رئيس التحرير
عصام كامل

أشرف قاسم: هناك مجاملات باختيارات مدربي منتخب مصر.. وكنت أتمناه ألمانيا (حوار)

أشرف قاسم - أرشيفية
أشرف قاسم - أرشيفية

أعرب الكابتن أشرف قاسم، نجم منتخب مصر والزمالك السابق والملقب ببرنس الكرة المصرية، عن حزنه الشديد لعدم تأهل الفراعنة لمونديال قطر 2022 بعد الخسارة الأخيرة أمام منتخب السنغال فى داكار.


وأكد "قاسم" أن الجميع فى مصر كان يأمل فى صعود المنتخب للمونديال، ولكن ما حدث فى مباراة السنغال الأخيرة كان خارج كل التوقعات، وتسبب بشكل مباشر فى عدم تحقيق الحلم.


برنس الكرة المصرية فتح قلبه لـ«فيتو» فى حوار أجريناه معه بعد أيام من ليلة خروج منتخبنا من المونديال، وقبل أيام من إعلان اتحاد الكرة عن اسم الكابتن إيهاب جلال كمدرب للمنتخب الوطنى، حيث تحدث بكل صراحة عن أمنياته لهُوية مدرب المنتخب الجديد بعد رحيل كيروش، وحدد سبب خروجنا من تصفيات المونديال، وذلك فى الحوار التالى:


* حدثنا فى البداية عن مباراة مصر الأخيرة أمام السنغال والخسارة بضربات الجزاء؟
أنا حزين جدا بسبب الخسارة بضربات الجزاء فى هذه المباراة وضياع حلم الصعود للمونديال خاصة أن الجميع فى مصر كان ينتظر الصعود بعد تحقيق الفوز فى لقاء الذهاب بالقاهرة بهدف نظيف.

 

* وما هو السبب فى الخسارة من وجهة نظرك؟
بالطبع كانت هناك أمور خارج الملعب ساهمت بشكل كبير فى هذه النتيجة، ولكن هذا لا يمنع من أن المنتخب لم يؤد بالشكل المطلوب فى هذه المباراة، وفى النهاية صعد المنتخب الأفضل داخل الملعب فى المباراتين.

 

* ماذا تقصد بالأمور الخارجية؟
ما حدث لبعثة المنتخب من مضايقات منذ الوصول للسنغال ثم ما حدث من الجمهور السنغالى قبل وأثناء المباراة، وهو ما تسبب فى حدوث نوع من عدم التركيز للاعبى المنتخب، ولذلك وجدنا فى النهاية أفضل ثنائى فى المنتخب يسدد ضربات الجزاء محمد صلاح وزيزو يضيعان.

 

* ولكن هناك مَن يقول إن خبرات لاعبى المنتخب كانت كفيلة بعدم التأثر بمثل هذه الأمور.. ما رأيك؟
متفق تماما مع هذا الكلام ولكن مع الفارق بأن خبرات لاعبى المنتخب لا تنطبق على الجميع حيث هناك لاعبين صغار مع المنتخب لم يصلوا للخبرات اللازمة فى مثل هذه الظروف الصعبة.

 

** وهل مر الكابتن أشرف قاسم كلاعب بمثل هذه الظروف من قبل؟
حدث بالفعل عام 86 وكانت ظروف متشابهة تماما مع الفارق فى نوعية اللاعبين والمكان حيث كان الزمالك يلعب نهائى البطولة الأفريقية مع فريق «أفريكا سبور» بطل ساحل العاج، وفاز الزمالك فى مباراة الذهاب بهدفين نظيفين وفى لقاء العودة تعرضنا لظروف صعبة للغاية مثلما تعرض لها المنتخب فى السنغال خارج وداخل الملعب، وانتهت المباراة بهدفين نظيفين لفريق ساحل العاج ولكن نجح الزمالك تحقيق الفوز بضربات الجزاء بأربعة أهداف مقابل هدف وفاز بلقب البطولة، وهنا وجب التأكيد بأن خبرات لاعبى الزمالك وقتها فى تسديد ضربات الجزاء كانت هى الفيصل رغم كل الظروف الصعبة التى تعرض لها الفريق وقتها.

 

* ولكن لم يكن أحد يتوقع أن يحدث هذا من جماهير السنغال قبل وبعد المباراة؟
بالعكس تماما.. ما حدث فى مباراة السنغال يحدث فى جميع المباريات الأفريقية ولكن بدرجات متفاوتة ولاعبو مصر يعلمون ذلك، ولكن فى مباراة حاسمة للصعود للمونديال يكون الحافز أكبر، وبالتالى تكون التصرفات أكثر عنفا للتأثير على المنافس وهو ما حدث فى مباراة السنغال.

