رئيس التحرير
عصام كامل

عبدالله إمام !

في أواخر الثمانينيات وفي ظل المناخ السياسي المفتوح علي البحري لعمل الجماعة في كل اتجاه.. حتى حصلوا وقتها على أغلبية مقاعد التحالف الإسلامي المكون منهم مع حزبي العمل والأحرار بعد تحالف آخر سبقه بثلاثة أعوام حيث انتخابات ١٩٨٤ والتحالف الأشهر مع حزب الوفد بإشراف وقيادة فؤاد سراج الدين.. ثم اتيحت لهم الفرصة كاملة للعمل بعيدا أيضا عن الأحزاب في النقابات والأندية والجمعيات ودور النشر، نقول في ظل مناخ كهذا نجد عند بائعي الصحف كتابا بعنوان "عبد الناصر والإخوان المسلمون" للكاتب الصحفي عبد الله إمام.. كان اول كتاب نراه في الاتجاه المضاد لحركة الجماعة وأول سطور نقرأها -نقرأها دون أن نسمعها من الكبار- يروي قصة هذه الجماعة مع الزعيم عبد الناصر ومع ثورة يوليو ذاتها بل ومع ضباط الجيش العظيم كله!

 

حصل عبدالله إمام علي وقائع التحقيقات كاملة بما فيها الاعترافات بخط اليد وحصل على أحكام المحاكم وحيثيات الأحكام وتفاصيل أخرى مهمة وحوارات مع شخصيات اتصلت بالأحداث! 

 

 

كان الكتاب كفيلا بتغيير رؤية كل من يقرأه من حادث المنشية تحديدا.. رغم إننا أصلا لم نكن في حاجة لذلك فموقفنا من الجماعة تحدد من المرحلة الإعدادية ولله الحمد ولم يتبدل يوما! لكن أعير الكتاب إلى آخرين واشترينا غيره وظل الحال كذلك حتي وقت قريب قرأنا فيها إصدارات هذا الكاتب الكبير حتي شاء القدر أن نتخرج فيما بعد ونعمل معه عندما تولي رئاسة تحرير جريدة العربي ولذلك قصة أخرى سنرويها في مناسبة أخرى..

 

وفي ذكرى حادث المنشية الذي مر أمس نترحم على الرجل ونتذكره وكتبه كلها وكيف بحث وتعب وتحري الحقيقة وبالمستندات في عشرات الكتب التي أصدرها.. تحية إلي روح كل من ساروا عكس التيار وقالوا الحقيقة.. في وقت جبن البعض علي قولها.. وفي ظرف سعي فيه الكثيرون لإخفائها!

الجريدة الرسمية