رئيس التحرير
عصام كامل

أعداء الجنيه المصرى!

أحيانا يبدو لى أن للجنيه المصرى أعداء يرغبون في النيل منه والحط من قدره وتخفيض قيمته تجاه العملات الأخرى خاصة الدولار الأمريكى.. هؤلاء يطالبون طوال الوقت بمراجعة سعر الجنيه ومنع البنك المركزى المصرى من حمايته، سواء بتقليل الطلب على الدولار وبقية العملات الأجنبية أو بإتخاذ الإجراءات التى تساعد على زيادة تدفق النقد الأجنبي علينا.. 

 

وعندما ارتفع سعر الجنيه قليلا أمس تجاه الدولار سارعوا يستنكرون ذلك لأنهم يرون أن ذلك تدخل من قبل البنك المركزى فى عملية تعويم الجنيه، وتحويله إلى تعويم مدار، وكأننا نحن البلد الوحيد في العالم الذى ينتهج سياسة التعويم المدار لعملته، حتى الولايات المتحدة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم كله لجأت إلى إتخاذ اجرءات لرفع سعر الدولار من خلال ما يتخذه الفيدرالى الأمريكى من إجراءات كان آخرها رفع سعر الفائدة مؤخرا.. بل إن الأمريكان أنفسهم أصحاب اقتصاد السوق الحر يطالبون الصين منذ سنوات برفع سعر عملتها اليوان لتخفيض صادرتها إلى السوق الأمريكى.

 
وهؤلاء أعداء الجنيه صدعونا بأن سعره السابق والحالى والقادم ليس هو سعره العادل، وإنما هو أقل منه دوما.. أما كيف حسب هؤلاء السعر العادل وما هو هذا السعر؟ فلا نعرف، ولكنه دوما منخفض السعر، رغم أن المفترض أن نبحث عن السعر المناسب لعملتنا الوطنية الذى يحقق مصالحنا الاقتصادية مثل غيرنا  من الدول.. 

 

 

فهناك دول ترفع سعر عملتها لأن ذلك يحقق لها موازنة منخفضة الأعباء، خاصة أعباء الديون، كما يحمى أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة فيها من وطأة التضخم وإرتفاع الأسعار، مثلما تفعل روسيا الآن.. وهناك دول أخرى تسعى إلى تخفيض عملتها حتى تزيد صادراتها الخارجية وتحقق دخلا كبيرا ضخما، كما تفعل الصين.. بينما أعداء الجنيه المصرى عندنا فهم لا يفقهون ذلك.      

الجريدة الرسمية