رئيس التحرير
عصام كامل

فساد مكشوف!

في الثمانينيات من القرن الماضى حرص نجوم توظيف الأموال على إخفاء النصب الذى يقومون به على الناس في مصر برداء دينى، حينما أشاعوا إنهم يقومون بتوظيف الأموال بطرق إسلامية، رغم أن أغلبهم كانت بدايته مع تجارة العملة في السوق السوداء.. وحتى بعد أن اكتشفنا أنهم نصبوا على آلاف المودعين لديهم ظلوا يتمسكون بهذا الرداء الدينى حينما استعانوا بعدد من رجال الدين مع صحفيين وإعلاميين ومحامين للدفاع عنهم.. هذا ما كشفته حينما  خضت مع عدد من الزملاء الشبان وقتها في روزاليوسف حملة صحفية امتدت لعدة سنوات فضحت ارتباط واحدة من أكبر شركات توظيف الأموال وقتها بجماعة الإخوان.

 
لكن الأمور تغيرت ولم يعد أهل توظيف الأموال الجدد يخفون عمليات النصب التى يقومون لها على الناس برداء دينى.. ربما لآن الأحوال تغيرت وتبدلت، ولم يعد الإسلام السياسى يلقى قبولا جماهيريا داخل البلاد، بعدما تم تجربة حكم الإخوان في البلاد وكان كارثيا.. بل صار أهل توظيف الأموال يمارسون النصب علنا من خلال إذكاء روح الطمع لدى الناس.. الطمع في كسب سهل سريع حتى ولو جاء بطرق غير مشروعة مثل تجارةَ الآثار أو غسيل الأموال.. وهذا ما اعترف به صراحة بعض ضحايا أهل توظيف الأموال الجدد مؤخرا.


وهذا أيضا يمكن أن يقدم لنا تفسيرا لاستمرار ظاهرة توظيف الأموال منذ ثمانينات القرن الماضى وحتى الآن ونحن في بداية العقد الثانى من القرن الجديد.. وطوال هذا الوقت الممتد الطويل ظهرت محاولات متكررة لتوظيف الأموال، رغم ملاحقة أصحابها قانونا.. لكن الجديد الآن أن هذه المحاولات مؤخرا تعددت وتنوعت واتسعت، وهو الأمر الذى يتعين علينا أن نعرف أسبابه لنوقفها ونحمى الناس من النصب الذى يتعرضون له باختيارهم!     

الجريدة الرسمية