رئيس التحرير
عصام كامل

«الجماعة» تواجه «السيسي» بـ «فرقة الألف»..عمليات تفجيرية في الشوارع.. وطلب تدخل دولي لإنقاذ البلاد من حكم «العسكر».. والقاعدة تنفذ «سيناريو الجيش الحر»

الفريق أول عبد الفتاح
الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة

قبيل ساعات قليلة من إعلان عزل الرئيس محمد مرسي والإطاحة بالجماعة من كرسى الحكم بدأت قيادات الجماعة خاصة أولئك المحسوبون على التيار القطبى بداخلها في الإعداد لخطة العودة للسلطة من جديد.


ووفقًا للمصادر فإن الجماعة أعدت خطة «الفرقة الألف» لرد اعتبارها والانتقام من الجيش والمؤسسات التي تآمرت ضد الإخوان وساهمت في عزل الرئيس مرسي.

وتعتمد الخطة على ألف شخص يديرون المواجهات على الأرض؛ لكن هذا الأمر لن يكون الآن وسيدخل حيز التنفيذ بعد فترة بيات شتوى للجماعة تستطيع خلالها أن تلتقط أنفاسها ، فيما وصفته بعض المصادر بالقوقعة وأن الإخوان سيدخلون «شرنقة» لفترة قصيرة.

وقد تم إعداد الألف قيادى الذين سينفذون الخطة من بين أعضاء مجلس الشورى العام ومسئولى المكاتب الإدارية بالمحافظات ومسئولى المناطق والشُّعب الذين تتخطى أعدادهم حاجز الألف شخص خلال فصل الشتاء نهاية العام الجارى.

وتعتمد الخطة على إشاعة الفوضى في الفترة الانتقالية التي أعلن عنها الجيش عبر بث بعض الأكاذيب والدعوة للثورة على الحكومة الانتقالية ورفض حكم العسكر كمرحلة أولى؛ ثم يأتى دور المرحلة الثانية من الخطة والتي تبدأ بالقيام ببعض العمليات التفجيرية الصغيرة سواء عبر مجموعة الألف أم كان هذا الأمر عبر بعض التيارات الجهادية المؤيدة للإخوان والداعمة لتوجهها.

وقتها سيخرج قادة الإخوان الألف ليعلنوا أن مصر تعانى نظرا لانقلاب الجيش على الشرعية والديمقراطية.
القادة الألف هم الجهاز العصبى للجماعة الذي سيحمل على عاتقه تحريك القواعد في الفترة المقبلة وصولا للعودة للحكم مرة أخرى.

المعلومات التي حصلت عليها «فيتو» تؤكد أن ما مضى لا يتعدى كونه جزءًا صغيرًا من سيناريو الأيام المقبلة، والذي تؤكد كافة الشواهد أنه الأسوأ.

المعلومات تشير إلى أن هناك طرفًا آخر دخل مؤخرًا كطرف أصيل في المعادلة السياسية في مصر، عفوًا معادلة العنف، وهذا الطرف هو «كتائب الظواهرى» التي وصلت مصر منذ فترة إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي؛ لتعمل مع «كتائب حماس» وبعض اللجان والفرق الأخرى على ترسيخ حكم الإخوان في مصر وإجهاض أي محاولة متوقعة للانقلاب على الحكم، هذا الهدف كان عندما كان الإخوان على رأس السلطة، لكن بعدما قامت ثورة 30 يونيو تغير هدف المجموعة التي بدأت في تغيير استراتيجيتها التي باتت تهدف لإعادة المعزول وجماعته إلى كرسي الحكم من جديد.

السيناريو الجديد الذي سيتم تنفيذه قريبا-وفقا للمصادر- يزيد من حالة العنف ويذهب بمصر على طريق «أفغانستان» و«العراق» ويجعلها معرضة أكثر من أي وقت مضى للتقسيم وربما التدخل الخارجي، فوفقًا للمعلومات فإن الكتائب المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة والتي دخلت مصر على مدى الشهور القليلة الماضية لتعمل على دعم حكم مرسي والإخوان وإجهاض أي محاولة للانقلاب على هذا الحكم، ستقوم خلال الفترة المقبلة بالإعلان عن انشقاق وهمي في الجيش على غرار الجيش السوري الحر ليصبح هناك الجيش المصري الحر.

