رئيس التحرير
عصام كامل

أصل الموضوع!

فى جريمة بشعة تدمى القلب حدثت في نهاية الأسبوع الماضي بمحافظة الغربية.. قابلت الطالبة صفاء صديقتها روان لتصوير ورق دراسة بمكتبة قريبة من محل سكنهما، وأثناء ذهابهما إلى هناك أعترض طريقهما ثلاثة شباب على موتوسيكل، وتحرشوا بهما لفظيًا.. قامت الفتاتان بالتجاهل التام لهما، وحاولتا الابتعاد عنهم، وبرغم محاولة هروبهم قام شاب منهم بالنزول من الموتوسيكل، وقيادة توك توك لقطع الطريق على الفتاتين.

وأثناء معاكسته للفتاتين لم يستطع التحكم في الفرامل واصطدم بهما، وهرب سريعًا من المكان، وتم نقل الفتاتان إلى المستشفى. وكانت النتيجة وفاة الطالبة صفاء بنزيف داخلي، وإصابة روان بكسر في يدها.. وتصدر الخبر مواقع التواصل الاجتماعي، يطالبون بحق صفاء وروان. كما حرر والد صفاء محضر بالواقعة مطالبا بحق ابنته التي فقدها وكانت ضحية التحرش الحقير.

وهنا يبرز السؤال: التحرش لو كان سببه الجهل فلماذا يتحرش المعلم والأستاذ الجامعي والطبيب؟ ولو كان سببه الفقر لماذا يتحرش رجل الأعمال؟ ولو كان سببه تأخر الزواج لماذا يتحرش المتزوج وأب البنين والبنات؟ ولو كان سببه الكبت الجنسي لماذا يتحرش ذو الـ١٤ سنة؟ ولو كان سببه الدين لماذا يتحرش رجل الدين؟ ولو كان سببه لباس المرأة لماذا يتم التحرش بالمنقبة والمحجبة؟ ولو كان سببه جسم المرأة وقوامها المثير لماذا يتم التحرش بالأطفال؟

يا سادة أصل الموضوع مع الأسف هو التقصير الشديد في التربية، والبعد عن أوامر ونواهي الله سبحانه وتعالى.. ولن ننجو من هذا التراجع السلوكي والأخلاقي المخيف إلا بعودة الأب والأم إلى القيام بدورهم الذي كلفهم به الله سبحانه وتعالى وهو غرس القيم والفضائل الأخلاقية في أبنائهم وبناتهم.

عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته.. الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته؛ فكلكم راع ومسئول عن رعيته".

الجريدة الرسمية