رئيس التحرير
عصام كامل

مصريو أمريكا «يرفعون القبعة» للجيش.. شلبى: يوم لن يتكرر فى التاريخ.. إسحاق: استعدت الأمل فى مصر.. فهمى: واشنطن لم تدعم مرسى.. رضا: إرادة شعبية نفذها السيسى

الفريق أول عبد الفتاح
الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة

أجمع المصريون في الولايات المتحدة على أن القوات المسلحة والشعب بمصر قد أذهلا العالم بنموذج فريد للديمقراطية، استعاد مصر لأصحابها ورد لهم وحشتهم وقهر شعور المصريين بالغربة في وطنهم وخارجه.


جاء ذلك خلال لقاء بعنوان "الاحتفال بعودة مصر لأهلها " استضافه بمنزله في ولاية ميرلاند الأمريكية المهندس إسكندر شلبي رئيس مجلس إدارة شركة "موبينيل" الذي وصفه الجميع بالقول "مصري حتى النخاع يحب وطنه مصر حتى آخر قطرة في دمه" والذي استهدفته جماعة الإخوان المسلمين.

وفي تعليقه على ما شهدته مصر ودور القوات المسلحة في القيام بجزء من واجباتها الأساسية وهو تحقيق مطالب الشعب ويوم إعلان الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة عن خارطة المستقبل بعد التشاور مع جميع القوى السياسية والمدنية والدينية في مصر، قال المهندس شلبي: "هذا يوم فرح.. هذا يوم لن يتكرر على مدى التاريخ.. وسيسجله التاريخ على أنه اليوم الذي استرجع فيه المصريون مصر لأهلها وشعبها بشبابها وشيوخها.. رجالها ونسائها.. مسلميها ومسيحييها.. وكل الملل والأطياف والأعمار.. الشباب أعادوا البلاد لأهلها.. نحن فخورون بالدور الذي قامت به القوات المسلحة "دون عنف".

وأضاف شلبي: "ما تروجه بعض وسائل الإعلام الغربية بوصف ما حدث في مصر على أنه انقلاب عسكري محض افتراء أو على أقل تقدير عدم إلمام بالواقع المصري.. ما حدث هو إرادة شعب.. والجيش وهو ابن الشعب ساند شعبه وقام بواجبه.. أنا فخور بهذا اليوم.. ويا ليتني كنت في مصر في هذا اليوم العظيم".

من جانبه، قال الدكتور مجدي إسحاق نقيب الأطباء المصريين في بريطانيا: "أنا استعدت الأمل في مصر من خلال شبابها بعدما فقدته.. بعد إحساس بالكآبة والظلمة وتخوف من دخول مصر في نفق لم أكن أتصور أنها يمكن أن تخرج منه.. الشباب أعادوا لي الثقة في النفس وفي عظمة مصر".

وأضاف: أن "مصر بلد يستوعب الجميع.. وأي فئة، سواء كانت علمانية أو مدنية أو دينية، تفكر في أنه يمكنها أن تستأثر بمصر.. فسيكون مصيرها الفشل.. وهو ما ثبت على مدى العام الماضي".. وقال: "ليست هناك حياة بدون الأمل الذي أعاده لنا الشباب".

وأوضح الدكتور إسحاق وهو أحد كبار مساعدي دكتور القلب المصري الشهير مجدي يعقوب، أنه يقوم بزيارة إلى واشنطن لتجميع المصريين والعرب لعمل وقف لصالح مستشفى أسوان للقلب، كي تستمر أسوان منارة للعلم والعلاج لجميع المصريين وأفريقيا والشرق الأوسط.

ولفت إلى أن مصر مدينة لشباب تمرد وفكرهم وعظمتهم.. وبدونهم لم يكن ليحدث أي شيء، ولم يكن بمقدور الأجيال الكبيرة أن تفعل أي شيء.

