رئيس التحرير
عصام كامل

الفنانة الأردنية صبا مبارك: تدخين الفتاة للسجائر ليس عيبا.. والنقاب ليس فضيلة | حوار

صبا مبارك
صبا مبارك

"بنات عبد الرحمن" استغرق 7 سنوات.. ولا أبحث عن التريند
تعرضت للظلم وحوربت كثيرا ولكن تحديت نفسي لأصل إلى ما أريد
أجسد دور طبيبة إيزيدية يقبض عليها الدواعش في مسلسل ليلة السقوط 
أنتظر عرض مسلسل عنبر 6 مع المخرج على العلي وأتحدث خلاله باللهجة اللبنانية
دوري في فيلم أميرة ليس مغامرة وطموحًا كنت أسعى لتحقيقه
ليس بالضرورة أن يكون الفن رسالة ولسنا سياسيين ولا مصلحين اجتماعيين

 

حالة من الجدل أثارتها الفنانة الأردنية صبا مبارك بفيلمها الجديد بنات عبدالرحمن الذي يشارك في الدورة 43 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولي، حيث لعبت شخصية فتاة منتقبة ارتدت النقاب بالقوة، وعندما أتيحت لها الفرصة قررت خلعه، وأن تعيش حياتها كما تريد.  


صبا مبارك كشفت خلال حوارها مع فيتو السبب الحقيقي وراء موافقتها على فيلم بنات عبد الرحمن، وهل توقعت أن يكون العمل قاعدة جماهيرية كبيرة إن تم عرضه تجاريا بعد عرضه بمهرجان القاهرة السينمائى الدولي. 


وبرغم أن مؤلف ومخرح العمل يعيش بأمريكا بشكل كامل إلا أن صبا مبارك كشفت طريقة التواصل بينهما كي يعرض عليها بنات عبدالرحمن العمل الذي اعتبرته نقلة فنية كبيرة في تاريخها الفني مشيرة إلى إنها لا تهتم بالترتد أو صناعه، ودائما ما تبحث عن العمل الذي يكون بمثابة تغيير كبير لها وإلى تفاصيل الحوار:


* بداية..كيف وجدت الدورة 43 لمهرجان القاهرة السينمائى ؟

مهرجان القاهرة من أهم المهرجانات العالمية، وله مكانة خاصة في قلبي، وأنا اعتز به دائما وأكون حريصة كل عام على التواجد به ومشاهدة الأعمال السينمائية وتبادل الثقافة بين الجميع.

 

*كيف استقبلت خبر مشاركة فيلمك بنات عبدالرحمن في مهرجان القاهرة السينمائى؟

قمنا بتصوير العمل فيما يقرب من ثلاثة أشهر، وكان متوقعا أن يكون العمل مشاركا في المهرجانات الفنية، ولكن لم أتوقع أن يشارك العمل في دورة مهرجان القاهرة السينمائى بدورته 43، وسعدت كثيرًا بعد معرفة خبر مشاركته.

 

*وما السبب وراء موافقتك على المشاركة في فيلم بنات عبدالرحمن؟

منذ أن عرض علي العمل، وكنت انتظر السيناريو لأنني من خلال ريفيو العمل أعجبت به كثيرا، وخاصة بعد أن اطلعت على السيناريو وقمت بقراءة الشخصيات داخل النص المكتوب، ووجدت نفسي في أغلب أحداث العمل، وكل شخصية وصفتها بأنها مرعبة بشكل كبير، لأنها تملك عددا كبيرا من أحداث العمل.

 

*هناك أمر غريب كيف كان التواصل بينك وبين مخرج العمل ومؤلفه وهو يعيش في أمريكا بشكل دائم؟

هذا الأمر به قصة، فعندما هاتفني مخرج ومؤلف العمل زيد، وقال لي إنه يريد مشاركتي في العمل كي يحصل على شهرة به، ويستطيع بيع المشروع، ترك لي حرية اختيار أي شخصية من الشخصيات الأربعة كي أقدمها، وأنا اخترت شخصية الفتاة المنتقبة لأنني لم ألعب شخصيتها من قبل، ومن ثم توالت الخطوات ليصبح مشروعي الإنتاجي، وانضمت لنا فيما بعد شقيقتي المنتجة ٱية وحوش، التي أتوجه لها بالشكر كثيرا على مجهودها.

 

*هل استغرق تحضير الفيلم فترة طويلة؟

تحضيرات العمل بدأت منذ ما يقرب من 7 أعوام، لأنه استغرق سنوات عديدة في الكتابة مع المؤلف والمخرج زيد أبو حمدان، وتم تغيير عدد من أحداث العمل خلال هذه السنوات التي مضت.

 

*لكن من الممكن أن تتعرضي للهجوم بسبب تناول فتاة منتقبة تشرب السجائر خلال أحداث العمل؟

العمل به عدد من الرسائل العديدة، ولابد أن يفهمها الجمهور أولا، وأولها أن الفتاة ارتدت النقاب ليس بإرادتها، وعندما أصبح لديها القوة واتخاذ قرار نفسها قررت خلع الحجاب، وهذا من أهم رسائل العمل، وثانيا أن السجائر ليست مادة خام للهجوم، فذلك الأمر متعارف عليه في مجتمعنا الأردني وليس شيئا غريبا.


