رئيس التحرير
عصام كامل

تاريخ وبطولات الأهالي في نصر أكتوبر..  الصعايدة المدنيون يبنون حائط صد الصواريخ

انتصار اكتوبر
انتصار اكتوبر

بطولات الأهالي في حرب أكتوبر.. عبارة "الجيش والشعب يد واحدة"، لم تأت من فراغ، ولم تكن مجرد شعارات، وإنما حقيقة وواقع، وثقتها بطولات الأهالي والمقاومة الشعبية في حرب اكتوبر المجيدة، فقد لعب المصريون المدنيون دورا بارزا في الانتصار وعبور خط بارليف.

 

الصعايدة المدنيون

فقد شارك العمال الصعايدة المدنيون بمجهودهم في الحرب، فقال اللواء سمير فرج، الرئيس السابق لجهاز الشئون المعنوية خلال لقائه مع الإعلامية ياسمين عز في برنامج "حديث المساء"، المُذاع عبر فضائية "إم بي سي مصر"، واقعة عاصرها في حرب الاستنزاف، قائلًا: إن العمال الصعايدة كانوا يبنون حائط صد الصواريخ، والذي لولاه لم يكن الجيش المصري ينجح في العبور.

 

وأردف فرج: "الإسرائيليون ضربوا موقع بناء الحائط ليلا، فطلب منه قائد الكتيبة أن ينتقل للموقع، وهناك رأيت حفرة كبيرة مضروبة بقنبلة ألف لتر، 10 عمال تحولوا لأشلاء، وفي السادسة صباحًا اشتغلت وردية أخرى، وكلهم من العمال الصعايدة المدنيين، لهذا الجيش والشعب يد واحدة لم تكن شعارات".

 

أهالي السويس

كما كشف اللواء طلعت مسلم في تصريحات سابقة لفيتو بطولات أهالي السويس في معركة السويس في 24 أكتوبر 1973 ثغرة الدفرسوار، عندما غدر العدو الإسرائيلي بخرق قرار وقف إطلاق النار بشنه قصفا جويا وفرضه حصارا شاملا على المدينة، خلال فترة تطوير الجيش لهجومه جهة الشرق لتخفيف الضغط على الجيش السوري في الجولان.

فاستغل العدو عدم وجود احتياطات كافية في الجانب المصري ووجود ثغرة الدفرسوار بين الجيشين الثاني والثالث وتمكنوا من العبور ودمروا اللواء 16 مشاه، فاكتظت مساجد المدينة بالمصلين وألهب حماسهم الشيوخ وجهزت المقاومة الشعبية كمينا لقوات العدو ليتفاجأ بقذائف الـ آر بي جي تنهمر عليه من كل مكان، كما تعامل رجال المقاومة الشعبية بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدويةـ، وأجبروا جنود العدو على الهرب والاحتماء بالمباني المحيطة، وتم قتل الكثير منهم وتركوا دبابتهم وآلياتهم وأسلحتهم.

 

منظمة سيناء العربية

وأيضا شارك أهالي سيناء في تقديم مساعدات للقوات المسلحة، سواء أكانوا رجالا أو نساء وشبابا وأطفالا وشيوخا، ورغم العزلة الإجبارية التي كانت مفروضة عليهم، قبل وأثناء الحرب، ولكنهم استطاعوا اختراق هذه العزلة.

 

ولعبت لمنظمة سيناء العربية، دور كبير في معاونة الجيش سواء للحصول على المعلومات أو المشاركة في القتال.. وقد تم تشكيل هذه المنظمة من بدو سيناء بالتعاون مع ضباط المخابرات، عقب هزيمة يونيو ١٩٦٧، وأشرف ضباط المخابرات على تدريب أفرادها.

 

وقامت هذه المنظمة بعدة عمليات عسكرية فدائية داخل سيناء المحتلة من جانب الاحتلال الصهيوني، واستقطبت المنظمة عددا كبيرا من أبناء قطاع غزة وأُعلن عن وجودها رسميا في ديسمبر ١٩٦٨م وقد اشتد دور منظمة سيناء العربية إبان حرب الاستنزاف.

 

تحركات العدو والتبرع بالدم

ووفق ما أكده اللواء طلعت مسلم، نجح الأهالي في التعرف على تحركات العدو وتبليغها للجهات الحربية ونقل الرسائل من جنود الجبهة للقيادات، في بطولات سطرت صفحات في كتب التاريخ لم يستطيع أحد حصرها، لشعب قرر الدفاع عن وطنه وطالب بفتح باب التطوع للالتحاق بالجيش لخوض حرب التحرير، والتبرع بالدم لإنقاذ المصابين في المعركة، والعمل التطوعي في الهلال الأحمر.

 

المرأة المصرية

وكان للمرأة دورا أيضا في تلك الحرب، وذكر المؤرخ محمد الشافعي أن المرأة المصرية كانت لها دور في تلك الحرب، حيث إن سيدة تُدعى فاطمة وهي سيناويه تحملت مسؤولية تموين الجنود المصريين بالطعام خلف خطوط العدو.

 

وتابع: "  عمل جنودنا خلف العدو وظلوا 7 شهور وكانت هذه السيدة هي من تقدم لهم أطعمة والمشروبات، وعندما ساعد البدو الجنود المصريين، عرض الجنود عليهم كجزء من رد الجميل أن يعطوهم ما يرتدونه من خواتم في أيديهم، وكان رد البدو وقتها أن ثمنكم كان ملايين، ورفضوا أن يأخذوا منهم أي شيء".

 

الجريدة الرسمية