضرورة تسلل عدد من أفراد القوات الخاصة للسيطرة على أسطح العمارات المطلة على الميدان للتعامل مع احتمالات لجوء المعتصمين إلى استخدام الأسلحة، خاصة أن جميع التقارير تؤكد وجود كم هائل من الأسلحة داخل الاعتصام ومن بينها أسلحة ثقيلة.

وبحسب الخطة التي تم وضعها ستقوم أجهزة الدولة الخدمية بسحب يدها من تقديم الخدمات لأنصار المعزول لإجبارهم على فض اعتصامهم، وفقًا للمصادر، التي أكدت أن هيئة النظافة تقلل من إرسال سيارات وعمال النظافة إلى ميدانى رابعة العدوية والنهضة، مما تسبب في تكوين تلال من القمامة بين المعتصمين خرجت منها روائح كريهة، حتى أصبحت موطنًا للحشرات والأمراض.

شركة مياه القاهرة هي الأخرى تشارك في خطة "خنق اعتصام رابعة" عن طريق قطع المياه لساعات طويلة عن المنطقة، وفى حالة إصرار المعتصمين على البقاء سوف تتدخل هيئة الصرف الصحى بإغلاق مخارج الصرف الصحى بهدف إغراق مقر الاعتصام في مياه المجارى.
بينما يكمن دور وزارة النقل والمواصلات في وقف خطوط أتوبيسات النقل العام القريبة من مقر الاعتصام.

في مواجهة كل هذه التدابير وضعت جماعة الإخوان المسلمين خطة لإجهاض فض اعتصام مؤيدى الرئيس المعزول، حيث تم إحضار خزانات ضخمة لتخزين مياه الشرب بما يكفى 3 أيام على الأقل.

كما تم بناء "حمامات" بعيدًا عن خطوط الصرف الصحى، على أن يتم تعلية فتحات الصرف بحيث تتجمع بها المياه الزائدة، لمنع إغراق مقر الاعتصام، وتقرر وضع كميات كبيرة من الرمال الكثيفة على الأرض لمنع تسرب مياه الصرف.

واستعدت الجماعة أيضًا بمستشفى ميدانى يوجد به جميع التخصصات الطبية والأدوية اللازمة، كما سيتم نقل الحالات الحرجة عن طريق السيارات الملاكى الخاصة بأعضاء الجماعة.

خطة الإخوان التي أشرف على وضعها الدكتور أسامة ياسين، وزير الشباب السابق، في حكومة المعزول تتركز على اختيار أكفأ العناصر المدربة ذات البنيان الجسدى القوى للوقوف على نقاط التفتيش، كما سيتم تعديل أوقات تغيير الورديات لكى لا يتم رصدها من جانب الأمن الوطنى، كما سيتم وضع "دشم" رملية على كل المداخل والمخارج، وتجميع كسر الرخام خلف هذه الدشم لاستخدامها في حالة هجوم الأمن على الميدان لفض الاعتصام.
الجريدة الرسمية