رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء أحمد عبد الحليم لـ"فيتو": فض الفوضى الحالية مهمة الشرطة والجيش أكبر من أن يخوض حربا داخلية


تمر مصر الآن بأخطر مراحلها الانتقالية الممتلئة بالفوضى وقطع الطرق وإرهاب الشعب بغرض تفشي النزاعات والإرهاب الداخلي، والمتسبب في كل هذا هم جماعة الإخوان المسلمين بسبب خروجهم المفاجئ من المشهد السياسي مما أربك عجلة الإنتاج الداخلي بقصد الضغط على الجيش والشعب لإرجاع محمد مرسي لعرش الخلافة مرة أخرى، "فيتو" أجرت هذا الحوار مع الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الدكتور أحمد عبد الحليم عضو المجلس المصري للشئون الخارجية ليطلعنا على طبيعة الأحداث التي تجرى الآن ومدى المسئولية التي تقع على الجيش المصري تجاهها وهل هناك مخطط فعلي للزج بالجيش للدخول في حرب أهلية؟


في البداية سألته:

- من المسئول الآن عن فض الفوضى الحالية التي يسعى الإخوان لإحداثها.. الشرطة أم الجيش؟
الداخلية موجودة وهي المسئولة عن فض المنازعات الداخلية وليس الجيش، وهي لديها من الآليات والإمكانيات الكبيرة لإنهاء تلك الفوضى وبصورة طبيعية أما دخول الجيش فهو أمر غير طبيعي وخصوصا أمام المجتمع الدولي.

- من وجهة نظرك لماذا يريد الإخوان الزج بالجيش للدخول في حرب داخلية معهم؟
هذا هو أقصى أمانيهم أن يتم الزج بالجيش كي يضرب فيهم ويظهر أمام المجتمع الدولي أن الجيش يضرب في الشعب ويبدأ التدخل الدولي في شئون مصر بصورة شرعية ولكنهم لن ينجحوا في الوصول لتلك النقطة لأن الجيش المصري يتحلى بضبط النفس لأقصى الحدود.

- لكن كانت هناك بوادر لهذا الأمر في أحداث الحرس الجمهوري؟
في أحداث الحرس الجمهوري كان الجيش يدافع عن ثكناته وهذا أمر مشروع دوليا وأنا أرى أن القوات المسلحة تعاملت مع الأمر بحكمة وأقصى تقدير للموقف، وإن سقط ضحايا فالجيش لم يذهب للاعتداء على المتظاهرين بل الذين جاءوا للاعتداء على الجيش في عقر داره وإن صمد الجيش أمام ذلك لانكسر الجيش وانكسرت معه هيبة كل مؤسسات الدولة.

- هل هناك تخوف من حدوث عمليات إرهابية مكثفة في سيناء خلال الفترة الحالية؟
هذا أكيد، فالمناخ مهيأ لهم ولكن الجيش الثاني والثالث الميداني يقوم الآن بعمليات تطهير مستمرة داخل دروب سيناء وأولها هدم الأنفاق ومطاردة العناصر الخطرة وسيناء ميدان خصب للجيش المصري ويعرفون كل شبر فيها وأنا متأكد أن الجيش لن يصمت حتى ينتهي من كل البؤر الإرهابية هناك.

- وماذا بعد تطهير سيناء من الإرهاب؟
بعد تطهير سيناء وبعد غلق الأنفاق من الضروري أن يتم تعميرها بالبشر من مختلف أنحاء مصر لضمان عدم جعلها أرضا خصبة للإرهاب الدولي من جديد، وفي نفس الوقت سيكون هذا هو أكبر تأمين لحدود مصر مع إسرائيل.

- هل ستكون العمليات الإرهابية في المرحلة القادمة بصورة مكثفة؟
لا فلن تكون هناك عمليات إرهابية كبيرة بالمعنى المفهوم مما يستدعي مواجهة مع الجيش ولكن ستكون هناك عمليات إرهابية فردية سيكون الغرض منها إحداث ترويع داخل المجتمع المصري.

