رئيس التحرير
عصام كامل

يوميات أسر رابعة العدوية تحت حصار الإخوان

فيتو

سكان رابعة العدوية، تلك المنطقة التي حوصرت وتضم شوارعها الرئيسية والجانبية الفريق المؤيد لشرعية أسقطها شعب بأكمله بعد أن تيقن من سوء اختياره.


تحكي رنا محسن، محاسبة، معاناتها منذ انتقالها لشقتها المطلة على ميدان رابعة العدوية قبل شهور معدودة، وأنها لم تكن تعرف أنها انتقلت لشبه ثكنة إخوانية، وأنه يأتي اليوم الذي تخشى فيه على أبنائها من مجرد النظر من النافذة، لا لأن شيئا خطيرا يحدث، لكن لعجزها عن الإجابة عن تساؤلاتهم الخاصة بالحرية والديمقراطية، وأن الشعب الذي اختار الرئيس من حقه أن يعترض على أفعاله المخالفة للأهداف التي جاء من أجلها.

أما عادل حسني طبيب، فيحكي معاناته قائلا: "أشعر أنني وأسرتي مهددان في كل لحظة بهجوم مجهولين علينا، وأحيا في صراع ضمير، فأنا طبيب ومهمتي علاج المرضى والمصابين، لكن في نفس الوقت فأنا معترض على ما يحدث، وكيف لي أن أسعف مصابا وأنا أشعر بالريبة في أمره، وأنه تعدى على الجيش المصري، لكني فضلت أن أتعامل على أساس الأمانة المهنية فإذا وجدت مصابا أسعفه وأترك أمره لله هو الأعلم بضميره".

وخالد عادل طالب ثانوية عامة: "كم كنت أتشوق أنا وأصدقائي للانتهاء من امتحانات الثانوية العامة، لبدء التجهيزات لشهر رمضان المبارك كما اعتدنا كل عام، حتى أن الصغار يمرون على الشقق السكنية ليجمعوا "العيدية" التي نصنع منها الفوانيس الخشبية الكبيرة، ونزين مداخل العمائر السكنية، واللمبات الملونة، والمطبوعات التي تذكر بفضل الشهر الكريم".

ويضيف: "إننا حرمنا في هذا العام من كل هذه الطقوس الرمضانية، حتى أننا فقدنا البسمة المشرقة، وانقسمت أنا وأصدقائي بين مؤيد ومعارض، وأصبحت المشاحنات السياسية والاتهامات الدينية المحور الرئيسي لأي تجمع، ومع شديد الأسف كما أن التعصب وافتقاد آداب الحوار سمة الكبار، أصبح أيضا السمة المميزة لأي نقاش يدور بيننا، حتى أننا انقسمنا إلى جزء يجلس في ميدان رابعة، والآخر في الاتحادية، وأخشى أن يضطر أحدنا رفع يده على الآخر في يوم من الأيام".

وتقول أسماء عادل طالبة جامعية: "سبحان الله أنا لم أكن محجبة إلا أن معلمتي في مسجد رابعة العدوية بطريقة الدعوة الحسنة أن الحجاب فرض، وأنها تريد مني أن أكمل النقص الذي أعانيه، فأنا على حد وصفها والحمد لله خلوقة وأسعى للاستزادة من ديني، ومشكلتي الوحيدة كانت في أنني كنت أرى نفسي صغيرة على ارتداء الحجاب، وأن الله يغفر لي ما دمت أواظب على الصلاة والصيام".

وتستطرد: "لكني الآن أصبحت أخشى النزول، فأنا لا أرتدي النقاب أو الخمار، وثيابي تعتمد على البنطلون، والسيدات في الميدان تعتبر هذه الملابس جريمة، وأعود مع أمي من العمل مسرعتين قبل صلاة الظهر تخوفا من حدوث أي صدام، كما نشتري كل احتياجاتنا من منطقة مجاورة ونحملها بأيدينا، فأعداد الإخوان الهائلة لا تتناسب مع الأعداد القليلة للسوبر ماركت، وتمنعنا من ركوب السيارة في المساء".
الجريدة الرسمية
عاجل