وستقوم الكتائب بارتداء زي الجيش المصري وإعلان بيانات ونشر أخبار وصور وفيديوهات عن تدريبات هذا الجيش المزعوم وبالفعل سيكون هناك تدريبات عنيفة لهذه الكتائب في صحراء سيناء.

وهذه الكتائب اسمها «كتائب الظواهري» وهى خاضعة للإشراف المباشر للدكتور «أيمن الظواهرى»، وتسللت إلى مصر خلال الشهور الماضية على دفعات، وبعضها دخل عن طريق سيناء بطرق غير مشروعة، في حين دخل بعضها الآخر بتأشيرات سياحية.

ومنذ يومين وصل الشيخ محمد خطاب وهو أحد المصريين الذين يديرون الجيش السوري الحر ويخططون لعملياته ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

خطاب لم يصل مصر لوحده فوفقا للمعلومات المتاحة وصل إلى سيناء أيضا 6 قادة من كبار قادة تنظيم القاعدة.

ووفقًا للمعلومات فهذه الكتائب تضم العديد من الجنسيات -«ليبيين» و«أفغان» و«باكستانيين» و«جزائريين» و«سعوديين» و«عراقيين»- ودخلت مصر على مدى الفترات الماضية.

وأشارت المصادر إلى أن كتائب الظواهرى هي إحدى الأذرع المجهولة التي تستخدمها الجماعة وتتحرك لتثير الرعب في مصر منذ أحداث الاتحادية في ديسمبر الماضي؛ وقتها كانت مهمة «كتائب الظواهرى» واضحة وتتلخص في أن تكون هذه الكتائب جيش ردع؛ لمنع الانقلاب العسكري المحتمل على الرئيس مرسي، وبما أن مرسي تم عزله فإن مهمة هذه الكتائب تغيرت وفقا لأرض الواقع وباتت أن تعيد مرسي للكرسي بأي ثمن كان.

ووفقًا للمعلومات التي حصلت عليها «فيتو» فإن الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام للجماعة هو المسئول الأول عن «كتائب الظواهري» في مصر، فهو من تولى الاتصال بمحمد الظواهرى شقيق أيمن، وتشير المعلومات إلى أن الاتصال بين أيمن الظواهرى والإخوان يتم عبر “محمد” شقيق زعيم القاعدة.

مسألة التواصل بين “القاعدة” و”الإخوان”لم يقم بها “محمد الظواهري” منفردًا، لكن هناك مجلسًا قياديًا يضم عبود وطارق الزمر وعاصم عبد الماجد وقياديًا آخر بالجماعة الإسلامية.

و”كتائب الظواهري” لا تعمل منفردة في هذا الشأن، فالمعلومات أشارت إلى أن هناك تنسيقًا واضحًا بين هذه الكتائب وفرقة "الردع” وفرقة “95” ومجموعة الـ«500».؛ ووفقًا للمعلومات فإن المسئول عن كافة هذه الترتيبات هو الدكتور محمود عزت.

لجنة المواجهة.

ويضطلع «عزت» بهذه المهمة؛ نظرًا لكونه رئيس “لجنة المواجهة” التي يشغل المهندس خيرت الشاطر منصب الأمين العام لها وتضم في عضويتها الدكتور محيى حامد عضو مكتب الإرشاد ومستشار رئيس الجمهورية السابق والدكتور محمد عبدالرحمن عضو مكتب الإرشاد بالجماعة، وكان الهدف من إنشاء هذه اللجنة وضع الخطط الخاصة بإفساد أي ثورة مستقبلية أو تمرد ضد النظام الإخوانى الجديد الذي حل بديلًا عن نظام الحزب الوطنى، وكان أول القرارات التي اتخذتها هذه اللجنة هو فض اعتصام “الاتحادية” بالقوة فيما عرف بالأربعاء الدامى في ديسمبر الماضي، وتدير هذه اللجنة فرقتين مخصصتين لاستخدام القوة المفرطة من جانب الإخوان وهما الفرقة ٩٥ وفرقة أخرى اسمها فرقة الردع وهي المعلومات التي انفردت فيتو بنشرها منذ أكثر من 8 أشهر مضت.

الفرقة ٩٥

تردد اسم الفرقة ٩٥ إخوان كثيرًا خلال الشهور الماضية، وعلى الرغم من نفى الإخوان لوجود هذه الفرقة إلا أن المعلومات التي حصلت عليها «فيتو» تؤكد أن هذه الفرقة موجودة بالفعل وهى فرقة مخصصة لأعمال “القنص”، وتلقى أعضاؤها تدريبات مكثفة على القيام بإطلاق الرصاص وبعض أفرادها كانوا يمارسون رياضة الرماية في أندية مختلفة منها أندية مدينة نصر ونادي الصيد ونادي الشمس ونادي سبورتنج بالإسكندرية.

