رئيس التحرير
عصام كامل

سوبر ماما.. "أم طارق" حكاية سيدة توفي زوجها فاحترفت الخياطة لتربية صغارها | فيديو

أم طارق في ورشة الخياطة
أم طارق في ورشة الخياطة

في كل منزل وخلف كل باب من أبواب بيوتنا المصرية الدافئة، ثمة بطلة ومقاتلة قوية وصبورة ذات قلب أبيض وروح هادئة، كست حياتها ومجهودها وعمرها من أجل صغارها من أجل أن تمر السنوات ويكبروا سريعا أمام عينها فترى بهما ثمرة جهودها لسنوات، والسيدة عزة عبدالمنعم أو "أم طارق" واحدة من تلك السيدات المصريات البطلات التي يجدر بنا أن تكون هي محور حديثنا عند حلول مناسبة عيد الأم.

تلك السيدة التي رحل عنها زوجها قبل حوالي 16 عاما وترك لها ثلاثة أطفال الأكبر لا يتعدى عمرها العشر سنوات فضلا عن مسئولية كبرى لم تتخيل يوما أنها ستلقى على عاتقها، فقبل رحيل الزوج كانت حياتها كالكثير من السيدات المصريات ربات البيوت، حياتها هي بيتها وزوجها فحسب، لم تخرج إلى سوق العمل من خلال مهنة "الخياطة" ولم تخرط في أي مجال من مجالات العمل المختلفة، ولكن بوفاة الزوج انقلبت حياتها رأسا على عقب وبدأت تسطر سطرا جديدا في حياتها.
حرصت فيتو على أن تقف على تلك التطورات لتنقل صورة ضمن عشرات الصور الأخرى لسيدات مكافحات يمكننا أن نطلق عليهن "سوبر ماما".

أم طارق تستحضر موهبة قديمة لتربية الأبناء

حين رحل الزوج كان الأبناء في مراحل مبكرة من أعمارهم، اثنين منهم في المرحلة التعليمية والثالث حديث الولادة، وكان الأب الذي عمل في مهنة الإرشاد السياحي ومرض فجأة ولم يحسب لهذا اليوم حساب، هو من ينفق وحده على البيت وبرحيله لم يكن معاشه يكفي لاحتياجات المنزل، باتت الأم تفكر في الطريقة التي يمكنها أن تفكر بها من أجل زيادة الدخل وأن توفر لأبنائها كل ما يحتاجونه،:"مكنتش عايزة حد منهم يحتاج حاجة ومقدرش أوفرها لهم"

ولأن الأم منذ الصغر كانت تحب تفصيل الملابس وتحاول من خلال ماكينة الخياطة الخاصة بالأم أن تجرب في هذه القطعة أو تلك كانت الحياكة أو الخياطة هي وسيلتها الوحيدة لتربية الأبناء، عكفت أم طارق قبل حوالي 15 عاما على تعلم التفصيل كلما استطاعت وتطوير ذاتها، اشترت ماكينة وأجرت محلا صغيرا أسفل العقار الذي تقطن به في منطقة فيصل في محافظة الجيزة، "بقيت أسهر اشتغل عليها وأفصل وأحاول أطور من نفسي وأصرف على العيال لحد ما كبروا ودخلوا المدرسة، كنت بنزل من بدري المحل والبنت تساعدني في عمايل الأكل وتوضيب البيت لما كبرت شوية". لدى أم طارق ولدان طارق ومحمد وابنة وحيدة وهي الكبرى "سارة".

تلك السيدة البسيطة التي لم تكمل تعليمها واكتفت بالمرحلة الإعدادية، ضربت مثالا جيدا وقويا للأم المصرية التي كرست كل حياتها لابنائها حتى انصهرت بهم وصاروا جزءا منها ومن روحها، تستمر أمام الماكينة لساعات طويلة وبالرغم من تقدمها في السن وضعف النظر والإرهاق الذي تخلفه تلك المهنة وبالرغم من ذلك تأبى أم طارق أن تترك تلك المهنة، قضينا معها يوما في محلها ومكيف تعامل مع زبائنها كيف كان هذا المكان الصغير العون لها بعد الله لكي ترب أبنائها فيكبرون هم ويحملون عنها بعض الحمل:"ولادي عايزين أرتاح بس الحياة غالية لازم نتشغل".


أمنية أم طارق

تتمنى السيدة أم طارق أن تصبح مالكة لمشغل تعمل به أكثر من ست ماكنات خياطة تستطيع من خلاله أن تضم لها فريق من الفتيات اليتيمات، هذا الحلم البسيط كثيرا ما يختمر في ذهن أم طارق ولكن سرعان ما يتبخر هذا الحلم عند النزول لأرض الواقع،:"المشغل عايز فلوس كتير نفسي ربنا يرزقني ويوسع عليا وهشغل البنات اليتمية، لأن البنت اللي بتفقج أبوها بتحس إنها بتواجه الدنيا لوحدها".
 

الجريدة الرسمية