رئيس التحرير
عصام كامل

صحافة الفيديو والسوشيال ميديا

ظهرت أول تجربة لصحافة الفيديو عالميا في ستينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية ومع بداية التسعينيات من نفس القرن بدأت بالانتشار  وكانت قناة نيويورك الأولي هى أول من قام بتعيين صحفيين فيديو للقيام بأعمال  صحافة الفيديو ثم انتشرت في أوروبا بشكل أوسع وبالطبع كانت مقتصرة علي البث التلفزيوني فلم يكن هناك وقتها أي وجود لمنصات السوشيال ميديا بأنواعها المختلفة.

 

كان الهدف الأهم من صحافة الفيديو هو الوصول السريع وبأقل الإمكانيات المادية والبشرية إلي الخبر وقت حدوثه خاصة في المناطق التي بها صراعات حيث يكون الخطر أكبر علي طواقم العمل منه علي الفرد، وبدأت البي بي سي  في الانتقال إلى صحافة الفيديو اعتبارا من 2001 وانتقلت منها إلى باقي الصحف.. كل ما سبق هو معلومات متاحة علي كثير من مواقع الإنترنت الموثوق بها.

تطور صحافة الفيديو

 

وتطورت بالفعل بصحافة الفيديو مع ظهورالإنترنت والتليفونات المحمولة وظهر نوع آخر هو صحافة الموبايل خاصة مع ظهور المنصات المتعددة للسوشيال ميديا وتطورها بشكل سريع، لم تجد الصحف والمواقع الإخبارية بدًا من ملاحقة هذا التطور وإضافة قسم صحافة الفيديو إلي أقسامها المعتادة لإنتاج محتوى يتم بثه على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بتلك المواقع الإخبارية.

 

لكن يبدو للأسف لم يتم وضع ضوابط حاكمة لذلك النوع من الصحافة. لذا أصبح الكثير من الصحفيين يتعاملون معها علي أنها صفحات شخصية يبثون عبرها ما يحلوا لهم فلا يهم المحتوي وماذا يقدم للقارئ؟ وهل ما يتم بثه ينتمي من الأساس للصحافة أم لا؟ كل ما يهم هو نسب المشاهدة أو التريند كما يطلق عليه.


فماذا يفيدني كقارئ أن أطالع خبرا مصورا لمدة تزيد علي الثماني دقائق يشرح لي فيها أحد الأشخاص طريقة تقطيع البطيخ مع انبهار المراسل وطرحه أسئلة من نوع هل استطاع أحد أبنائك أن يفعل ما تفعله؟ وكأن الرجل ينتسب إلي إحدي المهن التي انقرضت.

 

وهذا فيديو آخر لا تقل مدته عن سابقه يبهرنا من خلاله المراسل بشاب يطير الفطير في الهواء قبل أن يصبح وجبة يلتهمها الزبون.. أما قصة عبرة بصحيح، وإمعاناَ في تقديم النماذج الملهمة للشباب يقدم لنا أحد المواقع  فيديو لشاب  يزيد وزنه عن مائة وأربعين كيلو جرام إلا أنه يستطيع الرقص برشاقة ليقلد رقصة الفنان أحمد حلمي في فيلم (إكس لارج ) والسؤال ماذا يفيدنى انا كقارئ للموقع الخبري مثل هذه الأخبار؟! فهل هذه هي الصحافة التي تربينا عليها من أساتذة أجلاء كانت أقلامهم تصول وتجول في بلاط صاحبة الجلالة؟

 

 

أعزائي القائمين علي الصحافة أرجوا مثل غيرى إعادة النظر في مثل هذا المحتوى لأنه يؤدى مع طول الوقت إلى تسطيح الرأى العام ونحن في الأصل نريد أن نعمل على تثققيف المواطن وليس تغييبه.
ahmed.mkan@yahoo.com

الجريدة الرسمية