رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. الجفري: لسنا جادين في تطبيق منهجنا الراقي


ناقشت الحلقات الخامسة والسادسة من برنامج "آمنت بالله" في موسمه الثالث المثالية والواقعية، والتي استضافت الباحث في الأنثروبولوجي الدكتور محمود حسن والمدون أحمد عز إلى جانب ضيف الحلقات الدائم الحبيب على الجفري.


وقدم الإعلامي خيري رمضان لعنوان الحلقة قائلا: "حلقة اليوم تبدو سهلة ومصطلحاتها سهلة رغم العمق الكبير فيهما". ووجه سؤاله للمدون أحمد عز المؤمن بفكرة الواقعية عن معناها ومفهومها.

فأجاب: "الواقعية ضد الرومانسية أو المثالية الزائفة أو المبالغة في المثالية، والمثالية أوجدت لدينا فكرة أن في التاريخ أشخاصا مثاليين يبدون للوهلة الأولى من كوكب ثان غير قابلين للتطبيق في الواقع".

ويفسر محمود حسن مفهوم المثالية، فيقول: "أصحاب مبدأ المثالية يؤمنون بأن ربنا خلقنا في الدنيا ووضع لنا طرقا وقيما معينة".

وأضاف: "نحن نحاول أن نقتدي بالمثالية وأن نقترب بها ومعظم المشاكل النفسية تكون موجودة نتيجة لأن الإنسان لا يستطيع أن يحقق ما هو متخيل أنه يمكنه تحقيقه، بل إن وجود المثل العليا والقيم تكون مثل الإلهام بالنسبة للإنسان لأن يتقدم ويعمل أكثر حتى يحاول الوصول لما وصل له الناس قبله".

ويعقب الحبيب الجفري حول الاتجاهين بأن: "الإنسان بحاجة إلى نموذج راق يستلهم منه ما الذي ينبغي أن يسير إليه، لأن الذي لا حلم ولا إلهام له حياته تصبح جحيما".

وأضاف: "إن التعامل مع المعاني المجردة يؤدي إلى الإغراق في الوهم، والحياة ليست كما نتصور في المعاني المجردة، والتركيز على الواقعية المادية يحطم قيمة الإنسان ويحوله إلى "شيء"، ونحن في عصر حصل فيه ما يسمى بـ"تشييء الإنسان"، لكن المعاني الراقية إذا اتصلت بمطالبة النفس بالانتهاض كانت دافعا للانتهاض والواقعية المفرطة أو الارتباط الكُلي بالمحسوس وبالمادة يتسبب في ركون الإنسان إلى نفسه".

ويطرح خيري رمضان سؤالا يدور في أذهان الكثير منا حول المثالية العالية التي تبدو في الخطاب الإسلامي لكننا حين نبحث في أرض الواقع عن هذه المثالية نجد أزمة عدم وجودها، فيحدث نوع من الخلط والتشكك في الخطاب الإسلامي.

ويجيب الجفري: "بأن مصطلح المثالية له دلالات متشابكة، مثل: الانفصال الكلي عن الواقع أو النموذج الأرقى أو المعاني المجردة، وهو محل الإشكال، لذلك دعنا نقول إن الواقعية هنا هي اقتصار التعامل مع الواقع على النتاج المادي المحسوس".

وأضاف: "أما كون التعاليم الشرعية مغرقة في المثالية إلى الحد الذي تكون به معاني مجردة فهذا غير صحيح بدليل نموذج تطبيق النبي من عبادة وتبتل وإقامة دولة، وحتى عندما دعا النبي إلى القتال وضع قواعد متصلة بالمعاني "لا تقتلوا طفلا ولا شيخا ولا امرأة ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه".

وأوضح أن المشكلة ليست في النموذج والمنهج والشريعة، بل فينا لأن أمامنا منهجا راقيا لم نطور آلياته المعاصرة ولم نكن جادين في تطبيقه.
الجريدة الرسمية