رئيس التحرير
عصام كامل

يحيى حقى يناقش الحزن في رباعيات صلاح جاهين

الشاعر الفنان صلاح
الشاعر الفنان صلاح جاهين

دخل الشتا وقفل البيبان ع البيوت / وجعل شعاع الشمس خيط عنكبوت / وحاجات كتير بتموت في ليل الشتا / لكن حاجات أكثر بترفض تموت.. هذه هي إحدى كلمات رباعيات صلاح جاهين التي بدأ كتابتها عام 1959 واستمر فيها على مدى اربع سنوات حيث اكتفى بما كتب في ديسمبر عام 1962 وقد بلغ عددها 150 رباعية نشرها رباعية رباعية في كل عدد من أعداد مجلة صباح الخير.


كما كتب الأديب يحيى حقى في كتاب رباعيات صلاح جاهين يقول:الرباعية هي كلمات قصيرة تتناول في العادة موضوعا بعينه لكنها عند كاتبها تحتوى تجربته في الحياة ورؤيته للعمر والدنيا والقدر ومصير الانسان دون ان يجمعها فكرة واحدة وانما جاءت الرباعية كومضة متألقة وتقول الرباعية الأولى: مع ان كل الخلق من أصل طين /وكلهم بينزلوا مغمضين / بعد الدقايق والشهور والسنين / تلاقى ناس أشرار وناس طيبين.

أفضل القوالب الشعرية 

ويضيف يحيى حقى ان رباعيات صلاح جاهين ـ ولد فى مثل هذا اليوم ـ هي افضل القوالب الشعرية للفليسوف الذى يريد عوض فكره ومذهبه في شكل ومضات متألقة، فرباعيات صلاح جاهين هي صلاح جاهين..لكن اياك ان تظن انك تستطيع ان تتبين اعماقه فهذا الحصى اللامع الذى تظن انه في متناول يدك انما هو غارق في قاع سحيق، وهذه الرباعيات ماهى الى تعبير عن حزن مؤلفها على كثير من الاوضاع حوله يناقشها بأسلوب اليم لكنه ساخر.

بين الدعابة والحزن 

رباعيات جاهين كلها نزهة جميلة يخالط دعابتها حزن دفين لكنه رقيق يضع يده في يد الامل فقال: سهير ليالى وياما لفيت وشفت / وفى ليلة راجع في الظلام قمت شفت  / الخوف كأنه كلب سد الطريق / وكنت عاوز اقتله بس خفت.


ولأن صلاح جاهين كان يخاف من العدم والفناء وظهر ذلك في كتاباته فهو يرى ان العيش ليس الحياة فحسب بل هو المتعة في هذه الحياة فكتب يقول:احب أعيش ولة حتى في الغابات / أصحى كما ولدتنى أمى وأبات / طائر حيوان حشرة بشره بس أعيش / محلا الحياة حتى في هيئة نبات.

الحزن المكتوم 

ويقول يحيى حقى: يصف صلاح جاهين نفسه بالبهلوان تارة وبالمرح أخرى الا ان النغمة الغالبة على رباعياته هي الحزن المكتوم وهو الذى يجمع بين الناس جميعا لأن صاحب الحزن قد مسته الحياة بضر في صحته او في عواطفه او رزقه واماله وقد اصبح هذا الحزن مألوفا لكن جاهين يأخذه بالسخرية فكتب يقول / ياحزين ياقمقم تحت بحر الضياع / حزين انا زيك وايه مستطاع / الحزن مبقالوش جلال ياجدع / الحزن زى الصداع والبرد.

دعوة للتفاؤل 

يرى جاهين ان الأصل معدن خسيس يمثل الشر وفى قلب كل انسان مضغة منه فيقول:يامشرط الجراح امانة عليك / وانت في حشايا تبص من حواليك / فيه نقطة سودا في قلبى بدأت تبان / شيلها كمان والفضل يرجع ليك.

وقال أيضا في دعوة للتفاؤل والتحذير من الحزن الطويل: حاسب من الأحزان وحاسب لها / حاسب على رقابيك من حبلها / راح تنتهى ولابد راح تنتهى / مش انتهت احزان من قبلها.
 

الجريدة الرسمية