رئيس التحرير
عصام كامل

"حرب أهلية "


أجواء ملتهبة تعيشها مصر، أصبحنا فوق فوهة بركان انفجر بالفعل، الشعب المنقسم على نفسه يتقاتل على لاشيء، نعم لا شيء، ألم يقرأ المتقاتلون الآية الكريمة " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق"؟

إنها النفس البشرية أيا كانت عقيدتها، مسلم..مسيحي..يهودي..بوذي..كافر..لا ديني..إنها نفس يحرم على الجميع قتلها، وفي حجة الوداع وقف النبي " صلي الله عليه وآله وسلم" وقال أن حرمة دم المسلم على المسلم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، وفي حديث آخر "أن حرمة دم المسلم أكبر عند الله من حرمة الكعبة"، وآيات وأحاديث كثيرة تأمر بحفظ الروح والنفس والبدن والمال.
أين عقلاء الأمة ليتداركوا سيول الدماء الطاهرة لحقنها ؟ أين علماء ورجال الدين؟ أين الأزهر والكنيسة ؟ أين العقلاء من المؤيدين والمعارضين ؟ أين النخبة والمثقفون ورجال السياسة؟
ما يحدث في شوارع وميادين مصر "حرب أهلية "، كر وفر بين فريقين خاسرين، هل الاقتتال على كرسي الرئاسة مبرر لسفك الدماء وإزهاق الأرواح؟ هل يقبل الله جل جلاله هذا العذر الأقبح من الذنب؟ ماذا سيقول الفريقان في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم؟
حرب شوارع لا ناقة فيها ولا جمل لأبرياء، من عابري الطريق أو الآمنين في بيوتهم، تأتيهم الطلقات النارية ودخان المولوتوف وقنابل الغاز، للأطفال الرضع وكبار السن فيلقون حتفهم على الفور، ما ذنب هؤلاء في اقتتال البعض على مصالح دنيوية ضيقة ؟
منصات الفتنة في التحرير ورابعة والنهضة وغيرها، الجميع يشعل النيران، يرتفع اللهيب، تأخذ الناس العزة بالإثم، فيتدافع كل فريق لقتال الفريق الآخر بلا مبرر؟
أفيقوا من غفلتكم هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل، ولنستقبل شهر رمضان بالتوبة والاستغفار وذكر الله تبارك وتعالي، وليصلح كل منا نفسه الأمارة بالسوء، نتطهر جميعا لاستقبال فيض رحمات الله وعفوه وغفرانه.
وليعلم الجميع أن هنا في مصر أكثر من عشرين جهاز مخابرات دولي يعمل على قتل المصريين وتفتيت مصر، فهل نستجيب لهم؟ أم نقف جميعا على قلب رجل واحد، لحماية مصر، الآمنة بشعبها الطيب الطاهر؟

الجريدة الرسمية