رئيس التحرير
عصام كامل

ما المعنى الحقيقي للحديث الشريف "إن الله خلق آدم على صورته"؟

الشيخ عطية صقر
الشيخ عطية صقر

كثرت الأقوال والأحاديث عن خلق آدم عليه السلام من الطين وأن الله صوره على صورته فما معنى هذا التصور؟ أجاب الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف فقال: روى البخارى في كتاب الاستئذان ومسلم في بيان صفة الجنة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (إن الله خلق آدم على صورته) وفى رواية مسلم (خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا) وفى آخرها "فكل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الان). 
والضمير في قوله صورته يصح ان يكون راجعا إلى الله سبحانه وتعالى، أي خلقه على صفة الله من الحياة والعلم والسمع والبصر وغيرها، أو يكون راجعا الى آدم، أي أن الله أوجده على هذه الصورة والهيئة التي خلقت عليها لم تنتقل في النشأة أحوالا، ولا تردد في الأرحام أطوارا كذريته، بل خلقه رجلا كاملا سويا من أول ما نفخ فيه الروح.

مذهب النشوء والارتقاء 

وهذا التفسير يرد على الطبيعيين والماديين أصحاب مذهب النشوء والارتقاء الذين يزعمون ان آدم أصله قرد تطور حتى صار بهذا الشكل، واذا كانت هناك غرابة في طوله وهو ستون ذراعا كما رواه البخارى ومسلم فإن أثر البيئة عل طول الأجسام وقصرها معروف في كثير من المناطق في العالم كله، والمسافة بين خلق آدم وبعثه الرسول فوق ما نقل عن الاخباريين من اهل الكتاب الذين قالوا ان عمر الدنيا سبعة الاف سنة.على ان للذراع معايير مختلفة فقدر بقبضة النصل او السيف او الرمح وقدره البعض بخمسة سنتيمترات فيكون طول آدم ثلاثة امتار وهو معقول.


يقول الامام الغزالى في كتابه " الاملاء على إشكاليات الإحياء " تعليقا على هذا الحديث ان للعلماء فيه وجهان فمنهم من يرى للحديث سببا، وهو أن رجلا ضرب غلامه فرآه النبى صلى الله عليه وسلم فنهاه وقال (ان الله تعالى خلق آدم على صورته )وتأولوا عود الضمير على المضروب.
والوجه الاخر ان يكون الضمير الذى في "صورته " عائدا الى الله سبحانه وتعالى، ويكون معنى الحديث ان الله خلق آدم عل صورة هي الى الله سبحانه، وهذا العبد المضروب على صورة آدم فهو على الصورة المضافة الى الله تعالى.
 

الجريدة الرسمية