رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ العرب بطنطا.. مزار روحاني من مقامات الأولياء الصالحين يقصده الصوفيون

 مقام السيد البدوى
مقام السيد البدوى

سيدي أحمد البدوى أو شيخ العرب والملثم والسطوحى والسيد وأبو الفتيان والعيسوى وأبو فراج وأبو العباس والقدوسى والصامت وجياب الأسرى والعطاب ومحرش الحرب والزاهد.. أسماء أطلقت علي حارس طنطا وحاميها الذي يتبرك به الصوفيين والمريدون ويزورون مقامه في أوقات الشدائد والأزمات.

وتحتوي محافظة الغربية على المئات من مقامات للأولياء الصالحين لكن سيدي أحمد البدوى يبقى في الذاكرة الشعبية لأعماله الصالحة ولرجاحة عقله وقوة علمه.

الله الله يابدوى جاب الآسرى

هذه الكلمات يتفوه بها أهل مدينة طنطا حتي الآن للإستنجاد به في المصاعب ويقال أنه ينسب إلى البدوي العديد من الكرامات أشهرها ما يتداوله العامة أنه كان ينقذ الأسرى المصريين من أوروبا الذين تم أسرهم في الحروب الصليبية ولذلك انتشرت مقولة في التراث الشعبي المصري هي الله الله يا بدوي جاب اليسرى أي أن البدوي قد جاء بالأسرى.

حياة البدوى

عاش البدوى في مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية وبالتحديد مكان مسجده وساحته التي بها ضريحه تجد كبار السن من الشيوخ والنساء هم في المقدمة مهرولين كلً منهم له غايته وأسبابه التي جاء من أجلها.

من هو البدوى؟

أحمد بن على بن إبراهيم بن محمد بن أبو بكر ينتهى نسبه إلى سيدنا الحسين بن علي حفيد المصطفي صلوات الله وتسليماته عليه وولد البدوى بزقاق الحجر فى فاس (المغرب)٥٩٦هجرية وكان له ٧ أخوة هو سادسهم.

ونزح أجداد "شيخ العرب" من الحجاز إلى فاس أيام الحجاج بن يوسف الثقفى ولبس الخرقة فى فاس على يد الشيخ عبد الجليل النيسابورى ولبسها شقيقه الأكبرحسن.

حفظ القرآن وعمره ٧ سنوات وتفقه على المذهب المالكى وفى مكة انتسب للمذهب الشافعى وحج وعمره ١١ سنة ورحل مع أبويه إلى مكة أقاموا فيها ٥ سنوات ومروا بمصر وأقاموا فيها عامين بين (العريش والإسكندرية) وأخذ التصوف على طريقة الفضيل بن عياض.

توفى والده وبعده شقيقه محمد ولم يبقَ سوى حسن الذى تولى رعايته ووعكف على العبادة واعتزل الناس وكان (ملثمًا) يتحدث بالإشارة وكان يتعبد بمغارة فى جبل أبى قبيس قرب مكة.
 

ولما بلغ 38 سنة رحل مع أخيه إلى العراق وتأثر فكريًا بطريقة سيدى أحمد الرفاعى وعاد إلى مكة وبعد عام واحد رحل إلى مصر وتحديدًا إلى "طندتا" المسمي القديم لمدينة طنطا لتكون موطن انتشار طريقته.

ونزل طنطا فى 14 ربيع الأول ٦٦٣ه وحل بمنزل التاجر «ركن الدين» ويقال الشيخ ركين وكان  بشره بذلك الشيخ سالم المغربى دفين طنطا، ولما توفي نزل فوق سطح دار ابن شُحيط شيخ البلد آنذاك بسفح التل حتى مات.
 

وأخذ عن سيدى الرفاعى التدريس على السطح وسمى أتباعه السطوحية ولازم السطح 12 سنة.

طريقته

تنسب إليه الطريقة الأحمدية أو البدوية وكانت إقامته قرب مسجد البوصة يُعرف الآن (بمسجد البهى). ويقال انه كان يمكث أكثر من 40 يومًا لا يأكل ولا يشرب ولا ينام وفى طنطا ربى رجال شاركوا فى قتال حملة لويس التاسع الصليبية.
 

تلاميذه

 (عبد العال وشقيقه عبد المجيد وسالم وإبراهيم وعبد الوهاب الجوهرى وقمر الدولة وسالم المغربى وعبد العظيم الراعى ومحمد الفران).
 

مؤلفاته

مجموعة صلوات جمعت فى رسالة (فتح الرحمن) و(وصايا موجهة لسيدى عبد العال) وكتاب (الأخبار فى حل ألفاظ غاية الاختصار) وهو كتاب فقهى على المذهب الشافعى وتنسب له صلاتان وحزبان.

ولم يعثر له على كتابات سوى مخطوطات قليلة منسوبة إليه وكان الظاهر بيبرس يزوره.
 

وفاته

توفى البدوى يوم الثلاثاء 12 ربيع الأول ودُفن بدار ابن شحيط بسفح التل وخلفه عبد العال الذى بنى زاوية على شكل (خلوة) بجوار القبر ولما مات دفن بجوار شيخه ومعهما مجاهد.

وتحولت الزاوية لمسجد فى عهد قايتباى ثم وسع على بك الكبير المسجد وبنى القباب الثلاث ةصنع محمد بك أبو الدهب (المقصورة) الحالية وأنشأ المسجد الحالى عباس باشا ملك مصر وزخرفه الخديوى عباس حلمى الثانى وتم توسعته فى عهد السادات ومبارك.

ويُقام للسيد البدوى احتفالان سنويًا الأول فى النصف الثاني من (مايو) يُسمى ( المولد الرجبى أو رجبية السيد البدوى وهى ذكرى تُنسب لتاجر كبير يسمى رجب العسيلى كان يقوم بعمل كسوة للمقام جديدة ويحملها على (جمل) فى (موكب) كبير إلى أن تصل لمقام سيدى أحمد البدوى ووالثانى الاحتفال الكبير بمولده فى أكتوبر ويُعد أكبر الاحتفالات الدينية فى مصر يشارك فيه الملايين.

الجريدة الرسمية