وفيما يتعلق بوصف ما حدث في مصر بأنه "انقلاب"، قال الدكتور مجدي إسحاق: "هذا مفهوم ينطوي على الغبن.. هذا خيال موجود فقط في عقول من يقولونه.. وأصحاب هذه المغالطة قد تعروا وكشفوا.. وتعرت معهم القوى المدعية للإسلام التي كانت تحكم في مصر"، وأعرب عن رأيه بأن "تحقيق المصالح الإقليمية للدول لا يجب أن يكون على حساب مصر.

وعن دور القوات المسلحة، قال الدكتور مجدي إسحاق: "الدور الذي قامت به القوات المسلحة يجسد عظمة مصر.. رغم أنه كان لدى شك فيما يسمى وطنية الجيش.. ولكن ما قام به الفريق أول عبد الفتاح السيسي والجيش المصري أثبت أن القوات المسلحة وطنية بما لا يدعو مجالا إلى الشك.. وأثبتت أنها تحركت لتنفذ إرادة ملايين من الشعب المصري لا أكثر ولا أقل.. وكان دافعها هو تخليص الشعب ممن أقسم اليمن للولاء للشعب وحنث بقسمه".

ونصح الدكتور مجدي إسحاق شباب الإخوان بأخذ القدوة من الدكتور كمال الهلباوي الذي كان حتى عامين سابقين المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين في أوربا وعاش مع الإخوان وخرج عنهم وخلع ثيابهم عندما رأى أخطاءهم، ونوه إلى أن من يقود مصر في المرحلة المقبلة لابد أن يأتي من بين صفوف الشباب من الجيل ما بين 40 إلى 55 عاما.. أما من هم من جيل الشيوخ فيجب أن يكونوا من المؤيدين والمساعدين والمستشارين ولكن لا يقودوا مصر في هذه المرحلة.. وأكد أن "مصر ولادة" وذات حضارة تمتد على مدى 7 آلاف عام وتتمتع بعراقة وأصالة لا يمكن أن يتم محوها وقادرة على إنجاب القادة الشباب.

وأشار إلى أن الدكتور مجدي يعقوب يرعى 12 طبيبا مصريا شابا على مستوى عالمي من أسوان ويعملون فيها لزيارة إثيوبيا في 12 يوليو الجاري للمشاركة في علاج أطفال إثيوبيا في أديس أبابا لمدة 7 أيام، في رسالة تؤكد للشعب الإثيوبي أن المصريين والإثيوبيين أخوة في لفتة من مركز أسوان الطبي والدكتور مجدي يعقوب تم الترتيب لها منذ فترة من أناس يعملون في صمت من أجل عظمة مصر.

من جانبه، حذر هشام فهمي الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة من انعكاسات مغلوطة لفكرة أن الولايات المتحدة والسفارة الأمريكية في مصر كانت تدعم نظام الرئيس السابق محمد مرسي الذي لم تستقبله الولايات المتحدة على أرضها كرئيس لمصر، وبالتالي لنظام الإخوان، وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من تأثير سلبي على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وخاصة على مستوى القطاع الخاص الذي يضخ استثمارات كبيرة في مصر بعيدا عن السياسة، مؤكدا أن الولايات المتحدة لن تستغني عن مصر وكذلك فإن مصر لن تستغني عن الولايات المتحدة وخاصة في المجال الاقتصادي، ونوه إلى أن الاستثمارات الأمريكية يمكن أن تنمو وتنتعش بشكل كبير في مصر في المرحلة المقبلة.

