رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف العربية: البرادعى لتشكيل الحكومة بعد ليلة دامية.. الإخوان يحرضون على الفوضى.. السلطات تلقى القبض على قيادات إخوانية.. استمرار مظاهرات الإسلاميين يعطل تحرك مصر إلى الديمقراطية

الدكتور محمد البرادعي
الدكتور محمد البرادعي

يتوجه العالم كله بأنظاره إلى "مصر" لمتابعة مستجدات الأوضاع فيها، ومحللا للوضع الحالي، وبدورها وفى هذا الإطار أفردت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الأحد، صفحاتها للحالة المصرية، وجاءت افتتاحيات الصحف لتفند الوضع المصري.


البداية مع صحيفة "الشرق الأوسط" والمانشيت: مشاورات مع البرادعي لتشكيل الحكومة المصرية بعد ليلة دامية، وذلك قبل علم الصحيفة بنفى الرئاسة لهذا الخبر، مستطردة الشرق الأوسط: إن الرئيس المصري عدلي منصور أجرى مشاورات أمس مع الدكتور محمد البرادعي لتشكيل حكومة تقود مرحلة انتقالية لبسط الأمن وإنقاذ الاقتصاد المتهاوي ووضع دستور والتحضير لانتخابات برلمانية ورئاسية، وسط هدوء مشوب بالحذر، في أعقاب ليلة دامية ومصادمات بين ألوف من جماعة الإخوان ومناوئيهم أسفرت، حتى فجر أمس، عن 37 قتيلا. ولم يتم تكليف البرادعي رسميا لتشكيل الحكومة بعد.

ودخل منصور القصر الجمهوري لأول مرة صباح السبت، وعين مزيدا من المستشارين له، للشئون الاستراتيجية والدستورية والإعلام والمرأة.

ونقلت الصحيفة عن أطراف سلفية تحفظها على حكومة البرادعي، لكن قيادات بجماعة الإخوان التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي وصفتها بـ«الحكومة الانقلابية»، ودعت الجيش لإعادة مرسي كـ«رئيس شرعي للبلاد».

الحياة اللندنية وقعت هى الأخرى في فخ الإعلان عن البرادعي رئيسا للحكومة، كما اهتمت باحتشاد الميادين اليوم، مشيرة إلى احتشاد المصريين اليوم في الميادين لترسيخ «شرعية الشعب»، وتشديد السلطات المصرية من قبضتها على جماعة «الإخوان»، فيما بدا ردا على اشتعال المواجهات في الشارع. فاعتقل نائب المرشد خيرت الشاطر، والمحامي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل الذي أطلق أنصاره في الشارع لمعارضة عزل الرئيس السابق محمد مرسي، قبل أن توجه إليهما النيابة تهمة «التحريض على القتل».

وأشارت الصحيفة إلى إطلاق سراح الناشط السياسي أحمد دومة أبرز الذين عارضوا مرسي، ووعد الرئيس الموقت بإطلاق سراح نشطاء سجنوا في عهد «الإخوان».

وكان الرئيس الموقت المستشار عدلي منصور بدأ صباح أمس ممارسة نشاطه من داخل قصر الاتحادية الرئاسي، فعقد سلسلة من اللقاءات لترتيب الأوراق على ما يظهر، إذ التقى وزيري الدفاع عبدالفتاح السيسي والداخلية محمد إبراهيم، قبل أن يعقد اجتماعا مع قانونيين، بعدها اجتمع مع مجموعة من شباب حركة «تمرد»، قبل أن يلحقوا باجتماع آخر ضم سياسيين في مقدمتهم البرادعي، ورئيس حزب «مصر القوية» عبدالمنعم أبو الفتوح، والأمين العام لحزب النور السلفي جلال مرة، إضافة إلى الكاتبة سكينة فؤاد، وحضر الاجتماع أيضًا مستشار الرئيس للشئون السياسية مصطفى حجازي ومستشار وزير الدفاع للشئون القانونية اللواء ممدوح شاهين، والمستشار حامد عبدالله، رئيس محكمة النقض ومجلس القضاء الأعلى، فيما أعلن حزب الحرية والعدالة رفضه الانخراط في دعوة الحوار، مشيرا إلى أنه لا يعترف بما وصفه بالانقلاب العسكري، وأن الرئيس الشرعي لمصر هو محمد مرسي.

