رئيس التحرير
عصام كامل

أوكرانيا ويوم المرأة العالمي!

نعم العالم قرية صغيرة الآن.. وما يحدث في أى مكان  يدخل بيوتنا وبدون استئذان بل يمكن أن يؤثر ولو بنسب متفاوتة على العديد من المواطنين في أنحاء العالم.. وبقدر المصالح المرتبطة بنقاط النزاع يكون الاشتعال  وحجمه وأطرافه من جهة وأهمية التوصل إلى حلول من ناحية ثانية.. نعم هناك لغات متعددة للحوار في أى نزاع.. نعم لغة القوة ولغة المصالح  هي الأعلى ولكن لغة الاقتصاد هي الأعلى صوتا والأكثر تأثيرا، وهذا ما يحدث الآن في حرب روسيا وأوكرانيا؟ 

لنترك كل المفردات التي يسوقها الغرب لتبشيع صور روسيا وتحويل أوكرانيا إلى ملايين اللاجئين والمرعوبين والخائفين والمطاردين وقد يكون بعضها حقيقى، أو حتى جزء منه مصنوع لتسويقه إعلاميا ليدخل ضمن الحرب الاعلامية من خلال الأداة الاعلامية الضخمة للغرب، لكن ومع ذلك رب ضارة نافعة.. علينا انطلاقا من مصالحنا التوقف عند العديد من القضايا والدروس.

أولا: أهمية الاكتفاء الذاتي وفى مقدمتها المواد التموينية الاستراتيجية مثل القمح والذرة وزيت الطعام  والسكر.. الخ وتشكل عصب الحياة اليومى.. وحسنا تفعل الدولة الآن بعد أن أشار إلى ذلك بصراحة الرئيس السيسى في أكثر من لقاء علني. 

ثانيا: عمل منصات اعلامية قوية وأخرى للتواصل الاجتماعى من خلال شبكة الإنترنت وبعيدة عن سيطرة الغرب، فقد حدثت أكثر من بروفة  أصيب العالم فيها بالشلل بعد تعطل جوجل أو الواتس آب أو حتى الفيس بوك وما يحدث الآن مع روسيا بروفة أخرى.

نعم هذا أكبر من إمكانية دولة واحدة من أصحاب الميزانيات المحدودة لكن إذا توفرت الإرادة سيتم ذلك، بالتعاون والتنسيق والمشاركة وعلينا دعم بعض الوسائل الروسية أو الصينية أو غيرها في هذا المجال حتى نتغلب على أى حصار فلا يمكن وضع كل البيض في سلة واحدة.. نعم لا يستطيع أحد الآن أن يعيش بمعزل عن الغرب، لكن علينا العمل على توفير ما يضمن لنا الحياة والاستقرار لأكبر مدى ممكن إذا تكرر ما يحدث الآن في الحرب الروسية الأوكرانية وتنويع مصادر التعاون وهو ما تفعله الدولة المصرية منذ تولى الرئيس السيسى الحكم حيث العلاقات متنوعة شرقا وغربا.

ثالثا: علينا وضع السيناريوهات المستقبلية لكل الاحتمالات على المدى المتوسط والبعيد  خاصة في حال انتقال العالم إلى حقبة جديدة وهى حقبة الأقطاب المتعددة.. أين سنكون ومع من نتحالف ومع من تكون أكبر مصالحنا.. وبأى قدر سنساهم وهى مصادر قوتنا الحالية والمتنامية.. الخ من قضايا حساسة مكانها مراكز الأبحاث واستشراف المستقبل.

يوم المرأة العالمى

إذا كان العالم يحتفل بيوم عالمى  للمرأة الآن وإذا كنا نحتفل محليا في 21 مارس بعيد الأم.. أعتقد من المناسب التفكير في يوم مصري للمرأة ولتكن نماذجه من النماذج المضيئة الحقيقية التي لا يقترب منها الإعلام  ومغموسة ببحار العرق والكفاح.. من يذهب الآن إلى أى قرية مصرية ويرى بعينه أمهات أو سيدات اقتربن من الستين والسبعين والثمانين ومازلن يذهبن كل يوم للحقل كى يكونوا سند للرجل الذى قد يكون: الأب أو الزوج أو الإبن.

كم شاهدت بنفسى العديد من النساء وهن يربطن جلابيبهن على وسطهن و"يعزقن" بالفأس أو يقطعن البرسيم بـ"الشرشره" أو الذرة أو يعزقن الزرائب أو يسرحن بالغنم أو.. أو.. الخ. ومايحدث في الريف تجده في المدينة من عاملات في المصانع أو بائعات في الأسواق.. الخ 

طبعا أنا لا أتحدث عن الطبقات المتعلمة لكن ينصب حديثى اليوم عمن يخضن الحياة بفطرتهن ودون شعارات! لم تكن هذه الدعاوى التي هاجمت المجتمع المصرى منذ أكثر من 60 عاما قد جاءت وحاولت تمزيق الأسرة المصرية بكل الوسائل وحرمان المجتمع من جهد ووجود المرأة  وتحت شعارات مختلفة منها ما يتمسح بعباءة الدين أو من يرددن كالببغاوات شعارات حرية المرأة وتحريرها من قبضة الرجل.. وكانت النتيجة ما نراه الآن من ارتفاع نسب الطلاق وتفسخ في الأسر وزيادة في التحرش وقهر متعدد..

زمان.. كانت  المراة   في كتف الرجل وفى ظهره بمعنى الكلمة، ولم يكن أى منهن يقول: ده بتاعى وده بتاعك.. كان الهدف واحد هو الأبناء أو الأسرة لذلك كانت كلمة الطلاق غير موجودة تقريبا من ندرة استخدامها في المجتمع المصري. كان الرجل هو السيد وكانت المرأة هي الحرمة بمعنى الحرام الذى لا يمكن الاقتراب منه.

لم يكن صوت المرأة أو وجهها عورة.. بل كانت قدس الأقداس، كان الرجل يكرم أحيانا لو أخطأ بسبب أنه معه حريم.. بإختصار كان الكل معجون بالقيم ومشغول بالعمل والعرق ولا وقت لديه يقضيه مع العبث والشيطان حتى وفدت علينا هذه الدعاوى من كل حدب وصوب..

تعالوا نعيد الاعتبار ليس للمرأة ولكن للرجل أيضا بإزالة أى منغصات تحط من رجولته فلا يجد إلا المرأة ليحط عليها همه! أذكر مشهد رائع من فيلم أيام السادات وهو يقول ردا على سؤال جيهان السادات: هي المرأة ملهاش حقوق! وكان رد السادات عبقريا كما جسده أحمد زكى: ولا الرجل!باختصار الاحتفال بالمرأة ضرورة كى نعيد الاعتبار للرجل لنحتفل في النهاية بأسرة مستقرة وأولاد أسوياء ومصر عريقة.

كلمات لها معنى: 

المريض يكره الدواء المر الذى يشفى من المرض.. نحن نريد من يخدعنا ويضحك علينا..علشان كده النفاق طعمه حلو.. والحقيقة لا تجعل لمن يقولها صاحب!!

مثل شعبى عبقرى: علشان تشترى الدهب من اللى غاويه.. لازم تكرهوا فيه!

yousrielsaid@yahoo.com

الجريدة الرسمية