ونوه إلى أن الأمريكيين ينظرون لمصلحة الولايات المتحدة والتي تتحقق بأن يكون لها علاقات ممتازة مع مصر.. وكذلك بحفظ السلام في المنطقة.. وهو ما يجب أن يوضع في الاعتبار، ولفت إلى أنه عندما يتم تشكيل حكومة جديدة بمصر فإن الولايات المتحدة ستتعامل معها بشكل منفتح بما يحافظ على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

وأكد أنه يرى أن الشركات الأمريكية لديها نظرة طويلة الأجل للاستثمار في مصر، وهى فرصة يجب أن تتم الاستفادة منها، مشيرا إلى أن مصر بوابة لأفريقيا والشرق الأوسط وأوربا، مشيرا إلى أن ما حدث في مصر يجب أن يتم توظيفه لخدمة العلاقات بين البلدين وعدم السماح لظروف غير عادية بالتأثير سلبا على ذلك.

وقال الدكتور محمد رضا رئيس لجنة الشئون الدولية بمجلس شمال ولاية فرجينيا للتكنولوجيا: إن ما حدث في مصر لا يمكن أن يوصف بأنه انقلاب عسكري لأن الانقلاب العسكري مصدره هو الإرادة العسكرية لتولي الحكم، ولكن ما حدث هو إرادة شعبية نفذها الجيش ونقل بموجبها السلطة إلى إدارة مدنية وفقا لخارطة مستقبل توافقت عليها القوى السياسية والمدنية والدينية في البلاد، وذلك في ظل غياب وجود آلية للتعبير عن الرأي منذ تولى الرئيس السابق محمد مرسي للرئاسة.. ولذلك كان الشارع هو الساحة وخرج الشعب وعبر عن رأيه وما كان على القوات المسلحة سوى تنفيذ إرادة الشعب لتجنيب البلاد بحرا من الدماء.

وشدد على أن "جميع المصريين بكل طوائفهم.. شبابا وشيوخا.. مسلمين ومسيحيين.. رجالا ونساء.. خرجوا للتعبير عن آرائهم.. وبالتالي كان لزاما على الجيش والشرطة التحرك لتلبية مطالب الشعب وتجنيب البلاد الوقوع في بحر من الدماء".

وأضاف: "ما حدث كان للتنفيس عن الشعب المصري بسبب ما تعرض له من ضغوط نتيجة عدم خبرة الإخوان المسلمين في الحكم وإدارة شئون دولة مثل مصر ومحاولة سيطرتهم على مفاصل الدولة لصالح فصيل واحد، وهو ما تمثل في أن العام الماضي كانت تسيطر الضبابية على اختياراته ومحاباة أهل الثقة حتى مع عدم خبرتهم".

أما المهندس محمد عمر بخيت المتخصص في الأمن الإلكتروني فأكد أن ما حدث في مصر والدور الذي قامت به القوات المسلحة يمثل ملحمة سلمية في حب مصر وتنفيذا لإرادة شعب بأكمله، باستثناء فصيل استقوى بالسلاح والعنف ليحقق أهداف قيادات تنظيم وفصيل واحد.

وقالت استشارية التخدير ريتا جاد الرب: "لن نبقى أغرابا مرة أخرى في بلدنا.. والمصريون استفاقوا لشيء أفضل إن شاء الله.. كنت أمشي في مصر غريبة.. ولكن مصر عادت لنا مرة أخرى".

وقال المهندس خالد حلبي مهندس نظم المعلومات: "ثورة 30 يونيو هى تصحيح لثورة 25 يناير التي لم تكتمل.. وليست انقلابا على الشرعية.. وما حدث هو أن الثورة كانت قاصرة على تنفيذ مبادئ الديمقراطية الأساسية المتعارف عليها في العالم الغربي نتيجة
ضغوط تمت ممارستها على المجلس العسكري السابق لكي يبتعد عن الحياة السياسية في أسرع وقت ممكن.. وقد سلم المجلس العسكري السلطة لرئيس منتخب انتخابا شرعيا وكانت هذه هى الخطوة الديمقراطية الوحيدة التي تمت منذ ثورة يناير ولم تعقبها أية خطوات ديمقراطية أخرى.. وكان يتعين على السلطة المدنية المنتخبة أن تكمل المسيرة بوضع دستور يتناسب مع متطلبات ثورة قائمة وشباب ثائر في الميدان ولكنها لم تفعل.. كان يجب أن تراعي تعدد الأحزاب والخبرات في الحياة السياسية الجديدة ولكنها لم تفعل وقررت أن تستبعد جميع الأطراف الأخرى التي كان يجب أن تشارك في القرار في توجه إقصائي لهم من الحياة السياسية والمدنية والانفراد بكل شيء في الدولة، وتعيين أشخاص ليس لهم أي كفاءات بل على أساس انتماءاتهم السياسية".

