رئيس التحرير
عصام كامل

من التاريخ.. هكذا سقطت القسطنطينية في يد العثمانيين بعد انهيار دفاعات الروم وحلفائهم

صورة تعبيرية عن فتح
صورة تعبيرية عن فتح القسطنطينية

في مثل هذا اليوم من عام 1453، سقطت مدينة القسطنطينية في يد العثمانيين بقيادة السلطان محمد الفاتح، وترتب على ذلك انتهاء الإمبراطورية البيزنطية التي دامت ألف عام، وتحول كبير في العالم الإسلامي الذي توسع بشدة وانطلقت الفتوحات إلى الحدود الأوروبية.

 

كيف حدث ؟ 

القُسطَنطينِيَّة هي مدينة اسطنبول التركية حاليا، كانت عاصمة الإمبراطوريَّة البيزنطيَة ـ الرومانيَّة الشرقيَّة، أو الروم ـ سقطت في يد المُسلمين مُمثلين بالدولة العُثمانيَّة بعد حصارٍ دام عدَّة أسابيع، قاده السُلطان الشّاب ذو الأحد وعشرين ـ 21ـ ربيعًا، مُحمَّد الثاني بن مُراد العُثماني.

ربح القائد الشاب المعركة ضدَّ حلفٍ مُكوَّن من البيزنطيين والبنادقة والجنويين بقيادة قيصر الروم الإمبراطور قسطنطين الحادي عشر، بعد حصار دام من يوم 5 أبريل حتّى 29 مايو سنة 1453م، حيث انهارت دفاعات الروم تمامًا ووقعت المدينة لُقمةً سائغة بيد العُثمانيين.

شكَّل فتح القسطنطينيَّة خاتمة المُحاولات الإسلاميَّة لضم هذه المدينة إلى دولة الخلافة، والتي بدأت مُنذ أوائل العهد الأُمويّ خلال خلافة مُعاوية بن أبي سُفيان واستمرَّت خلال العهد العبَّاسي، إلى أن تكللت بالنجاح في العهد العُثماني. 

وفتح هذا الحدث الطريق أمام التوغل الإسلامي في أوروپَّا، إذ أصبح بإمكان العُثمانيين المضي قُدمًا في مشروعهم للتوسع دون التخوُّف من ضربةٍ خلفيَّة تُثنيهم عن أهدافهم.

 

ما بعد الفتح 

نقل السُلطان مُحمَّد الثاني عاصمة مُلكه من مدينة أدرنة إلى القسطنطينيَّة، وسُمِّيت «إسلامبول» أي «تخت الإسلام»، إذ شكل فتحُ المدينة الجديدة حدثًا مُهمًّا على الصعيدين الإسلامي والعالمي، فتحققت نبوءة الرسول مُحمَّد التي يؤمن المُسلمون أنَّه بشَّر بها مُنذ زمنٍ بعيد، وكان ذلك بمثابة تتويجٍ لسلسلةٍ من الانتصارات الإسلاميَّة ودافعًا ومُحركًا قويًّا للجهاد ضد الممالك الأوروپيَّة، وعلى الصعيد العالمي اعتبره العديد من المؤرخين خاتمة العصور الوسطى وفاتحة العصور الحديثة.

اتخذ السُلطان محمد العثماني بعد تمام فتح المدينة لقب «الفاتح» أو «أبو الفتح»، فأصبح يُعرف في التاريخ باسم «مُحمَّد الفاتح»، ويُكتب بالتُركيَّة العُثمانيَّة: فاتح سُلطان مُحمَّد خان ثانى.

أرسل الفاتح رسائل تهنئة إلى السلاطين والأُمراء المُسلمين لإعلامهم بفتح المدينة الحصينة، وفي مُقدِّمة هؤلاء الخليفة العبَّاسي المُقيم بالقاهرة، أبو البقاء حمزة بن المُتوكّل القائم بأمر الله، وسُلطان مصر والشَّام المملوكي، الملك الأشرف سيف الدين إينال العلائي.

 

كان سُرور العالم الإسلامي بالفتح كبيرًا، فأُنيرت القاهرة، عاصمة الخلافة الإسلاميَّة آنذاك، وزُيِّنت شوارعها أيَّامًا طويلة، وأُقيمت فيها احتفالاتٌ عظيمة، وكذلك في دمشق وسائر الحواضر الإسلاميَّة الكُبرى، وأرسل السُلطان المملوكي سيف الدين إينال، والسُلطان البهمني علاء الدين أحمد شاه، وحُكَّام مُسلمون عديدون سُفراء خاصّين لتهنئة السُلطان مُحمَّد الفاتح بهذا النصر. 

الجريدة الرسمية