في حين تلقى بعض أفرادها الآخرين تدريباتهم في غزة وخان يونس، والعدد الأكبر منهم ذهب إلى هناك بعد ثورة يناير وظلوا شهورًا تلقوا خلالها تدريبات مكثفة في الرماية والقنص والأعمال القتالية.

ووفقًا للمعلومات المتاحة فإن هذه الفرقة أوكلت لجنة المواجهة لها مهمة قنص بعض الرموز مثل الشيخ عماد عفت والدكتور علاء عبد الهادى ومحمد جابر “جيكا” والحسينى أبو ضيف ومحمد قرنى الشهير بكريستى.

فرقة الردع

الفرقة الأخرى التي تديرها لجنة المواجهة هي فرقة الردع وهى فرقة مدربة منذ زمن على الالتحام وتلقى أفرادها تدريبات في ألعاب المصارعة والتايكوندو والجودو والكاراتيه قبل الثورة، وبعد الثورة تلقوا تدريبات مكثفة في “القنص” في معسكر سرى أعدته لهم الجماعة بمنطقة الواحات. وتلقت قيادات هذه الفرقة تدريبات مكثفة في “وادى أرحب” باليمن وهو يقع تحت سيطرة القطب الإخوانى اليمنى الكبير الدكتور عبد المجيد الزندانى.

والقائد الميدانى لهذه الفرقة هو أسامة الطويل، وهو شاب إخوانى خريج كلية التجارة بجامعة عين شمس دفعة عام ٢٠٠٥ ويبلغ من العمر ٣٢ عامًا.

إصدار الأوامر

هاتان الفرقتان تقعان تحت الإشراف المباشر للدكتور محمود عزت نائب المرشد فهو وحده دون غيره صاحب القرار الوحيد في إصدار الأوامر لهما.

أعدت لجنة المواجهة الإخوانية خططًا ودراسات لتثبيت الحكم الإخوانى لمصر وتستهدف من خلال هذه الخطط تصفية الثورة والثوار في آن واحد، واعتمدت في خطتها هذه على جانبين، أولهما: العمل على إثارة الاشتباكات والمشاكل في أماكن التجمعات؛ لإجبار الثوار على الابتعاد عن هذه الأماكن، والثانى: أن تعمل اللجنة على إلصاق تهمة العنف بالثوار حتى يكرههم الشعب.

مجموعة الـ٥٠٠

ولتنفيذ مخططها اعتمدت لجنة المواجهة الإخوانية على الاستعانة بمجموعة أخرى مشكلة من ٥٠٠ بلطجى من المسجلين خطر، وهى ذات المجموعة التي كان يستخدمها الحزب الوطنى في موسم الانتخابات.

وكان آخر هذه العمليات هي التحرش بالفتيات واغتصابهن بميدان التحرير لتخويف “الفتيات” وإجبار أهاليهن على منعهن من الذهاب للميدان، لكن وضح جليًا أن عمليات التحرش والاغتصاب التي تمت كانت جماعية ومحددة وممنهجة أيضا وأن هذا الفريق يعمل وفقًا لخطة معينة ولتصدير صورة ذهنية سيئة عن المتواجدين بالميدان.

وهذه المجموعة لها دور آخر متمثل في قيامها باستخدام العنف وسط المتظاهرين والدخول في مشاجرات معهم وافتعال المشاكل في بعض الأحيان.

خطة مستقبلية

المعلومات المتاحة تؤكد أن لجنة المواجهة أعطت أوامرها لفرقة الردع بالقيام بأعمال عنف وشغب في الفترة القادمة تكون موجهة ضد بعض المصالح الحكومية؛ بالإضافة إلى تغيير استراتيجيتها لتبدأ تصوير الأمر على أنه انشقاق داخل الجيش.

المثير في الأمر أن الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام للإخوان الذي يدير منذ سبتمبر الماضي كافة العمليات التي يقوم بها الإخوان ولجانهم على الأرض اختفى قبل 30 يونيو بخمسة أيام كاملة وتشير المصادر إلى أنه يدير المعركة من خارج مصر.

" نقلا عن العدد الورقي"
الجريدة الرسمية