إلى صحيفة الوطن السعودية والتي جاءت افتتاحيتها اليوم بعنوان: فوضى "الإخوان" نتيجة حتمية لغياب لغة العقل، وقالت الصحيفة: "حين يستخدم قادة الإخوان المسلمين في مصر لغة التهييج بدل لغة العقل فإن الفوضى هى النتيجة الحتمية، وحين يقول مرشدهم العام متحدثا لأنصاره المتظاهرين في ميدان رابعة العدوية أول من أمس "أن يكون هناك تنازل عن رئيسنا محمد مرسي فدونه أرواحنا"، فلا يمكن تناول هذه الجملة إلا في سياق التحريض على العنف، ولم يكن الآخرون من الإخوان بأفضل من المرشد في أحاديثهم في صورة لا تعبر عن الوعي، وشكلت جزءا من عوامل أدت إلى مقتل العشرات من المصريين في مختلف المناطق."

وأشارت الصحيفة إلى أن ما يؤكد إصرار قادة الإخوان على التحريض، أيضا قول مرشدهم في الكلمة ذاتها: "إنه مستعد للتوصل إلى تفاهم مع الجيش إذا أعيد مرسي إلى المنصب الذي عزل منه"، ما يعني أن الإخوان سوف يستمرون بنشر الفوضى ما لم يتولوا السلطة، غير مدركين أن الفرصة التي أتتهم على طبق من ذهب قد ضاعت اليوم، وأن عليهم إعادة العمل والتفكير بالأسباب التي قادت إلى فشلهم الذريع في إدارة دولة بحجم مصر، بدلا من التمسك بأمل ضعيف بأن يعيد لهم العنف ما يعتبرونه "شرعية" أخذت منهم.

ورأت الصحيفة أن الإخوان يريدون تعميق الشقاق بين أبناء الشعب المصري من خلال تحريض مرشدهم لأتباعه مخاطبا الجيش بأن يحمي الشعب المصري كله ولا ينحاز إلى فصيل واحد، ولا يريدون أن يفهموا أن أغلب الشعب قال كلمته، ولا عودة إلى الوراء، فالثورة تصحح مسارها وأخطاءها، وتتوجه إلى حيث يفترض رسم مستقبل مصر المنشود وليس مستقبل الإخوان.

وتشير إلى أن استمرار مظاهرات الإخوان يعطل تحرك مصر إلى آفاق غدها، وعنفهم لن يفيدهم في شيء، بل سوف يبعد كثيرا من المصريين عنهم حين يكتشفون أنهم سبب في عرقلة التنمية المأمولة بعد الثورة، وفكرة "نحن أو الفوضى" أثبتت فشلها في كل مكان، وربما هى التي ستنهي حلم الإخوان الجديد بالعودة للحكم ما داموا مصرّين عليها.

إلى افتتاحية الخليج الإماراتية والعنوان العنف لاستعادة "المجد الضائع"، وقالت الصحيفة: " كانت البداية في ميدان رابعة العدوية الذي تحول إلى منصة للتحريض من جانب قيادات "الإخوان" التي فضلت سلوك المواجهة والتحدي، والخروج على إرادة ملايين المصريين التي قالت لهم: "لا".

وأضافت: "بعدها انطلقت جموع مؤيديهم في الشوارع والميادين على وقع خطابات التحريض والانتقام تمارس شتى أشكال العنف حتى القتل، ضد المصريين الذين لفظوا الإخوان في مختلف المناطق والميادين التي اصطبغت بدماء عشرات القتلى والجرحى، ثأرًا لخسارة السلطة، وسعيًا لاستردادها بالقوة والعنف، وإثارة الرعب ".

وترى الصحيفة أن هذه الدموية ليست في الحقيقة جديدة في تاريخ “الإخوان”، بل هى جزء من تراثهم وتكوينهم ومعتقدهم الذي يقوم على السرية والتنظيم الحديدي، وتوسل العنف ضد كل من يعترضهم أو يعارضهم، وذلك منذ مرحلة التأسيس، مرورًا بكل المراحل التي عايشوا فيها الأنظمة السياسية وحتى الآن".

وتؤكد الصحيفة أن “الإخوان” فقدوا منذ الأيام الأولى لحكمهم الثقة في كل من حولهم، ولم يستمعوا إلا إلى الصوت الذي في داخلهم والداعي إلى الغلبة، لذا نكثوا بكل الوعود والعهود التي قطعوها على أنفسهم أمام أصحاب الثورة وأهلها.

وتتساءل الصحيفة: هل يدرك "الإخوان" أن مصر فوق الجميع، ويعودون إلى رشدهم وليس إلى "مرشدهم"، ويتخلون عن أوهامهم، وينخرطون في عملية البناء والأمن كما الآخرين؟
الجريدة الرسمية