رئيس التحرير
عصام كامل

صحيفة برازيلية تكشف تفاصيل الرقابة الأمريكية على الهواتف بأمريكا اللاتينية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

نشرت صحيفة برازيلية مقالا قالت إنه يستند إلى وثائق زودها بها المحلل الاستخباراتي الأمريكي السابق إدوارد سنودن، وتؤكد أن الولايات تجمع بيانات المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني من دول عدة في أمريكا اللاتينية من بينها حلفاء مهمين مثل البرازيل وكولومبيا والمكسيك.


وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في سياق تقرير نشرته اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني، أن صحيفة "أو جلوبو" قالت إن الوثائق تظهر تجميع وكالة الأمن القومي الأمريكية بيانات عسكرية وأمنية من دول كفنزويلا، وهي عدو للولايات المتحدة اتهم بمساعدة المتمردين الماركسيين في كولومبيا وبالحفاظ على علاقات وثيقة مع إيران.

لكن الوثائق تظهر أيضا أن الوكالة نفذت عمليات مراقبة للتفتيش في معلومات تجارية حول صناعة النفط بفنزويلا وقطاع الطاقة في المكسيك الذي يخضع لسيطرة الدولة ومغلق بشكل أساسي أمام الاستثمار الأجنبي.

ورفض المسئولون الأمريكيون تناول قضية تجميع المعلومات الاستخباراتية أو تقرير أو جلوبو، ولم يصدروا سوى بيان للقول: "كنا واضحين فيما يخص أن الولايات المتحدة تجمع معلومات استخباراتية أجنبية من النوع الذي تجمعه كافة الدول".

وجاء التقرير بعد أن نشرت ذات الصحيفة البرازيلية يوم الأحد الماضي مقالا يزعم أن البرازيل هدف كبير لجهد وكالة الأمن القومي الأمريكي للرقابة على الاتصالات.

وأفادت الصحيفة بأنه في تجميع البيانات بالبرازيل، اعتمدت الوكالة على تعاون شركات الاتصالات الأمريكية والبرازيلية برغم عدم ذكر أسمائها.

ويتزامن هذا الكشف عن عمليات الوكالة الأمريكية في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية مع أنباء من روسيا حول وجهة سنودن الذي يعتقد أنه في أحد مطارات موسكو.

وقال أليكسي بوشكو، وهو مشروع روسي بارز، أمس الثلاثاء، عبر تغريدة على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي: "سنودن الذي كان موظفا بوكالة الأمن القومي الأمريكية وافق على عرض تقديم اللجوء الصادر عن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يوم الجمعة الماضي".

وفي برازيليا، ذكر وزير الاتصالات بأولو برناردو للصحفيين أن توماس شانون السفير الأمريكي لدى البرازيل نفى في اجتماع قيام الولايات المتحدة بعمليات مراقبة على الاتصالات البرازيلية.

وأخبر شانون برناردو أيضا بأن بلاده لا تعمل مع مشغلي اتصالات برازيليين.

وأثار هذا الكشف حفيظة البرازيل ودول أخرى متعددة في أمريكا اللاتينية بسبب الدعم الأمريكي في الماضي لدكتاتوريات سيئة السمعة اشتهرت برقابتها على شخصيات معارضة والتنصت على هواتفهم.

وقالت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، التي سجنت وعذبت على يد الدكتاتورية التي حكمت البرازيل في فترة سبعينيات القرن الماضي، إن حكومتها ستعرب عن القلق لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وعلقت روسيف على القضية يوم الإثنين الماضي قائلة: "موقف البرازيل حيال هذه القضية واضح وصارم جدا.. فنحن لا نوافق مطلقا على مثل هذا النوع من التدخل ليس فقط في البرازيل بل في أي دولة أخرى".

وأضافت روسيف أن التأكيدات في تقرير "أو جلوبو" حول البرازيل تحتاج إلى تحقيق بدون إصدار أحكام مسبقة.
الجريدة الرسمية