رئيس التحرير
عصام كامل

استغرقت 72 ساعة.. تدريبات "إسرائيلية - أمريكية" استعدادا لاجتياح دولة عربية برا وبحرا

تدريبات إسرائيلية
تدريبات إسرائيلية أمريكية مشتركة

تشهد العلاقات بين لبنان والاحتلال الإسرائيلى، حالة من التوتر تثير القلق من احتمالية تنفيذ الكيان المحتل عدوانا على الدولة العربية المأزومة سياسيا واقتصاديا، وسط تسريبات متعلقة باجتماع عسكري أمريكى إسرائيلى مشترك بهدف الاستعداد لتلك العملية المرتقبة، وكذلك رفع المقاومة المتمثلة فى حزب الله حالة التأهب القصوى.

أمريكا وإسرائيل

وعقب ساعات قليلة من التهديدات التي أطلقها وزير الدفاع، بيني جانتس، بالعودة إلى مشارف بيروت، كشف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، عن تدريبات على حرب مع لبنان يتم فيها اجتياح مدن وقرى، وأن 30 ضابطًا أمريكيا، بينهم قائد سلاح البحرية وسبعة جنرالات آخرين، يشرفون على هذه التدريبات.

 

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن الاجتماع تركز في مناقشة التحديات الأمنية التي تواجه الجيشان بالمحيط، وذلك من خلال "لعبة حرب" تضمنت أيضا مناقشة الاستعدادات العسكرية المشتركة لسيناريوهات تصعيد اقليمية وفرص توسيع التعاون العسكري.

 

وبحسب البيان، استغرق الاجتماع ثلاثة أيام تخلله اجتماع رئيس الأركان أفيف كوخافي مع الوفد العسكري رفيع المستوى للحديث التقييم المشترك للوضع وتحليل التحديات الإقليمية.

 

وحضر الاجتماع من الجانب الأمريكي كل من نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية جيمس مالوي وقائد سلاح الجو التابع للقيادة المركزية الأمريكية جرجوري جيلوي الذي سيتولى قريبا منصب نائب قائد "سنتكوم"، بالإضافة إلى قائد الأسطول الخامس براد كوبر ومسئولين آخرين.

 

من الجانب الإسرائيلي حضره نائب رئيس الأركان هرتسي هاليفي ورئيس هيئة العمليات عوديد بسيوك وقائد هيئة الاستراتيجية والدائرة الثالثة تال كالمان وقائد سلاح الجو تومر بار وقائد سلاح البحرية داود ساعر سلامة والملحق العسكري في الولايات المتحدة.

 

يشار إلى أن هذا الاجتماع الذي عُقد في إسرائيل، يأتي قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المرتقبة إلى المنطقة الشهر القادم.

حرب لبنان 

 ومع أن الأمريكيين أكدوا أنهم لن يكونوا شركاء في حرب إسرائيلية ضد حزب الله أو لبنان، قال الناطق باسم جيش الاحتلال، أن الجيش الإسرائيلي أجرى تدريبًا عسكريًا مشتركًا مع قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكى، لفحص الاستعدادات للتعامل مع ما أسماه "تحديات أمنية مشتركة" وعلى رأسها تصعيد عسكري في الجبهة الشمالية الإسرائيلية.

 

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، هدد بإعادة اجتياح لبنان وتكبيد حزب الله "ثمنًا باهظًا" بأي عملية عسكرية محتملة حسب مزاعمه، وفقا لما ورد على لسانه في سلسلة "تغريدات" على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر" كتبها  مساء الأربعاء الماضى، وقال في إحداها: "نحن جاهزون للمعركة، وإذا لزم الأمر سنسير مرة أخرى إلى بيروت وصيدا وصور".

 

وفي أولى تغريداته كتب: "وصلت اليوم إلى تجمع لإحياء الذكرى الأربعين لعملية "سلام الجليل" بكريات شمونة"، في إشارة إلى "حرب لبنان" التي اندلعت في 6 يونيو 1982 ووصلت إسرائيل خلالها إلى بيروت، وحاصرتها برا وبحرا لمدة 88 يوما حينها.

 

وكتب وزير الدفاع الإسرائيلى، فى تغريدة أخرى، أنه: "في حال طُلب منا القيام بعملية عسكرية في لبنان، فستكون قوية ودقيقة، وستفرض ثمنا باهظا على حزب الله ودولة لبنان، ولن يتم استخدام أي بنية تحتية لإلحاق الأذى بنا محصنة في مواجهة أي تهديد لمواطني إسرائيل" حسب مزاعمه.

 

ثم عاد وقال أن "صراعنا ليس مع مواطني لبنان، الذين مددنا لهم أيدينا عدة مرات، بينها العام الماضي.. هناك طرق للسير، يجب أن يتحلى الجانب الآخر بالشجاعة للبدء فيها" وكرر أن إسرائيل "لا تريد الحرب. ونحن مستعدون للذهاب بعيدا جدا في طريق السلام والتسوية في ما يتعلق بالحدود البحرية بيننا وبين لبنان، والتي يجب أن نختتمها بشكل سريع وعادل"، واعتبر أن التوصل لاتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية "سيكون بالنسبة للاقتصاد اللبناني المحتضر، بمثابة نسمة من الهواء النقي للتنفس".

استعدادت حزب الله

على الصعيد اللبنانى وفى مؤشر على رفع حزب الله حالة التأهب خشية وقوع العدوان الإسرائيلى، الأمين لحزب االله حسن نصر الله، رئيس ‏المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، ووفد مرافق له من الحركة الثلاثاء الماضى.

 

وأكد بيان صدر عقب الاجتماع، أنّ "الجانبين بحثا في التهديدات في المنطقة، وأكدا تعاون المقاومة على خدمة القدس والمقدّسات والقضية الفلسطينية". 

 

وعرض المجتمعون خلال اللقاء "التطورات السياسية في المنطقة وانعكاساتها على القضية الفلسطينية، والمخاطر المترتبة على سعي الاحتلال إلى تحقيق السيطرة على المنطقة ومقدراتها بوسائل مختلفة، وخلق صراعات داخلية بين مكونات الأمة".

 

وأكد المجتمعون "ضرورة تطوير برنامج محور المقاومة باعتبارها الخيار الاستراتيجي لاستعادة الحقوق الوطنية وحماية مقدّرات الأمة وشعوبها من سلوك الاحتلال الذي يسعى إلى نهبها".

 

وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام بأنّ اللقاء أكد "حق لبنان في استخراج الغاز من حدوده البحرية"، ودعا إلى "كفّ اليد الإسرائيلية عن القرصنة وسرقة الموارد".

وتشهد إسرائيل أزمة سياسة طاحنة ويسعى قادتها لإختلاق حربا فى المنطقة كعادة العقلية الإسرائيلية، بهدف تمرير الأجندة السياسية داخليا فى أي انتخابات من خلال ترويع المواطن الإسرائيلى بمخاطر محدقة تهدد وجوده، وأن بقاء هذه الرموز ضمانة لحمايتهم من عدوان مرتقب

الجريدة الرسمية