رئيس التحرير
عصام كامل

عدو السعادة يحارب شجرة

أجواء احتفالية جميلة، وشعور بالتفاؤل يتسلل إلى القلوب مع احتفالات الكريسماس ورأس السنة الميلادية، تتزين المولات والشوارع والفنادق بديكورات تتناسب مع أعياد الميلاد ولكن وسط كل هذه السعادة تجد هؤلاء الذين يكرهون الفرح، يغضبهم أن ترتسم السعادة على وجوهنا، ويرغبون في البكاء في وقت الفرح، لذا لم يكن مستغربا أن يخرج أحدهم ليعلن عن غضبه من الاحتفالات محذرًا لنا وكأننا قد خرجنا من الإسلام، متناسيًا أن دار الإفتاء نفسها قد ردت كثيرًا على هذه الدعاوى المضللة، وهي أمور لم تكن تحتاج إلى تأكيد في الأساس لولا وجود بعض الحاقدين والموتورين الذين يظنون أن أفعالهم قادرة على إفساد فرحتنا.

وأعتقد أن هناك رابطا مشتركا بين من يغضبه سعادة المصريين بمظاهر الفرح بالكريسماس واستقبال العام الجديد، وهؤلاء الذين تلقي عليهم السلام قائلًا (صباح الخير) فما يكون ردهم إلا بنبرة عتاب ولهجة لوم قائلين (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) وكأنك أخطأت في حقهم عند انتقاء كلمات مغايرة لما توقعوه في تمنياتك لهم بصباح جميل، وهو غالبًا ذاته الذي يتعمد الدخول على فيديوهات الأغاني على موقع يوتيوب ليذكر الجمهور في التعليقات بالموت وعذاب القبر، في مخالفة لسياق المحتوى المعروض، وكأنه يلومهم على الاستماع للموسيقى..

وغالبًا ذلك الذي يحرم علينا الفرحة هو نفسه الذي يجلس في الأماكن العامة وعربات القطارات ليقوم بتشغيل الأدعية بصوت مرتفع، رافضًا استخدام سماعات الاذن أو احترام خصوصية الآخرين، في تأكيد على رغبته في فرض اختياراته وأفكاره على غيره. وهو نفسه الذي يتدخل في حياة الآخرين، ويراقب أفعالهم، وحيائه يخدشه إذا شاهد فتاة ترتدي ملابس قصيرة لكنه لا يشعر بالحياء إذا تحرش بها!

هذا الكائن عدو السعادة يعيش وسطنا بجميع تشوهاته وتناقضاته التي جعلت منه بمثابة مرض في جسد المجتمع، يحزن إذا وجدنا في حالة من السعادة، يُقهر إذا وجدنا نبتسم أو نضحك أو نؤمن بأن القادم أفضل والأمل قائم. لكنني أثق أن هؤلاء بمثابة القلة التي لا تستطيع أن تعكر صفو الأغلبية خاصة وقد لفظهم الناس وكشفوا ألاعيبهم المتكررة.. 

 

 

لذا لن ننشغل كثيرًا بهؤلاء المتطفلين.. الكارهين للسعادة.. سنقوم بتزيين أشجارنا.. وإنارة السعادة من حولنا.. نحتفل بالكريسماس بنفس البهجة التي نحتفل بها بالمولد النبوي الشريف.. نفرح باستقبال العام الجديد بنفس فرحتنا بقدوم شهر رمضان.. نعلق الزينة على أشجار الكريسماس بنفس اللهفة التي نعلق بها فوانيس رمضان.. وكل عام وحضراتكم بخير وسعادة.

الجريدة الرسمية