رئيس التحرير
عصام كامل

"الجيش الفرعوني" تاريخ يعرفه العالم.. "مينا" أسس قواعده.. بدأ رسميًا في عهد الأسرة الثالثة.. أبرز المهام كانت في سيناء.. قوات "رمسيس" تلقن الحيثيين والرومان والإغريق دروسًا لا تنسى

الجيش الفرعونى قديما
الجيش الفرعونى قديما

منذ أكثر من آلاف السنوات، كانت مصر مقسمة إلى مملكتين "شمال وجنوب" تتحاربان، إلى أن جاء الملك "مينا موحد القطرين" عام 3200 ق.م ووحدهما في دولة واحدة.


واشتهر الملك مينا بمقولة: "الجيوش في حياة الأمم هي سندها ومصدر أمنها والسياج الذي يحميها في حربها وسلمها، ومنذ عصور ما قبل التاريخ والإنسان المصري يتخذ كل الوسائل للدفاع عن نفسه".

نجح مينا قبل آلاف السنوات في إعلان مملكة تضم "الدلتا والصعيد" تعيش على نهر مشترك وهو "نهر النيل"، وفى هذه المرحلة ظهرت الحاجة إلى تكوين جيش نظامي يستطيع به "مينا" القضاء على الفتن.

وفى بداية حكم الأسرة الثالثة عام 2686 ق.م، تعرضت مصر لغارات على حدودها من قبل البدو فسارع زوسر بوضع اللبنة الأولى لبناء جيش مصري ثابت وهو الأول في تاريخ العالم، وتولى زوسر الفرعون بنفسه قيادة هذا الجيش، وكان الجندي يسمى ""نفر" أي الشاب المتباهى.

وكان لمصر القديمة أسطول ضخم يتكون من عدد كبير من السفن، وكان بالجيش إدارة تسمى "بيت الأسلحة" ويتبعها أقسام التموين والتسلح وبناء سفن الأسطول والمكاتبات العسكرية.

ولكل إقليم في مصر آنذاك حاكم خاص له جيش خاص لحماية الإقليم وفرض السيطرة على أجزائه، واشتمل الجيش على حملة الرماح، وفي هذه الآونة كلف الجيش بمهام سلمية، تمثلت في مصاحبة البعثات التي كان الفرعون يرسلها لسيناء لإحضار الموارد من معادن وحجارة لبناء المعابد، كذلك مصاحبة البعثات البحرية التجارية لشواطئ البحر الأحمر ولبنان للتجارة، أما المهام العسكرية فتمثلت في حملات الغزو والفتح في منطقة جنوب مصر بالنوبة.

وفي الدولة الوسطى أصبح للجيش ضباط متفرغون يدربون الجنود وأصبح لهم زى وتسليح موحد، حيث كان الجيش المصري في جميع الأسر من أقوى الجيوش، وتحديدًا في الدولة الحديثة، حيث هزم المصريون الحيثيين والرومان والإغريق في سلسلة حروب للملك المصري رمسيس الثاني.

لم يكن الجيش المصري منذ العصر الفرعوني يعتمد على المرتزقة الأجانب، لكنه كان يعتمد على الاستدعاء والخدمة الإلزامية أثناء الحرب فكان الجيش المصري بكامله مصريين ولا يحتوي على أي عناصر أجنبية أخرى.

ابتداءً من عصر بناء الأهرامات كان المصريون مجندين إجباريًا في بناء وتشييد المباني موسميًا أيام الفيضان والأغنياء كانوا يدفعون البدلية لإعفائهم.

كما كانت أسلحة الجنود في المملكة القديمة بدائية وكانت مصر بمنأى عن الحروب الخارجية في هذه الفترة القديمة لمناعتها الطبيعية، ولأن المجتمع المصري بطبعه، ليس عدوانيًا ضد الغير، وجيشها كان خدمة إلزامية أثناء الفتن والحروب الداخلية، إذ ينقل الجنود عبر النيل في قوارب لمناطق الصراع والأزمات المحلية أيام الدولة القديمة.
الجريدة الرسمية