- هل الرئيس المعزول مرسي كان يمثل حاجزا بين الجيش وتأمين سيناء؟
الرئيس المعزول مرسي كان بالفعل كان يشكل أكبر عائق لتأمين سيناء حتى يترك الفرصة لأعضاء حماس من الدخول في أي وقت عبر الأنفاق وخصوصا المطلوبين منهم في قضايا أمن دولة، حيث كانوا كثيري التنقل والزيارة لقصر الاتحادية ومكتب الإرشاد وهذا كان يقلقل الشعب والجيش معا.

- هناك من يرى ضرورة تدخل الجيش لإجهاض هذا المخطط الإرهابي لهدم مصر؟
هناك فصل كامل بين وظيفة الداخلية ووظيفة القوات المسلحة، المواطن المصري نفسه هو المسئول عن الأمن ثانيا الداخلية، أما الجيش فلن يتدخل إلا عند حدوث حدث ضخم جدا مثلما حدث عام 86 ومشكلة الأمن المركزي ومثلما حدث عام 77 عندما حدثت ثورة على الأسعار التي رفعها السادات ولابد على كل جهاز أن يقوم بوظيفته وعلى الشعب أن يساعد الأجهزة الأمنية على ذلك.

- هل المرحلة الحالية من أخطر المراحل التي تمر بها مصر؟
أي مرحلة سوف نعيشها سوف نستشعر أنها من أخطر المراحل ولكن الله سبحانه وتعالى يسترها على الشعب المصري.

- من وجهة نظرك ما الحل للخروج من المأزق؟
لن نخرج من المأزق إلا إذا عاد الخارجون على القانون لرشدهم، وأن يكون هناك تصالح ومحبة بين جميع فصائل المجتمع لكن بالعنف الذي نشهده الآن سوف نصبح مثل سوريا وهذا هدف المتآمرين على هذا البلد وليس هدف المحبين لها.

- هل هذا معناه أن جماعة الإخوان تريد أن تصل بنا إلى مصير سوريا؟
بالفعل هم يريدون ذلك ويسعون جاهدين حتى تصبح الدولة في حالة من الانهيار الأمني والاجتماعي والاقتصادي حتى يسهل عليهم الاستعانة بعملائهم في الخارج للاستقواء بهم على الشعب بكل مؤسساته، وهذا جار الآن حيث نجدهم يتصلون بالأتراك والأمريكان لمساعدتهم في القفز مرة أخرى على مقاليد الحكم.

- هل ما حدث لمرسي كان أمرا متوقع حدوثه أم ظلما؟
مرسي لم يظلمه أحد بل هو الذي ظلم نفسه لأنه فشل في حل الأزمات حلا سياسيا وأهمل الملف الأمني ولم يع أنه هو الملف الوحيد لحل كل الأزمات التي وقعت فيها الدولة في عهده وأعتقد أنهم كانوا يهدفون لإضعاف هذا الملف بالذات حتى تصبح الدولة مرتعا للإرهابيين.

- هل ترى أن الاوضاع الحالية تمهد لنشوب حرب أهلية؟
هذا أمر مستحيل وبعيد عن مصر ولن تستطيع الاضطرابات الداخلية أن تدخلنا في تلك الحرب، وسيكون الجيش هو الفيصل في ذلك وليس كما يعتقد الخونة أن الجيش يمكنه أن يكون هو الدافع الرئيسي لنشوب تلك الحرب، وأقول لهم الجيش المصري ليس مثل الجيش السوري أو اللبناني وهو في رباط حتى قيام الساعة.

- من وجهة نظرك هل سيكون المستقبل أفضل؟
لن يكون المستقبل أفضل إلا بعد استقرار الحالة الأمنية للبلاد وفض النزاعات والأزمات السياسية والاجتماعية التي أوقعتنا فيها الحكومات السابقة ودون ذلك لن يكون هناك أي مستقبل وسيظل المجتمع في حالة انشقاق تؤدي به إلى انهيار للمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية وسوف نصبح فريسة سهلة المنال من قبل الأعداء.
الجريدة الرسمية