*صبا مبارك هل يشغلها أن تكون ترند؟

نهائيًا أنا لا أحب أن اكون ترند ولست من الشخصيات التي تحب الافتعال لتصبح تريند، وأنا مؤمنة بكل أحداث فيلم بنات عبدالرحمن ولا يوجد في العمل ما يجعلني أخاف من الهجوم عليه بالعكس أنا قدمت عملا به رسائل مهمة للجمهور.

 

* نجاح العمل بمهرجان القاهرة السينمائى أمر متوقع هل تتوقعين أن يكون له نصيب من النجاح في دور العرض؟

نجاح العمل يدور العرض السينمائية متوقف على عوامل كثيرة، ولكني لمست نجاح العمل مع الجمهور أثناء حضوري عرضه الأول معهم، وكان كل طموحي أن أشارك بفيلم فني وتجاري ناجح بنفس الوقت، والتحدي الأكبر أن يكون ذلك النجاح بمصر، لأن الجمهور المصري لا يستمع للعديد من اللهجات لغالبية الأعمال المصرية المقدمة، فنحن العرب نستمع للهجة المصرية بكثرة وليس العكس.

 

*علمنا أن هناك دوبليرة قامت ببعض مشاهدك في العمل هل هذا حقيقي؟

حقيقي ولكن لم تكن مشاهد عديدة قامت بها، ولكنه مشهد واحد فقط، كان عبارة عن القيادة بشكل سريع، في نهاية طريق توجد به حيوانات كثيرة لا بد من ظهورها بالفيلم، وأصابني خوف شديد تجاههم تحسبًا من دهسهم.


*هل تتجه صبا مبارك في الفترة القادمة لتقديم عدد من الأعمال التي تهتم بقضايا المرأة؟

أنا أدعم قضايا المرأة بشكل كبير، وأحب تقديم أعمال خاصة بها، وفيلم بنات عبدالرحمن أغلب صناعه من النساء، وليس من الضرورى الاهتمام بقضايا المرأة بتجسيدها في عمل فني بل في صناعة العمل نفسه قدر المستطاع، وأنا أشارك بالأعمال التي تحمسني وتعجبني، فيمكنني المشاركة في أعمال تضطهد الرجال أو الأطفال أو حتى الحيوانات.


*هل تعرضت صبا مبارك للظلم في فترة ما؟

نعم تعرضت للظلم وهوجمت وحوربت كثيرا وفي فترة كنت سأفقد كل ما لدى، ولكن إصراري على التحدي وخاصة بعد ظلمي وعدم عرض الأعمال الجيدة والأقل كفاءة مني جعلني أتحدي نفسي لأصل إلى ما أريد.


*هل هي قاعدة أساسية أن الفن لابد أن يوجه رسالة؟

ليس بالضروة أن يكون الفن مقدما للرسالة، فهناك أعمال مثيرة ترفيهية لأننا في الأساس لسنا سياسيين ولا مصلحين اجتماعيين، المهم أن نؤمن بما نقدم في العمل وألا نخالف مبادئنا.

*صبا مبارك قدمت العديد من الأعمال منها المصرية والصعيدية وغيرها ؛ هل كانت اللهجة عائقا بالنسبة لك؟

اللهجة سواء كانت مصرية أو صعيدية أو غيرها هي صعبة على الإطلاق، ويمكن للمصريين اعتقادهم بأن اللهجة المصرية أسهل لهجة، لكنها استغرقت وقتًا طويلًا وجهدا مني كي اكتسبها، وأتحدث بها في محاولةً مني لتقدير المصريين وتوصيل شعور انتمائي لهم.


*كيف ترين دورك في فيلم أميرة الذي شارك في مهرجان الجونة الدورة الماضية؟

أرى أن دوري في فيلم أميرة ليس مغامرة كبيرة مني، وخاصة أن سني صغيرة على دور الأمومة، والدور الذي قمت به يعد تحديًا وطموحًا كنت أسعى لتحقيقه.

*كيف وجدت العمل مع المخرج محمد دياب؟

نشأت بيني وبين دياب صداقة بعد فيلم العبور، وعندما قرأت فيلم أميرة كصديقة أصررت على تجسيد دور وردة وقمت بإقناع دياب بكل الوسائل، ولكنه كان لديه تخوف أن أجسد دور أم لشابة، وهنا كان التحدي".


*ما الجديد في حياة صبا مبارك في الفترة المقبلة؟

كثير من الأعمال، انتهيت من تصوير مسلسل ليلة السقوط، أجسد خلاله دور طبيبة إيزيدية ويقبض عليها الدواعش وأتحدث خلاله باللهجة الأردنية، وأحببت ذلك الدور لأنه يسلط الضوء على فئة الإيزيديين وما تعرضوا له في العراق أثناء الاحتلال، كما أنتظر عرض مسلسل عنبر 6 مع المخرج علي العلي في منتصف شهر ديسمبر الجارى، وأتحدث خلاله باللهجة اللبنانية.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ " فيتو".
 

الجريدة الرسمية