رئيس التحرير
عصام كامل

فلول الإخوان والحديث عن الإقصاء


بعد ساعات من سقوط الإخوان بثورة 30 يونيو العظيمة، انطلقت الأقلام والأصوات الزاعقة التي تسعى لإرجاعهم مرة أخرى إلى المشهد السياسي بحجج المصالحة أو عدم الإقصاء أو خلاف ذلك من مصطلحات يضللون بها العامة.. قلة من هذه الأصوات تنطلق من حسن النوايا، ولكن الأغلبية تنطوى تحت ما يسمى "فلول الإخوان"، ومنهم ليبراليون مزيفون يعملون مقاولين لجهات خارجية عدة.


أفهم أن الإقصاء هو حرمان مواطن من ممارسة حقوقه السياسية والدستورية كاملة، فهل نادي أحد بحرمان أي شخص مصرى من ممارسة هذه الحقوق؟.

كل ما ننادى به هو تحديد قواعد صحيحة للمشاركة السياسية تتماشى مع تطلعات شعب نحو بناء دولة عصرية والانطلاق نحو المستقبل... هل منع التداخل بين السياسي والدينى في أمريكا هو حرمان لليمين الدينى من ممارسة حقوقه السياسية؟.. الإجابة قطعا بالنفى.. ما نقوله إذن، إنه لكى تتقدم مصر وتنطلق للأمام عليها أن تأخذ بالقواعد الصحيحة للممارسة السياسية وهى كتابة دستور عصرى، يؤكد الحقوق الوطنية والدولية للمواطن، ويبتعد عن دينية الدولة، بما في ذلك منع الأحزاب الدينية والدعاية الدينية والشعارات الدينية والمرجعيات الدينية واستخدام دور العبادة في السياسة.. هل هذا إقصاء؟.

من حق المسلم والمسيحى والإخوانى والسلفى والشيعى والبهائى والملحد أن يمارس حقوقه الدستورية في المشاركة السياسية والترشيح لأعلى المناصب كمواطن مصرى، لكن الإخوان هم الذين أقصوا المصريين، سواء بالأخونة واحتكار معظم المناصب السياسية والقيادية أو من خلال إصدار قانون غير دستورى يحرم الكثيرين من ممارسة العمل السياسي بحجة إبعاد الفلول الذين أفسدوا الحياة السياسية، رغم أن الإخوان هم أكبر جماعة أفسدت الحياة السياسية في مصر على مدى عقود.

موضوع مشاركة الإسلاميين في الحكم إذن لعبة دولية كبيرة، ولهذا لا نستغرب دفاع الليبراليين المزيفين، التي امتلأت كروشهم من أموال هذا مشروع قطري برعاية سعد الدين إبراهيم.

لقد قلبت ثورة 30 يونيو العظيمة كل هذه الحسابات رأسا على عقب، وجميع الفرقاء (أمريكا-قطر-تركيا-التنظيم الدولى للإخوان-فلول الإخوان) الآن يدركون أن مرسي أصبح من الماضى ويريدون حماية التنظيم نفسه من السقوط والانهيار، ولهذا يستخدمون كلمات "المصالحة" و"عدم الإقصاء" وغيرها من الكلمات المنمقة من أجل حماية الإخوان ومواصلة دعم المشروع القطرى الأمريكى، حتى أن أمير قطر الجديد في مكالمة مع الرئيس أوباما ناقشا ضرورة مشاركة الجميع في العملية السياسة الجديدة في مصر.

هل يمكننا تصديق هؤلاء المرتزقة الذين يدعون توبة الثعبان- وياللأسف- بدعاوى الليبرالية المزيفة؟ الكرة في ملعب المصريين، فمن يوافق على عودة الثعبان لا يشتكى من لدغاته المميتة بعد ذلك.
الجريدة الرسمية