رئيس التحرير
عصام كامل

كتَّاب إفريقيا وآسيا

تاريخ التضامن الأفروآسيوي (12)

وانعقد مؤتمر الكتاب الإفريقيين والآسيويين في بكين يوم 9/ 7 / 1966، وأصدر قرارًا خاصًا بفلسطين جاء فيه: ”نحن كتاب إفريقيا وآسيا إيمانًا منا بحق الشعوب في الحرية والاستقلال، وحق تقرير المصير، ووفاء منا للمبادىء الثورية في هذا المؤتمر، وهي وحدة الهدف ووحدة المصير بالنسبة للشعوب في كفاحها المشترك ضد الاستعمار والامبريالية، فإن المؤتمر يعتبر الصهيونية حركة استعمارية بطبيعتها ونشأتها، عدوانية في أهدافها عنصرية في بنيانها فاشية في أساليبها ووسائلها.

 

كما يعتبر المؤتمر ما يسمى إسرائيل قاعدة استعمارية وأداة طيعة في يد الإستعمار يستخدمها لأغراض العدوان ومن أجل أغراض التسلل الاستعماري الاقتصادي والسياسي والثقافي إلى أقطار القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. وتعتبر إسرائيل والحالة هذه أداة لتهديد السلم والأمن العالمي وعاملًا عائقًا للتقدم والتطور في المنطقة. كما يشجب الحركة الصهيونية والوجود الإسرائيلي في الجزء المحتل من فلسطين. ويعتبر حق الشعب العربي الفلسطيني في تحرير وطنه امتدادًا لحقه الطبيعي في الدفاع عن النفس وتقرير المصير.

 

 

طالب المؤتمر بقطع جميع العلاقات السياسية مع إسرائيل، مقاطعتها اقتصاديًا وثقافيًا وطردها من المنظمات الدولية. كما طالب بصورة خاصة من جميع الكتاب الثوريين والأحزاب والهيئات التقدمية أن يضاعفوا جهدهم لمقاومة التسلل الصهيوني إلى أقطارهم من أجل إلغاء الاتفاقات المعقودة بين بلادهم وإسرائيل.

 

كما يشجب مؤامرة أمريكا وبريطانيا وألمانيا الغربية التي تستهدف دعم إسرائيل وحمايتها وتزويدها بالأسلحة الفتاكة للاعتداء على العرب وبلغهم من حريتهم ووحدة بلادهم. ويشجب بشدة الهجرة المتدفقة إلى فلسطين المحتلة، تلك الهجرة التي نظمها الاستعمار والصهيونية من أجل دعم الاحتلال الصهيوني لفلسطين وأهدافه العدوانية.

 

إدانة إسرائيل

 

يحذر المؤتمر مما يدعى المساعدات الفنية والاقتصادية التي تقدمها إسرائيل، ويعتبرها صورة مبطنة للامبريالية الأمريكية والاستعمار الجديد. وناشد المؤتمر جميع الهيئات والمنظمات الوطنية والدول المتحررة أن تقدم العون المادي والمالي لشعب فلسطين في نضاله ضد الصهيونية والاستعمار. وطالب بوجوب تصفية إسرائيل ككيان استعماري يعتمد اعتمادًا كليًا على الإمبريالية العالية.

 

كما شجب المؤتمر بعنف وشدة المساعدة الاستراتيجية التي تقدمها إسرائيل إلى بعض الحكومات العملية في إفريقيا من أجل قمع الحركات التحررية في أقطارها، وفي مقدمتها الكونغو ليوبولدفيل (وهي زائير في الوقت الحاضر). كما يؤيد المؤتمر منظمة التحرير الفلسطينية في نضالها من أجل تحرير فلسطين”.

 

كانت منظمة تضامن الشعوب الافريقية الأسيوية، ومقرها القاهرة، تدين إسرائيل في مختلف المؤتمرات التي نظمتها واشترك فيها السياسيون والمحامون والكتاب وغيرهم.  وتمشيًا مع هذا الخط السياسي تبنت هذه المنظمة التي تضم 50 دولة في 3/ 7/ 1967 مشروع قرار من 15 نقطة يشجب العدوان الإسرائيلي على الأراضي العربية ويطالب بدفع تعويضات للعرب عن خسائرهم في الحرب.

 

وبمناسبة ذكرى مرور عامين على العدوان الإسرائيلي في حرب 1967، أصدرت اللجنة التنفيذية لمنظمة تضامن شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية يوم 29/ 5/ 1969 في هافانا نداء إلى القوى الثورية والدول الاشتراكية وحكومات الدول الآسيوية والإفريقية لتأييد الشعوب العربية، بما في ذلك الشعب الفلسطيني، ضد العدوان الإسرائيلي وزيادة دعمهم وتأكيد تضامنهم مع شعب فلسطين في نضاله البطولي من أجل تحرير وطنه، ودعم المنظمات الفلسطينية ومدها بكل ما تحتاج إليه من دعم مادي وأدبي.

الجريدة الرسمية