 

* وماذا كان ينقص المنتخب للتغلب على مثل هذه الظروف؟
كان من الضرورى بل والواجب أن يقوم اتحاد الكرة بطلب توفير جميع وسائل الأمان للمنتخب من لحظة الوصول للسنغال لأن ما حدث كان متوقعا بغض النظر عن المعاملة المثالية التى تعامل بها جمهور مصر مع منتخب السنغال فى مباراة الذهاب ولذلك كان ضروريا أن يقوم مسئولو الاتحاد بالتحرك من أول لحظة فى رصد كل شيء ومطالبة مسئولى الكاف بتوفير كافة وسائل الأمان للفريق ويكفى مثلا أن لاعبو المنتخب فور خروجهم من المباراة تعرضوا للاعتداء من الجماهير التى كانت فى المدرجات بسبب عدم توفير وسائل الأمان.


* وهل تعتقد أن يكون هناك قرار بإعادة المباراة؟
بكل تأكيد أتمنى حدوث ذلك، ولكن أعتقد أنه من الصعب جدا أن يتم إعادة المباراة، وربما ستكون هناك عقوبات على السنغال بسبب ما حدث.

 

* إذا عدنا للنواحى الفنية داخل الملعب.. هل نجح كيروش فى إدارة المباراة بشكل جيد؟
لا أعتقد أن هذا حدث مع احترامى الكامل للمدرب وتاريخه لأنه من البداية كان واضحا وجود خلل فى تشكيل المنتخب من البداية حيث كان من الضرورى أن يبدأ أحمد سيد زيزو ومصطفى محمد وهناك غرابة جديدة فى الدفع باللاعب رامى ربيعة فى التشكيل.

 

* ممكن توضيح فنى أكثر فى هذه الجزئية الخاصة بالتشكيل؟
المنتخب كان فى حاجة إلى سرعات داخل الملعب مع محمد صلاح، وهو ما كان يتوفر فى وجود زيزو، وعندما شارك زيزو فى الشوط الثانى وضح الفارق أمام مصطفى محمد رغم أنه لم يحرز أهدافا مع المنتخب طوال الفترة الماضية، إلا أن بدايته فى هذه المباراة تحديدا كان مطلوبا وضروريا بسبب القوة البدنية العالية التى يتمتع بها اللاعب، والتى تساعد فى عملية الالتحامات، وهو ما لم يقم به عمر مرموش.

 

* وماذا عن مشاركة رامى ربيعة من بداية المباراة؟
رامى ربيعة من اللاعبين المميزين فى حالة جاهزيته، ولكن ما حدث فى لقاء السنغال وبدء المباراة به يعتبر بمنزلة كارثة يتحمل مسئوليتها مَن أشار على المدرب بالبدء باللاعب خاصة أن رامى ربيعة كان فى فترة راحة مع فريقه الأهلى، وتم ضمه بعد إيقاف الونش وإصابة محمد عبد المنعم، وبالبلدى كده جابوه من الدار للنار.. وإصابة رامى فى المباراة دليل على كلامى لأنه عائد من فترة راحة ليخوض مباراة قوية وجماهيرية كبيرة ومصيرية، فطبيعى جدا يتعرض للإصابة، ثم إن إشراك رامى من بداية المباراة مؤكد أنه أثر نفسيا بالسلب على اللاعبين الموجودين مع المنتخب منذ فترة فى نفس مركزه.

 

* وهل تحمل كيروش مسئولية إشراك رامى ربيعة؟
ظاهريا كيروش هو الذى يتحمل المسئولية بكل تأكيد ولكن فعليا يجب أن يتحمل المسئولية مَن أقنع المدرب بأن رامى هو الاختيار الأنسب فى هذا المركز.. وكانت النتيجة إصابة اللاعب وخسارة تغيير وإحداث خلل فى المنطقة الموجودة أمام المرمى.

 

* وهل كنت موافقا على استمرار كيروش مع المنتخب خلال الفترة المقبلة أم تعيين مدرب مصرى؟
بصراحة شديدة منتخب مصر يحتاج إلى مدرب من المدرسة الألمانية ويكون التعاقد معه لمدة 4 سنوات يخطط لجميع المنتخبات للمستقبل، أما غير ذلك فليس فى صالح الكرة المصرية من وجهة نظرى.