وأضاف: "ما حدث هو تصحيح للمسار الديمقراطي الذي كان يجب أن يحدث بعد ثورة يناير.. والقوات المسلحة رأت أن هذا الخيار هو الخيار الوحيد لتلبية إرادة الشعب بعد أن استنفدت جميع الخيارات الممكنة لإيصال رسالة إلى الرئيس السابق مرسي بأن البلاد على حافة الانهيار وحرب أهلية قد تؤدي بها إلى نفق يمتد من 50 إلى 60 عاما من الدمار والتخلف والفوضى".

وأوضح أنه "كان لابد أن تقوم القوات المسلحة باتخاذ الخطوات اللازمة لإيجاد مخرج من هذه الأزمة بعد أن استنفدت جميع الإجراءات القانونية الممكنة من خلال عرض ما يعرف بتقدير الموقف أكثر من مرة للرئيس السابق مرسي ومدى خطورة الموقف على الأمن القومي المصري، ولكنه أغمض عينيه وصم أذنيه تماما عن ذلك لمحاباة المنصب والكرسي والعشيرة وهو ما كان أمرا في منتهى الخطورة ولا يمكن أن يقبله أحد".

وقال: "ما حدث هو تصحيح للمسار الديمقراطي الذي ارتضاه الشعب بعد ثورة 25 يناير.. ولا وجود مطلقا لما يمكن أن يوصف بأنه انقلاب عسكري بدليل أن القوات المسلحة رفضت منذ البداية أن تبقى في السلطة وأعلنت تكليف القوى الوطنية المصرية لرئيس المحكمة الدستورية العليا وهو مدني يحظى باحترام الجميع، مع تكليف حكومة مدنية بإدارة المرحلة الانتقالية، على أن تعود القوات المسلحة إلى ثكناتها وتبقى مهمتها فقط تأمين الأمن الداخلي والخارجي للبلاد".

وأضاف: أحيي الشعب المصري والقوات المسلحة على هذه المنظومة التي سيسجلها التاريخ لشعب مصر على أنها تنفيذ للديمقراطية كما يرتضيها وترتضيها جميع الأطراف وليس طرفا واحدا، ليس من خلال ثورة واحدة ولكن من خلال ثورتين قام بهما خلال فترة زمنية لم تتجاوز العامين".

من جانبه قال محفوظ تادرس المتقاعد المتخصص في الاقتصاد والذي كان يعمل سابقا بالبنك الدولي: "هذه ثورة عظيمة يحق للشعب المصر أن يفخر بنفسه على القيام بها.. ونتمنى للقيادة الجديدة كل التوفيق.. وأن تكون الفترة الانتقالية قصيرة وناجحة.. ونتطلع لمستقبل أفضل لمصر مع ضرورة التركيز على الاقتصاد.. ما حدث انتفاضة شعبية قام بها الشعب والادعاء بأنها انقلاب لا يهمني لا من قريب أو من بعيد لأن الشعب قال كلمته والجيش استجاب لإرادة الشعب".

من جانبه اكتفى رجل الأعمال أحمد عصام بالقول: "الحمد لله أن مصر قد عادت". بينما أنشد الدكتور طارق عبد الحميد كلمات "أغنية مصر عادت شمسك الذهبي" التي تغنت بها فيروز.
الجريدة الرسمية