رئيس التحرير
عصام كامل

عيون لا تغمض في ضوء الشمس.. قصص من دفتر يوميات أطفال جمع البلح في جبال قنا

 البلح
البلح

في ضوء الشمس الساطع، ودرجة حرارة تصل إلى 45 تقريبا، تجد عددا من الصغار مرتدين ملابس تفوح منها رائحة البلح، ويجففون بأكمامهم العرق المتصبب من وجههم، يقفون وسط اكوام  البلح ذات الألوان المختلفة، ووسط هذا تخرج عشرات العقارب الصغيرة والثعابين، مما يضطر العمال إلى وضع مادة تمنع وصول الحشرات لتسميم البلح.

“فيتو” ترصد لكم حكايات من يوميات الأطفال الذين يعملون بالأجر في مسطاح البلح بجبال محافظة قنا.

محررة فيتو في مسطاح البلح

عيون لا تعرف الدموع

يقف العديد من من الأطفال الصغار بعد أن يأتون من ساعات الصباح المبكرة لتوزيع البلح داخل المسطاح، يضعون على رأسهم الشال أو الطاقية المصنوعة من القماش لتقيهم  درجات حرارة الشمس المحرقة.

وفي هذا السياق قال محمود صبري، 12 عاما، في الصف الأول الأعدادي، أنه يأتي مع خاله للعمل في فترات الصيف، وهذا لتوفير احتياجاته من المال في فترة الدراسة.

وسرد يحي طلعت محمود، ابن الــ15 عاما، قصته قائلا “توفي والدي في عمر 4 سنوات ولدي 4 بنات كلهن في عمر الزواج واعمل هنا مع رفاقي لتوفير احتياجات عائلتي من المال، ورفضت أن تخرج والدتي للعمل وفضلت أن أخرج أن فقط، حتي شقيقاتي يعملن في المنزل في الخبز وطهي الطعام، والوجبات الجاهزة ويقمن بتوفيرها في المنزل وأقوم بتوصيلها، وهنا أعمل صباحا حتى غروب الشمس، ومن أصعب ما يواجهنا هو الحشرات السامة في الجبل والتي تدخل بسهولة إلى المسطاح الذي يقع وسط المساحات الواسعة من الصحراء”.

البلح في قنا

لقمة عيش الغلابة

ويشير سالم محمود، ابن الــ16 عاما، إلى أنه يعمل في تلك المهنة في فصل الصيف منذ كان عمره 10 سنوات، وذلك لتوفير نفقات الدراسة، قائلا “ كلنا في الصيف بنشتغل محدش عنده وقت يلعب، لقمة العيش مرة، ولم نتعود أن نمد يدنا لأحد، لذا نفكر كل واحد منا عندما يبلغ  10 سنوات أن يعتمد على نفسه في النفاق، خاصة في القرى والنجوع، عكس أبناء المدينة ”.

ونوه يحي مبارك، ابن مدينة نقادة، البالغ من العمر 14 عاما، إلى أنه يعمل في مسطاح البلح ورغم الصعوبات التي تواجهنا في الحصول علي لقمة العيش إلا أن هذا الأمر لم يجعلنا نتوقف عن العمل فالعقارب السوداء والثعابين بمختلف أنواعها بالإضافة إلى المادة التي يتم رش البلح بها تصيب صدرنا بالكثير من التعب ولكن لقمة العيش مرة قائلا: “مفيش حاجة في الدنيا بالساهل كله صعب في صعب”.

IMG_20201002_135226_5
IMG_20201002_135226_5
605
605
mqdefault
mqdefault
الجريدة الرسمية
عاجل