 

* ولماذا المدرسة الألمانية تحديدا؟
لأن المدرسة الألمانية هى الأنسب للكرة المصرية أو بمعنى أدق القماشة الموجودة من لاعبين فى مصر تحتاج إلى مشروع طويل لمدة 4 سنوات على الأقل من خلال هذه المدرسة التى تتوافق مع اللاعب المصرى الذى يميل للدفاع أكثر، بالإضافة إلى أن المدرسة الألمانية تتميز بالقوة واللياقة البدنية العالية، بالإضافة إلى الالتزام الشديد فى الأمور التكتيكية، وهو الأسلوب الذى يتوافق مع اللاعب المصرى فى طريقة لعبة سواء فى الدورى المحلى أو مع اللاعبين المحترفين بالخارج.

 

* إذن تتحدث عن الاستقرار لأطول فترة ممكنة بشرط أن يكون المدرب الجديد جنسيته ألمانية؟
الاستقرار مطلوب بالطبع فى حالة الابتعاد عن المجاملات والاختيار الصحيح، والدليل على ذلك إذا نظرت إلى دول أوروبا وتحديدا ألمانيا ستجد أن عدد المدربين على مدار تاريخ ألمانيا لم يتجاوز 12 مدربا، وهو عدد ممكن أن يتغير فى مصر فى عدة سنوات قليلة بسبب المجاملات وعدم التخطيط الصحيح.

 

* ماذا تقصد بالمجاملات هنا يا كابتن؟
المجاملات واضحة للجميع، وأعتقد أن منتخب مصر ضحية لهذه المجاملات، سواء فى عملية اختيار المدربين أو اللاعبين بدون الدخول فى تفاصيل أكثر.. فالمجاملات غير مسموح بها إذا ارتبطت باسم مصر.

 

* إذا انتقلنا لملف اللاعب محمد صلاح نجم المنتخب وليفربول الإنجليزى وما تعرض له عقب المباراة من هجوم شديد.. ماذا تقول؟
محمد صلاح مظلوم وما تعرض له غير مسموح لأن محمد صلاح بمفرده لا يستطيع فعل كل شيء، ويجب أن نتذكر محمد صلاح عندما كان سببا فى صعود المنتخب لمونديال روسيا 2018 عندما سدد ضربة الجزاء الحاسمة فى الوقت بدل الضائع أمام الكونغو وسط 100 ألف مشجع مصرى باستاد القاهرة، ولو أضاع ضربة الجزاء وقتها ما كنا وصلنا للمونديال، وبالتالى يجب أن نعترف بأن صلاح لم يكن موفقا فى مباراة السنغال ولا يجب الهجوم عليه بهذا الشكل، ولكن من الممكن أن يكون هناك عتاب للمحب.

 

* ولكن جماهير الكرة المصرية كانت تعقد الأمل على صلاح فى هذه المباراة ولم يقدم شيئا؟
ويجب أن نتذكر أيضًا أن محمد صلاح «بَشَر» وتعرض لضغوط عنيفة، قبل وأثناء مباراة السنغال وصلت لحد الترهيب والهتافات المعادية وطبيعى جدا أن يخرج من تركيزه حتى لو كان أفضل لاعب فى العالم.. نعم كنا نأمل فى محمد صلاح أن يحدث الفارق ولكن فى نفس الوقت صلاح معذور فما حدث له يؤثر على أي لاعب.

 

* وهل توافق على تلميحه بأن ربما يعتزل دوليا بعد ما حدث؟
هذا الكلام مرفوض تماما بكل تأكيد لأن محمد صلاح قدوة وكابتن للمنتخب وسيكون له دور كبير خلال المرحلة المقبلة والتصريح الذى ألمح به ربما يكون تحت ضغط عصبى وغضب مما حدث وعدم الوصول للمونديال ولكن وجود صلاح فى المنتخب خلال الفترة المقبلة لا يقل أهمية عن وضع خطة مستقبلية نموذجية للمنتخب بعيدا عن المجاملات.

 

* وماذا تقول فى النهاية؟
يجب التأكيد على أن كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى فى مصر والعالم، وبالتالى يجب التخطيط لها بشكل علمى ومميز للغاية بعيدا عن أي عواطف إذا ارتبط هذا التخطيط بمنتخب البلد، ويجب الاستفادة من الدروس المستفادة التى حدثت فى التصفيات الأخيرة للبناء عليها فى المستقبل.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية