رئيس التحرير
عصام كامل

فاينانشيال تايمز: روحانى يسعى لإعادة العلاقات مع المرجعيات الشيعية الإيرانية المهمشة

الرئيس الإيراني المنتخب
الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني يسعى إلى إعادة العلاقات مع المرجعيات الدينية الإيرانية والتي كانت مهمشة طوال فترة الثمانية أعوام لحكم الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد.


ولفتت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد- إلى أنه لم يمض وقت طويل عقب إجراء انتخابات الرئاسة الإيرانية في يونيو الماضي،حتى قام روحاني ونجاد بزيارة إلى مدينة قم المقدسة، والتي تعد موطنا لنحو 50 ألف من العلماء وأكبر مركز لدراسة التعاليم الشيعية في العالم الإسلامي.

وأوضحت الصحيفة أن الترحيب الذي لاقاه روحاني في مدينة قم إنما يعكس مدى ارتياح المرجعيات الدينية بعد ثماني سنوات من حكم نجاد، والتي تعرضوا خلالها للتهميش في الوقت الذي صعدت فيه مؤسسات أخرى، لا سيما الحرس الثوري، وهى وحدة النخبة العسكرية ذات المصالح السياسية والاقتصادية الواسعة.

ورجحت الصحيفة أنه من المتوقع أن يكون روحاني أكثر انفتاحا من سلفه نجاد، الأمر الذي يمكن أن يوفر له الوصول إلى السلطة التي تمارس من قبل الحرس الثوري، الذين تتراوح مصالحهم التجارية الغامضة ما بين مشاريع النفط والغاز وبناء الطرق.

وأشارت الصحيفة إلى أن روحاني سعى إلى طمأنة المرجعيات الدينية، قائلا: "إن الحكومة عازمة على إجراء اتصالات مباشرة مع كبار المرجعيات الدينية للتعاطي مع المشاكل الراهنة، والتي من بينها مخاوفهم من انهيار اقتصاد للبلاد نتيجة لارتفاع معدلات التضخم وضعف الريال الإيراني والعقوبات الدولية المفروضة على البلاد.

وأضاف روحاني: "أن قلق المرجعيات الدينية من تردى الأوضاع الاقتصادية يأتي من تخوفهم من أن ذلك الأمر قد يزعزع استقرار النظام الذي يدعموه في نهاية المطاف". ورأت الصحيفة أن فوز روحاني يبدو أنه رفع من الآمال في مدينة قم بشأن أن رؤيته المعتدلة تعد نذير خير للمرجعيات الدينية، إذ أنه حصل على 63 بالمائة من مجموع الأصوات التي أدلي بها في المحافظة، وفي بعض القرى حصل على 100 بالمائة من مجموع الأصوات، وفقا لوسائل الإعلام المحلية.

ونسبت الصحيفة إلى أبو الفضل موسويان، أحد المرجعيات الدينية الإصلاحية في قم، قوله "إن سلوك وتصرفات روحاني تجاه المرجعيات الدينية ستكون أكثر مسئولية، وربما يسعى إلى تعزيز ودعم مكانتهم، وفي حال سعت المرجعيات الدينية لاستعادة استقلالها وعدم السماح باستغلالهم مرة أخرى من قبل السياسيين، فإنهم قد يصبحوا محل ثقة مرة أخرى من قبل الشعب الإيراني".
الجريدة الرسمية